تحتدم المنافسة في الداخل الفلسطيني على خلافة الرئيس الفلسطيني محمود عباس. ويتساءل مراقبون عما اذا كان أبو مازن سيستمر بانتهاج سياسة المفاوضات إزاء خطة الضم أم أنه سيرفع البندقية ويذهب إلى التصعيد.

إيلاف من لندن: يعمل أمين سر حركة فتح، جبريل الرجوب، جاهداً لطرح نفسه خلفاً للرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، وينافسه في السباق على الكرسي رئيس الحكومة الفلسطيني محمد اشتية.
ويدور الحديث أيضاً عن احتمال ترشح كل من مدير المخابرات العامة، ماجد فرج، ومروان البرغوثي المسجون لدى إسرائيل.

وأطلق الرجوب حملته الانتخابية في أثناء مؤتمر مع نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، صالح العاروري.
وتقول مصادر في الأراضي الفلسطينية لـ"إيلاف" إن الرجوب لا يوفر جهدًا في سبيل تحقيق الفوز في الانتخابات الرئاسية الفلسطينية المقبلة، ليكون خلفاً لأبو مازن.

من جهة أخرى، يرى رئيس اشتية نفسه المرشح الأفضل للرئاسة كونه رجل أعمال ناجح، ويعد بقيادة ناجحة في مواجهة المخططات الإسرائيلية، وخصوصًا مع التحديات التي تفرضها أزمة كورونا العالمية.

ويقول مصدر رفيع من رام الله لـ"إيلاف" إن الخيارات الفلسطينية في مواجهة خطط الضم وإرث أبو مازن هي في صلب النقاش الفلسطيني الداخلي، وعلى طاولة منظمة التحرير الفلسطينية.

ويرى مراقبون من الداخل الفلسطيني أن خيارات السلطة قليلة جداً وتتلخص في استمرار فك الاتصال ووقف كل أشكال التنسيق مع إسرائيل والذهاب الى المحافل الدولية وخاصة إلى الأمم المتحدة، لكسب الوقت إلى حين انتهاء الانتخابات الأميركية في نوفمبر المقبل.

تضيف المصادر أن فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب بولاية ثانية يحتم على السلطة إعادة حساباتها من جديد فإما تستمر في التصعيد او تسعى للتوصل إلى صيغة تعيد الجميع الى طاولة المفاوضات.

أما في حال فوز المرشح جو بايدن، ترى المصادر أن "الوضع سيكون أسهل بالنسبة إلى الجانب الفلسطيني في عبور أزمة خطط الضم المعطلة حالياً، ولا مؤشرات على إمكانية لتنفيذها في ظل حكومة بنيامين نتانياهو الحالية ذات الرأسين".

الى ذلك تقول المصادر الفلسطينية إن الرئيس عباس لم يتخل عن النضال الشعبي غير المسلح، فيما يواجه مسؤولون في حركة فتح بالتنسيق مع حماس خطة الضم. وتدعو حماس علانية الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية لاعتماد الكفاح المسلح والمواجهة المسلحة مع إسرائيل. ويصف مسؤول فلسطيني كبير تحدث لـ"إيلاف" الامر بمثابة تخبط غير صحي للقيادة الفلسطينية التي يجب عليها الإعلان صراحة عن نواياها، ومخاطبة الفلسطينيين بشكل مباشر لرسم خارطة الطريق الواجب سلوكها. يضيف المسؤول "مهما تعددت الطرق، على القيادة مصارحة الشعب"، لافتاً أن القيادة الفلسطينية كما غيرها ليست بمعزل عن تأثيرات أزمة كورونا بالاضافة إلى انعكاسات الأوضاع الإقليمية والدولية والاقتصادية الصعبة.

ويتساءل محللون فلسطينيون: هل سيكون إرث أبو مازن مقاومة شعبية غير مسلحة وتمسك بالمفاوضات والحل السلمي أم أنه يغير الوجهة مجدداً وهو على مشارف نهاية حكمه نحو رفع البندقية وانتهاج خيار الكفاح المسلح؟