لندن: فيما أكد الكاظمي لظريف اليوم ضرورة العمل معا لدعم أمن المنطقة واستقرارها فقد شدد على أن العراق يسعى الى تأكيد دوره المتوازن والإيجابي في صناعة السلام والتقدم الاقليمي بينما اكد الرئيس صالح ان بلاده تولي اهتماما كبيرا لعدم التدخل في شؤونها الداخلية في حين رفض ناشطون عراقيون زيارة الوزير الايراني لبلدهم.
وخلال استقبال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف والوفد المرافق له في بغداد الاحد فقد تم بحث تطوير العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك في مختلف المجالات .
فيديو اجتماع ظريف مع الكاظمي:
وأكد الكاظمي أهمية العلاقات الثنائية بين العراق وإيران وتطويرها وتنميتها في مختلف المجالات، بما يخدم مصالح الشعبين العراقي والإيراني، فضلاً عن العمل المشترك من أجل دعم أمن المنطقة واستقرارها كما نقل عنه بيان صحافي لمكتبه الاعلامي تابعته "إيلاف".
واضاف: "إن العراق يسعى الى تأكيد دوره المتوازن والإيجابي في صناعة السلام والتقدم في المنطقة، بما ينعكس إيجاباً على كل شعوبها بالمزيد من الاستقرار والرفاه والتنمية المستدامة".
ومن جانبه، نقل ظريف للكاظمي اهتمام إيران على أعلى المستويات بالزيارة المرتقبة له الى إيران والمنتظرة الثلاثاء المقبل لبدء مرحلة جديدة من التعاون بين البلدين .
وأشار ظريف الى أن إيران تتطلع الى مرحلة جديدة وإيجابية من العلاقات مع العراق والتوجه لتفعيل الاتفاقيات بين البلدين في مختلف القطاعات .
عدم التدخل
ومن جانبه، أكد الرئيس العراقي برهم صالح لظريف حاجة المنطقة إلى تفاهم مشترك لإيجاد حلول للأزمات وترسيخ الأمن الإقليمي وشدد على اهمية عدم التدخل في شؤون بلاده.
واشار صالح الى ضرورة " توسيع آفاق التعاون الثنائي بين البلدين في المجالات كافة"، مشدداً على "حرص العراق ليكون عامل استقرار ومركزاً لتلاقي المصالح المشتركة لدول المنطقة وبما يرسخ السلم والأمن الإقليمي"، كما نقل عنه بيان رئاسي تابعته "إيلاف".
وأشار الرئيس العراقي إلى أن "المنطقة بحاجة الى بناء علاقات متوازنة وتفاهم وتنسيق مشترك ورؤية واضحة للوصول إلى حلول جذرية للأزمات والتوترات من خلال الاعتماد على الحوار البنّاء والصريح بين جميع الأطراف الدولية".
وشدد صالح على أن "العراق يولي أهمية لحماية سيادته وأمنه واستقراره ويتعاون مع الحلفاء والأصدقاء في إطار الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، مشيداً بمواقف الجمهورية الإسلامية ودعمها للعراق لاسيما في مجال محاربة الإرهاب ومواجهة عصابات داعش".
وقد اعرب ظريف عن رغبة بلاده بتوسيع آفاق التعاون والتنسيق الثنائي ومساندتها للعراق في مختلف الصعد .. مشيراً إلى أهمية تعزيز العلاقات بين دول المنطقة من أجل دعم الاستقرار ومواصلة مكافحة الإرهاب.
لا أهلا ولا مرحبا
وواجه عراقيون زيارة ظريف للعراق بالرفض واطلقوا عدة وسمات على مواقع التواصل الاجتماعي جاء فيها "لا أهلا ولا مرحبا" .. ومنها #ظريف_غير_مرحب_بك_بالعراق
#اللجنة_المنظمة_لمظاهرات_ثورة_تشرين #ثورتنا_مستمرة_حتى_نستعيد_الوطن
#الثورة_مستمرة_رغم_الصعاب #مليونية_الخلاص #سيعود_اللحن_عراقيا
#الثورة_تنتصر #طفح_الكيل_اقترب_دخول_الخضراء #نريد_وطن #ثورة_العراق
#ثورة_تشرين #دم_الشهيد_ثورة #دماء_الشهداء_تنتصر #لن_نخون_دماء_الشهداء
#نازل_اخذ_حقي #خدامك_ياوطن #باقون.
كما اعتصم العشرات من المحتجين على الزيارة أمام مبنى وزارة الخارجية وسط بغداد تصدت لهم قوات الامن التي استخدمت خراطيم المياه لتفريقهم.
وبدأ ظريف وصوله للعراق اليوم بزيارة مكان اغتيال قاسم سليماني قائد فيلق القدس وأبو مهدي المهندس نائب رئيس الحشد الشعبي بالقرب من مطار بغداد من قبل طائرة اميركية في الثاثل من كانون الثاني يناير الماضي.
وفي مؤتمر صحافي فقد اعتبر ظريف علاقات بلاده متميزة مع العراق ولايمكن ان تتزعزع فقد نوه الى انه سيبحث في بغداد اليوم مقتل سليماني والمهندس بينما شدد نظيره العراقي على ان بلاده ترفض التدخل في شؤونها الداخلية، وهي ترغب في علاقات متوازنة مع جميع دول الجوار. (التفاصيل)
الكاظمي الى السعودية وإيران
وتأتي زيارتا الكاظمي الى السعودية وايران في اطار مساعي بغداد لتحقيق توازن في علاقاتها الاقليمية وتنفيذا للمنهاج الحكومي الذي حصلت عليه حكومة الكاظمي على ثقة البرلمان في السابع من مايو الماضي والذي نص على انه لايمكنُ ضمان السيادة الوطنية من دونِ اعتمادِ مبدأ التوازنِ في العلاقات الخارجية .. موضحا ان توازنُ العراق ينطلق من عدم تبنيهِ سياسة المحاورِ وعدمِ الدخول طرفاً في الصـراعاتِ والانفتاحِ الايجابيِّ على الدولِ الشقيقةِ الصديقةِ في نطاقِ عمقِهِ العربي وجوارِهِ الإسلامي والتزاماتِهِ الدولية. وشدد على سعي العراق إلى بناءِ منظومةٍ متكاملة من المصالحِ المشتركة في علاقاتِهِ الخارجية على المستويات المختلفة استناداً الى مبدأ السيادة الوطنية، وتسعى الدولةُ العراقيةُ الى الاسهام الفعّال في حلِّ الأزماتِ الإقليميةِ والدوليةِ، وضمانِ مصالحِها الوطنية عبرَ الحوارِ والتعاون الثنائيِّ والدوليِّ في المياهِ المشتركة وحقولِ النفط والغاز والتجارةِ العادلة، والتعاون الأمنيّ والاستخباريّ لضمانِ الأمنِ الإقليميِّ والدوليّ .
الكاظمي سيثير في طهران قضية المليشيات الموالية لها في العراق
ومن جهته، كشف مصدر مسؤول في الحكومة العراقية عن برنامج زيارة الكاظمي الى السعودية وإيران خلال اليومين المقبلين متحدثا عن عزم بغداد تقديم طلب لطهران بشأن الميليشيات المسلحة الموالية لها في البلاد.
ونقلت قناة "الحرة عراق" عن المسؤول العراقي الذي طلب عدم الكشف عن هويته في تصريح تابعته "إيلاف" قوله إن زيارة الكاظمي للسعودية ستبدأ الاثنين يسبقها وصول وفد من المجلس التنسيقي بين البلدين برئاسة وزير المالية العراقي علي علاوي ووزراء آخرين . وأضاف أن "زيارة الرياض ستشهد توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم في مجالات الطاقة والاستثمار كما سيتم الإعلان خلالها عن افتتاح معبر عرعر الحدودي مع السعودية".
وتابع أن "الزيارة ستبحث أيضا التعهدات المالية التي وعدت السعودية بمنحها للعراق خلال مؤتمر المانحين الذي انعقد في الكويت في فبراير 2018 وأيضا موضوع ملعب كرة القدم الذي أهداه العاهل السعودي للشعب العراقي".
وتعهدت السعودية خلال المؤتمر بتخصيص مليار دولار لمشاريع استثمارية في العراق و500 مليون دولار إضافية لدعم الصادرات العراقية من بين 30 مليار دولار تعهدت الدول المشاركة في المؤتمر تقديمها الى العراق لاعادة اعمار ما خربته الحرب ضد تنظيم داعش.
المصدر أكد أن الكاظمي سيزور أيضا طهران يوم الثلاثاء مباشرة بعد اختتام زيارته للسعودية حيث من المقرر بحث ملفات تخص التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين والقضايا المتعلقة بتزويد الطاقة الكهربائية .
وبشأن ملف الجماعات الموالية لطهران في العراق، قال المصدر إن "الحكومة العراقية جادة في حصر السلاح بيدها والتعامل مع المليشيات المسلحة خارج إطار الدولة والخارجة عن القانون".. منوها الى ان "الكاظمي سيتحدث مع الإيرانيين ويطلب منهم رفع يدهم عن بعض المجاميع المرتبطة بهم أو الذين يدعمونها".
وتصاعدت حدة التوتر بين الكاظمي والميليشيات الموالية لطهران خلال الآونة الأخيرة على خلفية قيام قوات مكافحة الإرهاب باعتقال عناصر من ميليشيا كتائب حزب الله الشهر الماضي بتهمة التخطيط لاستهداف المنطقة الخضراء المحصنة وسط بغداد. كما كشف المصدر العراقي عن توقيت زيارة الكاظمي المرتقبة للولايات المتحدة والتي ستجري الشهر المقبل .
وإضافة إلى صداقته مع ولي العهد السعودي، للكاظمي علاقات جيدة أيضا مع أجهزة الاستخبارات الإيرانية ودوائر حكومية في الدولة ما قد يجعل منه بحسب مراقبين وسيطا بين الخصمين الإقليميين. والكاظمي مقرب من واشنطن أيضا التي سيزورها لمتابعة الحوار الاستراتيجي العراق الاميركي وستكون هذه المرة الأولى التي يزور فيها رئيس وزراء عراقي البيت الأبيض منذ ثلاث سنوات.
التعليقات