تأكيدًا لنفي شائعات أشارت إلى تنفيذ السلطات العراقية اعتقالات وإعدامات عشوائية في الطارمية، جال فيها مصطفى الكاظمي والتقى مواطنيها، مؤكدًا تصديه لمن يحاول إحياء الطائفية في العراق.

إيلاف من لندن: قام مصطفى الكاظمي، رئيس الوزراء العراقي القائد العام للقوات المسلحة العراقية، الإثنين بزيارة إلى منطقة الطارمية (50 كم شمال بغداد) وجال في شوارعها مفندًا تقارير انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي أشارت إلى تنفيذ حملة إعدامات عشوائية بأبنائها، في إثر اغتيال آمر اللواء 59 في الجيش العراقي العميد الركن علي حميد الخزرجي، باستهدف مجهولين سيارته العسكرية في منطقة بن سينا بقضاء الطارمية الجمعة الماضي، ما أدى إلى اندلاع مواجهات بين القوات الأمنية وعناصر تنظيم داعش في المنطقة التي تم إغلاق مداخلها ومخارجها.

في إثر ذلك، انتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي تقارير زعمت أن القوات الامنية والحشد الشعبي نفذا عمليات اعتقال وإعدامات عشوائية بحق أبناء المنطقة السنّة. والتقى الكاظمي أبناء المنطقة فأظهرته الصور بين الجموع متحدثًا معهم، مشددًا على أنهم أهله وابناؤه ولن يسمح بأي اعتداء يستهدفهم.

داعش يزرع الفرقة
كما اجتمع الكاظمي بشيوخ عشائر ووجهاء قضاء الطارمية مشددًا على أن "الشهيد البطل العميد الركن علي حميدالخزرجي كان مثالًا للبطولة والشجاعة في حماية أبناء شعبنا، لكن هناك من يحاول أن يشيع الفرقة بين أبناء شعبنا وواجبنا جميعا الوقوف ضد هذه المحاولات"، كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في تقرير تابعته "إيلاف".

أضاف أن الاتهامات التي توجّه إلى الحشد والجيش وباقي القوات الأمنية باطلة ومعيبة، لأنها تشوه صورة القوات العراقية، منوهًا بأن "عصابات داعش تحاول زرع الفرقة بمخططات خبيثة، لكننا مصرون على قلع جذور الإرهاب".

أشار الكاظمي إلى أنه جاء للوقوف على ما يشاع في وسائل التواصل وبعض وسائل الاعلام حول وجود اعتقالات عشوائية وحملة إعدامات ردًا على اغتيال الخزرجي. ودعا الإدعاء العام إلى فتح تحقيق مع كل من اتهم القوات العراقية بالباطل وعمل على تشويه صورتها داخل البلد وخارجه، مؤكدًا أن "أهل الطارمية أهلنا ونحرص على حمايتهم وأمنهم".

من جانبهم، نفى شيوخ عشائر الطارمية ووجهاؤها بشكل قاطع حصول أي اعتداءات أو اعتقالات عشوائية في القضاء، مؤكدين الوقوف مع القوات الامنية في تصديها للإرهابيين.

تحذير من إحياء الطائفية
خلال اجتماع الكاظمي بالقيادات الأمنية في الطارمية، أشار إلى أن الجهود التي تبذلها القوات الحكومية لتعقّب الخلايا الإرهابية النائمة كبيرة، "ولن نسمح بوجود فتنة في الطارمية أو في أي منطقة بالعراق فأبناء الطارمية أبناؤنا وقواتنا تعمل جاهدة لحمايتهم".

وأكد الكاظمي عزمه على التصدي لكل من يحاول إحياء الطائفية، وقال: "قواتنا التي سطرت أروع الانتصارات والبطولات في محاربة الإرهاب هي محل فخر، وتحافظ على أمن مواطنينا في جميع المدن". وقال الناطق العسكري العراقي اللواء يحيى رسول إن الكاظمي "وجه الجهات الاستخبارية والقطعات الأمنية الماسكة لقضاء الطارمية بالتحرك الفوري والعاجل للقبض على العناصر الإرهابية التي أقدمت على قتل الخزرجي".

الطارمية مركز لنشاط داعش
يُشار إلى أن الطارمية تقع على بعد 50 كيلومترًا شمال بغداد، مساحتها نحو 100 ألف دونم، وبلغ تعداد سكانها في عام 2014 نحو 50 ألف نسمة.
والطارمية من المناطق المهمة كونها تربط بين أربع محافظات عراقية: بغداد وصلاح الدين وديالى والأنبار، وتمتاز بكثرة مزارعها وحقول الدواجن وشيوع تربية الأسماك فيها، إضافة إلى تربية المواشي، لذلك تعتبر مدينةً مكتفية ذاتيًا.

يقول مصدر أمني: "الهجوم الذي تعرض له آمر اللواء الخزرجي كان مزدوجًا، حيث انفجرت عبوة ناسفة بالرتل العسكري وقتل الضابط برصاص قناص، كما أدى الهجوم إلى إصابة 4 جنود".
يشير المصدر إلى أن قناصًا أو أكثر ينشطون منذ سنوات في الطارمية، مقدرًا عدد قتلى القناصين في نحو 50 هجومًا منذ 2014 بنحو 30 ضحية، أغلبيتهم من القوات الأمنية، وبينهم ضباط. وفي صيف 2018، هاجم مسلحون الطارمية واحتلوا عددًا من منازلها ونشروا قناصين على الأسطح (وهي آخر مرة شوهد فيها قناصون) حيث ادى ذلك الهجوم إلى مقتل 30 شخصًا بين قنص واشتباكات وإعدامات ميدانية.

انتهت مطلع الشهر الحالي آخر عملية عسكرية في الطارمية استمرت يومين، قالت إثرها القوات الامنية انه تم تأمين القضاء وتحقيق كامل أهداف العملية. وعثرت القوات خلال الحملة الأخيرة على معسكر تحت الأرض ومضافات لتنظيم داعش مخبأة تحت أشجار كثيفة.