قبضت الاستخبارات العراقية على قاتل الناشطة شيلان رؤوف ووالديها في أربيل، التي فرّ إليها بعدما نفذ جريمته. ونشرت مؤسسة مكافحة الإرهاب في كردستان اعترافات الجاني.

إيلاف من لندن: اعلن في بغداد مساء الاربعاء عن اعتقال قاتل الصيدلانية العراقية الناشطة شيلان دارا رؤوف ووالديها نحرا، فيما وزعت وزارة الداخلية اعترافاته وتفاصيل ارتكابه للمجزرة ضد العائلة الكردية التي تسكن في منطقة المنصور وسط العاصمة.

أعلنت وكالة الاستخبارات العراقية القبض على الجاني في مدينة أربيل الشمالية بالتنسيق مع جهاز أمن إقليم كردستان "ألاسايش".

أشارت الوكالة في بيان تابعته "ايلاف" الى انه "بإشراف رئيس الوزارء مصطفى الكاظمي وبمتابعة وزير الداخلية عثمان الغانمي نفذت قوة من وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية بأمرة وكيل الوزارة لشؤون الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية وبالتنسيق مع قوات الاسايش في إقليم كردستان عملية استخبارية تمكنت من خلالها اعتقال منفذ مجزرة المنصور التي راح ضحيتها الصيدلانية شيلان ووالداها".

اعترف
الجاني يدعى مهدي حسين ناصر من مواليد عام 1984 ويقطن بمنطقة الحبيبية بضواحي بغداد وهو منتسب في وزارة الداخلية بحماية السفارات وبالتحديد حماية السفارة الروسية التي تقع شقة الضحايا الثلاث بالقرب منها في منطقة يفترض انها مؤمنة بشكل كامل حيث يقع فيها ايضا مبنى السفارة البحرينية ويصعب على اي جهة او شخص دخولها ما اثار شكوكا بامكانية تدبير مليشيات مسلحة للجريمة نظرا لدور الصيدلانية في اسعاف جرحى متظاهرات الاحتجاجات.

نشرت مؤسسة مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان اعترافات الجاني واشارت الى انه "بعد الحصول على معلومات بشأن الشخص القاتل الذي قام بنحر العائلة الكردية بشكل وحشي في شقة بمنطقة المنصور في بغداد ثم قام بالاختباء في مدينة اربيل عاصمة اقليم كردستان وبعد المتابعة والمراقبة تم التمكن من العثور على مكان اختبائه واعتقاله من قبل مديرية اسايش اربيل موضحة انه بعد التحقيق معه اعترف بارتكابه الجريمة .

كان يعرفة رب العائلة
وقال مرتكب المجزرة في اعترافاته أنه تعرف على والد شيلان بحكم العمل معه وقبل يومين احتاج الى مبلغ من المال وطلب منه اقراضه اياه لكن الأخير رفض وقال انه لا يملك المال ومن ثم حصلت مشادة كلامية بينهما.. موضحا أنه وجد سكينة بالقرب منه فقام بطعن والد الصيدلانية شيلان الذي سقط أرضاً ثم دخلت زوجته فقام بطعنها فسقطت أرضاً أيضا.

سحب الجاني الجثتين الى الحمام وفتح الحنفية عليهما لمحو آثار الدم، لكن شيلان شاهدت ما حدث فضربته بمطفأة سجائر مدعيا انه حاول تهدئتها من دون جدوى، فقام بضربها مرتين على وجهها فسقطت وقام بخنقها بوسادة ثم سحب جثتها الى الحمام ايضا.

قام الجاني بتنظيف المكان ثم بحث عن المال فوجد نحو 10 الاف دولار، إضافة إلى عملة عراقية من الدنانير. أخذ الاموال والهواتف النقالة للضحايا والسكين أداة الجريمة ووضعها في كيس، ثم خرج وقام بإلقاء أداة الجريمة على طريق قناة الجيش شرقي بغداد، وسافر إلى أربيل حيث استأجر غرفة في أحد الفنادق.

حاول السفر إلى تركيا لكنه لم يستطع. وألقي القبض عليه في الفندق.

إدانات واسعة

أكد مصدر عراقي لـ"ايلاف" مقتل الصيدلانية الدكتورة شيلان دارا رؤوف ووالديها نحراً داخل منزلهم في منطقة المنصور وسط العاصمة العراقية.. والضحية شيلان هي وحيدة ابويها وفي العشرينات من عمرها وتخرجت من كلية بغداد للعلوم الطبية عام 2016 وكانت تعمل بمدينة الطب في بغداد في قسم الأمراض السرطانية.

شيلان العشرينية مسعفة لجرحى الاحتجاجات التي شهدتها العاصمة بغداد كما تعمل بمدينة الطب في قسم الأمراض السرطانية.

قالت النائبة الكردية في البرلمان العراقي سابقا سروة عبد الواحد في تغريدة على "تويتر" إن مقتل دارا جزء من "عمليات اغتيال الناشطين" المستمرة.. مضيفة أن المنطقة التي حصلت بها الجريمة محصنة، ما يطرح ما قالت انها "ألف تساؤل".

دان نائب رئيس مجلس النواب العراقي بشير خليل الحداد الحادث، ووصفه بالجريمة "البشعة النكراء". كما دانت كتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني في مجلس النواب العراقي الجريمة وطالبت الأجهزة الأمنية بمزيد من الجهد والعمل للحفاظ على الأمن العام وسلامة المواطنين من مثل هذه الأعمال التي وصفت بالخسيسة التي تستهدف الإنسان والأمن والوطن.

طالبت كتلة الاتحاد الوطني الكردستاني في مجلس النواب العراقي رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي بالتدخل شخصيا في متابعة هذه الحادثة.