قبل أقل من شهرين من الانتخابات الأمريكية، يبدو أن لدى الرئيس دونالد ترامب شيئا يحتفل به، وهو الترشيح لجائزة نوبل للسلام.

وقد طرح برلماني نرويجي، ينتمي لحزب يميني متشدد، اسم ترامب لنيل الجائزة لعام 2021، مشيرا إلى دور الرئيس في اتفاق السلام الأخير بين إسرائيل ودولة الإمارات العربية.

وقال عضو البرلمان في النرويج، كريستيان تيبرينغ-جيدي، لقناة فوكس نيوز الأربعاء: "للمصلحة العامة، أعتقد أنه بذل المزيد من الجهود لإحلال السلام بين الدول، أكثر من معظم المرشحين الآخرين لجوائز السلام".

وأشار إلى أنه ليس من كبار مؤيدي ترامب، وأضاف: "على اللجنة أن تنظر في الوقائع وتحكم عليه بناء على الحقائق، وليس على الطريقة التي يتصرف بها أحيانا".

بالطبع فإن الترشح لا يعني الفوز، ولن نعرف الفائز لمدة 13 شهرا أخرى، فماذا يمكن أن نعرف عن هذا الأمر؟

إذن من الذي يمكنه ترشيح شخص ما؟

بالنسبة للترشيح وحده فإن شروطه ليست صعبه، حيث يتم قبول جميع الترشيحات من رؤساء الدول، أو السياسيين العاملين على المستوى الوطني.

كما أن أساتذة الجامعات، ومديري معاهد السياسة الخارجية، والحائزين السابقين على جائزة نوبل، وأعضاء لجنة نوبل النرويجية هم أيضا من بين أولئك، الذين يعتبرون مؤهلين لتقديم ترشيح للجائزة. ولا تتطلب الترشيحات أي دعوة، وطالما تم تقديمها قبل الأول من فبراير/ شباط من السنة المؤهلة، فسيتم قبولها.

بالنسبة لجائزة نوبل للسلام لعام 2020، التي لم يتم الإعلان عن الفائز بها بعد، كان هناك 318 مرشحا. ولا تعلق لجنة نوبل النرويجية علانية على مرشحيها، الذين ظلوا سرا لمدة 50 عاما.

هل رُشح ترامب من قبل؟

نعم

حيث رشح السيد تيبرينغ - جيدي الرئيس الأمريكي في عام 2018 للجائزة، وكان السياسي اليميني أحد نائبين اثنين في البرلمان النرويجي رشحا ترامب لنفس الجائزة، وذلك لجهوده لتحقيق المصالحة بين كوريا الشمالية والجنوبية.

لم يفز ترامب بالجائزة في ذلك العام، لكن السيد تيبرينغ - جيدي، عضو حزب التقدم المحافظ، يصر على أن الرئيس الأمريكي يفي بالمعايير هذه المرة.

في الشهر الماضي، توصلت إسرائيل ودولة الإمارات إلى اتفاق لتطبيع العلاقات، والذي أعلن عنه ترامب في بيان مفاجئ.

إنها ثالث اتفاقية سلام إسرائيلية عربية، منذ إعلان قيام دولة إسرائيل عام 1948، وتمثل أول علاقة دبلوماسية رسمية بين إسرائيل ودولة خليجية عربية. وبحسب ما ورد تفاجأ القادة الفلسطينيون بالاتفاق.

وقالت المتحدثة الصحفية باسم البيت الأبيض، كايلي مكناني، الأربعاء: "هذا تكريم يأتي بعد عناء، ويستحقه هذا الرئيس عن جدارة".

وأضافت: "السياسيون المهنيون يتحدثون فقط عن نوع النتائج، التي حققها هذا الرئيس على المسرح العالمي".

ويقول منتقدو الرئيس ترامب إنه شخصية استقطابية، تستغل الانقسامات بدلا من محاولة توحيد الأمريكيين معا.

هل تم ترشيح رئيس أمريكي من قبل؟

ترامب واحد من العديد من الرؤساء الأمريكيين، الذين رُشحوا لجائزة نوبل للسلام، بمن في ذلك الرئيس ويليام هوارد تافت، الرئيس هربرت هوفر، والرئيس فرانكلين روزفلت.

باراك أوباما (يمين)
AFP
أثار ترشيح الرئيس أوباما لجائزة نوبل للسلام شكوكا أيضا.

وإذا حصل على الجائزة المرغوبة، فسيكون ترامب خامس رئيس أمريكي يفوز بها، بعد ثيودور روزفلت عام 1906، ودرو ويلسون عام 1920، جيمي كارتر عام 2002، وباراك أوباما عام 2009.

وقوبل ترشيح أوباما - بعد شهور فقط من توليه منصبه - بانتقادات في الولايات المتحدة ، حيث رأى البعض أنه لم يكن له تأثير يستحق الجائزة.

وكان من بين منتقديه السيد ترامب، الذي غرد في عام 2013 داعيا إلى سحب جائزة أوباما.

وتبرع أوباما بقيمة الجائزة، البالغة 1.4 مليون دولار، للأعمال الخيرية.

هل كانت هناك ترشيحات مثيرة للجدل من قبل؟

في حين أن أشهر الفائزين بالجائزة هم مارتن لوثر كينغ جونيور، نيلسون مانديلا، والأم تيريزا، فإن المعايير الفضفاضة للترشيح أدت إلى أن ضمت قائمة المرشحين السابقين اختيارات غير تقليدية، ومثيرة للجدل.

تم ترشيح أدولف هتلر لجائزة السلام عام 1939، من قبل عضو في البرلمان السويدي. وبحسب ما ورد تم تقديمه بطريقة ساخرة، ثم سحب الترشيح بعد فترة وجيزة.

بعد بضع سنوات، تم ترشيح الزعيم السوفيتي جوزيف ستالين لنفس الجائزة مرتين، وذلك في عام 1945 بدعوى جهوده في إنهاء الحرب العالمية الثانية، ومرة أخرى في عام 1948.

بعد تقديم الترشيحات، يتم اختيار الفائز من قبل لجنة نوبل المكونة من خمسة أشخاص، والتي يتم تعيينها من قبل البرلمان النرويجي.

ولن يتم الإعلان عن الفائز بجائزة عام 2021، قبل أكتوبر/ تشرين الأول من العام المقبل.