إيلاف من لندن: أعلن في لندن، اليوم الأربعاء، عن اتفاق المملكة المتحدة والولايات المتحدة على إنهاء "الإشكال الشّاذ" الذي سمح للمرأة المشتبه في أنها تسببت في وفاة شاب بريطاني في حادث سير بالمطالبة بالحصانة الدبلوماسية.

واستمعت محكمة الشهر الماضي إلى أن "الاتفاقية السرية" سمحت للأميركية آن ساكولاس بالعودة إلى وطنها بعد حادث سير أدى إلى مقتل الشاب البريطاني هاري دان البالغ من العمر 19 عامًا في أغسطس من العام 2019، خارج قاعدة سلاح الجو الملكي البريطاني في كروثون في مقاطعة نورثهامبتونشاير.

وكانت أن ساكولاس، البالغة من العمر 42 عامًا، وهي زوجة مسؤول المخابرات الأميركية غادرت المملكة المتحدة بعد وقت قصير من اصطدامها بدراجة دون النارية.

ويُعتقد أن ساكولاس كانت تقود السيارة، ولكن عندما قابلتها شرطة نورثهامبتونشاير لم يتم إجراء أي تحقيق بعد أن أبلغتها الحكومة البريطانية بأنها ساكولاس حصلت على حالة الحماية الممنوحة للدبلوماسيين الأجانب.

وقالت والدة الشاب ضحية الحادث، شارلوت تشارلز إن الإعلان كان "خطوة كبيرة إلى الأمام"، وأضافت أن أحد أهداف العائلة هو "ألا يحدث لعائلة أخرى مرة أخرى". لكنها أضافت أن حملتهم ستستمر لإعادة السيدة ساكولاس إلى المملكة المتحدة، وقد رفضت الولايات المتحدة في يناير طلبًا سابقًا لتسليمها.

ماساة مماثلة
وقال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب إن التغييرات تعني مأساة مماثلة "لا يمكن أن تحدث مرة أخرى". وأضاف: "أعلم أن هذه التغييرات لن تعيد الشاب هاري إلى الحياة، وأنا أقدر الألم والمعاناة اللذين لا تزال الأسرة تعانيهما".

ويأتي القرار ذلك في أعقاب زيارة قام بها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى المملكة المتحدة هذا الأسبوع، حيث تحادث مع رئيس الوزراء بوريس جونسون ووزير الخارجية دومينيك راب.

وناشدت والدة الشاب الضحية، الحكومة البريطانية في مطلع الأسبوع لجعل ابنها "الأولوية القصوى" خلال زيارة وزير الخارجية الأميركي للندن، وقالت إنها سئمت من الوعود.

مدخل القاعدة الجوية حيث وقع حادث السير

وقالت "لقد أكد فريق دومينيك راب لنا ... أن هاري هو رقم واحد على جدول الأعمال، أثبت ذلك لنا إذاً. أخبرنا بما سيفعلونه. لم تعد الكلمات كافية".

أزمة دبلوماسية
يذكر أن حادث مقتل الشاب البريطاني بحادث السير وهرب السيدة الأميركية، كاد يتسبب بأزمة دبلوماسية بين بريطانيا والولايات المتحدة، وكان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أخطر الرئيس الأميركي دونالد ترمب بتورط زوجة ضابط مخابرات الأميركي بحادث أدى إلى مقتل الشاب البريطاني يدعى هاري دون، مؤكداً ضرورة عودتها إلى المملكة المتحدة بعد فرارها من البلاد عقب الحادث.

وكان متحدث باسم 10 داونينغ ستريت، قال إن رئيس الوزراء ضغط على الرئيس الأميركي عبر الهاتف لإرسال آن ساكولاس، المتهمة بقتل هاري دون، أثناء القيادة الخطرة لمواجهة العدالة في المحاكم البريطانية بعد رفض طلب التسليم.

وقالت الولايات المتحدة في وقت سابق إنها لن تمتثل لطلب التسليم، الأمر الذى وصفه دومينيك راب، وزير الخارجية البريطاني الرفض بأنه "إنكار للعدالة".

وقام والدا الضحية الشاب دون بحملة من أجل محاكمة المشتبه بها في المملكة المتحدة، وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن طلب التسليم، الذي وصفته واشنطن بأنه "غير لائق تماما"، رُفض لأنه يهدد مكانة الحصانة الدبلوماسية برمتها ويشكل سابقة مقلقة.

الشاب البريطاني الضحية والاميركية مرتكبة الحادث

خيبة أمل
وحينها، قال وزير الخارجية البريطانية إنه تحدث إلى السفير الأميركي "للتعبير عن خيبة أمل الحكومة بشأن هذا القرار"، مضيفًا: "كانت المملكة المتحدة لتتصرف بشكل مختلف إذا كان هذا دبلوماسيًا بريطانيًا يعمل في الولايات المتحدة".

وكان تم التشكك في مطالبة ساكولاس بالحصانة الدبلوماسية منذ وقوع الحادث، حيث قالت وزارة الخارجية الأميركية في أكتوبر 2019، إنها "لم تعد ذات صلة" بالقضية.

ومنذ ذلك الحين، طلب والدا دون من الأمم المتحدة مراجعة القواعد المحيطة بالحصانة الدبلوماسية، والتي زعموا أنها "عفا عليها الزمن" و "تعرضوا للإيذاء بشكل متكرر".

وكانت وزارة الخارجية البريطانية قالت إن الحصانة الدبلوماسية لم تعد تنطبق على المتورطة في حادث السير.

الحصانة الدبلوماسية
يشار إلى أن الحصانة الدبلوماسية هي الحماية الممنوحة بموجب القانون الدولي والقانون البريطاني للدبلوماسيين الأجانب وأسرهم. تم إضفاء الطابع الرسمي عليها من خلال اتفاقية فيينا لعام 1961 بشأن العلاقات الدبلوماسية (VCDR).

وكان تم دمج الحصانة في القانون المحلي البريطاني بموجب قانون الامتيازات الدبلوماسية لعام 1964. وتحمى الاتفاقيات العالمية المتبادلة أيضًا الدبلوماسيين البريطانيين العاملين في الخارج.

وبالإضافة إلى تغطية الدبلوماسيين وعائلاتهم في أي مكان في المملكة المتحدة، فإن نفس الاتفاقية والتشريعات تمنع مسؤولي المملكة المتحدة من دخول المقار الدبلوماسية.