إيلاف من لندن: أكد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي عزم حكومته على عدم التراجع أمام تجاوزات الجماعات المسلحة ذات الطبيعة الإجرامية المطلقة. وعبرت منظمة اليونيسيف عن صدمتها لمقتل اطفال بقصف صاروخي استهدف مطار بغداد الدولي.

وخلال استقبال الكاظمي في مكتبه والدة وشقيق الناشط المختطف في محافظة ذي قار الجنوبية سجاد العراقي فقد عبر عن تعاطفه الكبير مع العائلة مقدّرا موقفها الشجاع في خروج أبنائها للتظاهر مطالبين بالاصلاح ومحاربة الفساد وكذلك مشاعر الحزن لدى عائلته وتطلعه لان يعود ابنها الى حضن عائلته".

وأكد الكاظمي أن قضية اختطاف سجاد تشغل حيّزاً كبيراً من اهتمامه، وهو يتابعها شخصيا، وقد وجّه القوات الأمنية "بتوسيع نطاق البحث في عموم المنطقة وخارجها في محفظة البصرة الجنوبية وتسخير كل الإمكانيات المتاحة لحين العثور على مكانه وإلقاء القبض على الجهة المختطفة وإنزال أشد العقوبات بحق عناصرها".. مبينا أن الأمر لا يتعلق بسجاد وحده، وإنما بحياة وكرامة المواطنين كافة، كما نقل بيان صحافي لمكتبه الاعلامي تابعته "إيلاف" الاربعاء.

وشدد الكاظمي على أن حرية الرأي والتعبير والتظاهر مكفولة وفق القانون وأن استهداف الناشطين حالة غير مقبولة وتستفز المواطنين كما تثير الخوف والهلع.. مؤكدا أن الدولة لن تدّخر جهدا في حماية أمن المواطن وكرامته وحقوقه ولن تتراجع مطلقا أمام هذه التجاوزات ذات الطبيعة الإجرامية المطلقة.

وكان الناشط العراقي قد اختطف في مدينة الناصرية عاصمة محافظة ذي قار (375 كم جنوب بغداد) في 19 من الشهر الحالي حيث وجه الكاظمي بارسال قوة عسكرية من جهاز مكافحة الارهاب الى هناك مكلفة بتحرير الناشط المختطف الذي يتهم المتظاهرون مليشيا منظمة بدر بقيادة هادي العامري احد رجالات ايران في العراق بالوقوف وراء اختطافه.

اليونيسيف مصدومة لقتل اطفال بصواريخ الكاتيوشا
ومن جهتها، عبرت منظمة يونيسيف الاممية عن صدمتها لمقتل اطفال بقصف صاروخي استهدف مطار بغداد الدولي الاثنين.
وقالت حميدة لاسيكو ممثلة اليونيسف في العراق في بيان صحافي تسلمت "ايلاف" الاربعاء نصه "تأسف اليونيسف ببالغ الحزن والصدمة لمقتل أربعة أطفال لم يتجاوز أحد منهم العاشرة من العمر من بينهم ثلاثة أشقاء وإصابة طفل آخر جرّاء سقوط صاروخ على منزلهم في بغداد" قرب مطار بغداد الدولي.

ودانت اليونيسف جميع أعمال العنف ضد الأطفال وتشاطر أسر الضحايا ألمهم وتشاركهم في الحداد على هذه الخسائر في الأرواح التي لا مبرر لها. وشددت على انه ينبغي أن تكون التجربة الحياتية لأي طفل من الأطفال خالية من الاستهداف بأي مظهر من مظاهر العنف وأن تخلو حتى من مشاهدة العنف أو الخوف من التعرض إليه.


وعبرت اليونيسيف عن مواساتها لأسر الأطفال واقربائهم، وقالت "ليس ثمة شيء يبرر استهداف الأطفال والنساء أيا كانت الظروف". ودعت جميع الأطراف إلى الإيفاء بالتزاماتهم وفقا للقانون الدولي لحماية الأطفال في الأوقات جميعها ومن دون أي تأخير.

وشددت بالقول "يستحق جميع الأطفال في العراق أن يعيشوا حياتهم بلا تهديد دائم بالعنف".. وناشدت جميع الأطراف العمل على ضمان سلامة الأطفال واليافعين ورفاهيتهم داعية إلى دعم حق الأطفال في الحماية والعيش في بيئة خالية من العنف في جميع الأوقات.
ومن جهتها دانت الولايات المتحدة "الخطر غير المقبول" الذي تطرحه فصائل الحشد الشعبي غداة مقتل سبعة اطفال ونساء في القصف الذي استهدف موقعا اميركيا قرب مطار بغداد .

وقالت مورغان اورتاغوس المتحدثة باسم الخارجية الاميركية إن "هذه الفصائل تطرح تهديدا غير مقبول على الجميع في العراق والدبلوماسيين والمؤسسات والناشطين العراقيين واسرهم".

وجاء هذا الهجوم ضمن سلسلة هجمات منذ بداية اغسطس الماضي ويأتي بعدما هددت واشنطن بإغلاق سفارتها في العراق وسحب جنودها البالغ عددهم ثلاثة آلاف إذا لم يتوقف إطلاق الصواريخ.

وامس اكد احمد ملا طلال المتحدث بإسم رئيس الوزراء العراقي اعتقال السلطات لعدد من المتورطين بإطلاق الصواريخ على المنطقة الخضراء والقواعد فضلا عن 19 ضابطاً ومسؤولاً أمنياً أطلقت الصواريخ من قواطع مسؤوليتهم سابقاً.

وتتصاعد منذ أسابيع وتيرة هجمات تستهدف القوات والسفارة الأميركية وقوات ومصالح دول أخرى في التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش إذا باتت الهجمات شبه يومية توجه الولايات الاتهام بالمسؤولية عنها الى المليشيات العراقية الموالية لايران.