شاع على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لبث أحد مساجد جنوب لبنان أغنية لنوال الزغبي عبر مكبرات الصوت. فما هي ملابسات الحادثة؟

إيلاف من بيروت: فوجئ أهالي بلدة النميرية في جنوب لبنان بث مكبرات الصوت التابعة لمسجد البلدة أغنية للفنانة اللبنانية نوال الزغبي، وتناقل رواد التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يوثق هذه الواقعة، ذات الصلة برئيس البرلمان اللبناني نبيه بري من جهة، وبالإمام موسى الصدر، مؤسس حركة أمل اللبنانية، من جهة أخرى.

ومن الشائع في قرى جنوب لبنان التي تهيمن عليها قوى الأمر الواقع السياسي، ممثلة بميليشيا حزب الله وحركة أمل المنضوية في المدار السياسي نفسه، والتي يرأسها رئيس مجلس النواب اللبناني، أن يجري استغلال المرافق العامة والبلدية على اختلافها، سواء أكانت عبارة عن مبان بلدية أو مدارس حكومية أو دور عبادة، للترويج السياسي. وليس من النادر أن تستخدم المساجد لبث الخطب السياسية لقوى الأمر الواقع، بحيث تنتقل مكبرات الصوت فيها إلى "البث المباشر" لكل ما يعرض أو يذاع على شاشات التلفزة أو الإذاعات من خطب للسياسيين الدائرين في فلك الميليشيا التابعة لإيران.

وهذا ما حدث بالفعل قبل يومين في نهاية شهر أغسطس الماضي، حيث قررت إدارة مسجد قرية النميرية "بت كلمة دولة الرئيس نبيه بري في ذكرى إختطاف الإمام القائد السيد موسى الصدر عبر صوتيات المساجد والحسينيات"، على ما قال بيان توضيحي أصدرته البلدية بشأن الواقعة.

أضاف البيان أن أحد القيمين على المسجد، ويدعى عبد الله بدير، أخطأ في ضبط تردد الإذاعة التي تبث كلمة الرئيس بري، إذ فيما كان يبحث عن الإذاعة التابعة لحركة أمل، "صودف أن إحدى الإذاعات تبث الكلمة أيضاً"، فاستقر عليها وبدأ البث.

وخلال بث الكلمة، ذهب بدير على ما يقول البيان "لجلب بعض الحاجيات والطعام لمنزله، وترك الراديو والبث شغالاً، ظنًا منه أن كلمة الرئيس ستطول كما جرت وتجري العادة... وبعد أن ذهب بقليل انتهت الكلمة، وعادت الإذاعة لبرامجها العادية، ومن سوء الحظ أنها كانت أغنية لفنانة لبنانية...".

... أو من حسن الحظ ربما، بعدما أضحت قرى الجنوب اللبناني مرتعاً للتشدد الديني المفروض فرضاً على أهلها، والذي لا يعكس ثقافة الجنوبيين ولا ثقافة الجنوب الذي خرج ألمع العقول في الفكر والمعرفة والثقافة على مدار قرون عديدة، قبل أن يتشح بظلامية وسواد التشدد الإيراني المنشأ.