إيلاف من لندن: تتجهز تركيا أردوغان وباكستان عمران خان لمحاولة جديدة لشق العالم الإسلامي بعد المحاولة الفاشلة التي تمت في كوالالمبور في ديسمبر 2019 بعقد قمة قاطعتها غالبية الدول الإسلامية.

واستقبلت وسائل الإعلام التركية بترحاب ملحوظ، تهديد إسلام أباد، بالخروج عن عباءة منظمة التعاون الإسلامي في ما يتعلق بالتعامل مع قضية إقليم كشمير المتنازع عليه مع الهند.

ونقلت وكالة أنباء (الأناضول) التركية الرسمية، تصريحات لوزير الخارجية الباكستاني، شاه محمود قريشي، وصفتها الوكالة بأنها "حادة وغير معتادة" عدم اكتراث المنظمة وتأجيلها الدائم عقد اجتماع لوزراء خارجية الدول الأعضاء من أجل دعم الكشميريين والوقوف على سبل حل قضية الإقليم، حسب ما نقلت صحيفة "دون" الباكستانية، الخميس.

وقال قريشي لقناة "أري نيوز"، يوم الأربعاء: "أقول مرة أخرى لمنظمة التعاون الإسلامي باحترام أن اجتماع مجلس وزراء الخارجية هو ما نتوقعه. وإذا لم تتمكن من عقده، فسأضطر إلى مطالبة رئيس الوزراء عمران خان بالدعوة إلى اجتماع للدول الإسلامية المستعدة للوقوف معنا بشأن قضية كشمير ودعم الكشميريين المضطهدين".

وأضاف: "إذا فشلت منظمة التعاون الإسلامي بقيادة السعودية في عقد ذلك الاجتماع، فسنعقد اجتماعا خارج إطار المنظمة. باكستان لا يمكنها الانتظار أكثر".

وأضافت الأناضول في تقريرها: وحول نبرة التحذير غير المعتادة التي سيطرت على تصريحات قريشي، أوضح قائلا: "اتخذ موقفا رغم علاقاتنا الجيدة مع السعودية، فنحن لا نستطيع ان نصمت بعد الآن بشأن معاناة الكشميريين".

وفيما أشار الوزير الباكستاني إلى عدم حضور إسلام أباد القمة الإسلامية المصغرة في العاصمة الماليزية كوالامبور في ديسمبر الماضي بناء على طلب السعودية، طالب الأخيرة في المقابل بـ"إظهار الريادة في قضية كشمير".
وتابع: "يتعين على دول الخليج أن تفهم أن لدينا (قضايانا) الحساسة الخاصة".

وتدفع إسلام أباد من أجل عقد اجتماع لوزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، منذ قرار نيودلهي في أغسطس 2019 بإلغاء الحكم الذاتي في جامو وكشمير.

وأضافت الوكالة التركية: وفي فبراير الماضي، أعرب رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان عن إحباطه إزاء صمت منظمة التعاون الإسلامي بشأن كشمير في أثناء حديثه في مركز أبحاث، خلال زيارته لماليزيا.

وفي 5 أغسطس 2019، ألغت الحكومة الهندية المادة 370 من الدستور، والتي تكفل الحكم الذاتي في جامو وكشمير ذات الأغلبية المسلمة الوحيدة في البلاد، ومن ثم تقسيمها إلى منطقتين تديرهما الحكومة الفيدرالية.

ويتمتع الإقليم منذ عام 1954، بوضع خاص بموجب الدستور الهندي، الذي سمح لها بسن قوانينها الخاصة، إلى جانب حماية قانون الجنسية، الذي منع الغرباء من الاستقرار في الأراضي وامتلاكها.

وبينما تسيطر الهند وباكستان على أجزاء من كشمير، يطالب كل طرف بضمها إليه بالكامل، فيما تسيطر الصين على قطعة صغيرة من المنطقة.
وفي إطار الصراع على كشمير، خاضت باكستان والهند 3 حروب أعوام 1948 و1965 و1971، ما أسفر عن مقتل نحو 70 ألف شخص من الطرفين.

لا مشاركة باكستانية
يذكر أن رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان -الذي كان من القادة المتحمسين لعقد القمة- اتخذ قرارا في اللحظات الأخيرة بعدم الحضور، وحينها قالت مصادر إن القرار اتخذه خان تحت ضغوط من السعودية، الحليف المقرب لبلاده.

لكن لوحظ أن عمران خان بدأ يخرج عن بيت الطاعة الإسلامي المتمثل بمنظمة التعاون الإسلامي، وخطى خطوات بعيدة ومثيرة باتجاه التحالف مع اردوغان الذي لا يترك مناسبة الا ويعلن أنه "حارس الأمة الإسلامية".

ولا مشاركة سعودية
يشار إلى أن السعودية كانت رفضت المشاركة في قمة ماليزيا، وقالت الرياض إنها تلقت دعوة للحضور، لكنها لن تحضر إلا إذا عقدت القمة تحت رعاية منظمة التعاون الإسلامي.

وترى السعودية أن القمة ليست الساحة المناسبة لطرح القضايا التي تهم مسلمي العالم البالغ عددهم 1.75 مليار نسمة. وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية حينذاك، إن اتصالا هاتفيا جرى بين رئيس وزراء ماليزيا مهاتير محمد والملك سلمان بن عبد العزيز الذي أكد خلاله أن تلك القضايا يجب أن تناقش عبر منظمة التعاون الإسلامي.

في المقابل، أصدر مكتب مهاتير بيانا بشأن القمة قال إنه ليست ثمة نية لتشكيل "تكتل جديد كما لمح إلى ذلك بعض المنتقدين".