إيلاف من الرباط: أثار بيان لأصدقاء وعائلة الكاتب والروائي المغربي الميلودي شغموم انتباه الرأي العام الثقافي والفكري في المغرب إلى "المعاملة الغريبة"، التي "لا تليق بكاتب من حجم وقيمة الميلودي شغموم" الذي يمر بأزمة صحية منذ أشهر.

وأوضح البيان أن الكاتب والروائي أدخل الى المستشفى من جديد "بعد أن تدهورت حالته الصحية فجأة"، مع الإشارة إلى أنها "ليست المرة الأولى التي ينقل فيها إلى المستشفى طلبا للعلاج"، إذ أنه "منذ أواخر شهر يوليو حين داهمه المرض وهو يتردد على هذا المستشفى برفقة عائلته وأصدقائه المقربين".
وشدد البيان على أنه رغم "البيانات الخجولة والتصريحات الصالونية"، فإن شغموم "لم يحظ لحد الآن بأية رعاية معنوية أو مادية من الجهات المسؤولة عن قطاع الثقافة في بلادنا"، و"في غياب تام للمنظمات الثقافية التي اكتفى البعض منها بإصدار بيانات خجولة كانت موجهة لغايات أخرى لا علاقة لها بصحة الميلودي شغموم وعافيته".

وذكّر البيان بقيمة شغموم وإسهاماته المهمة، حيث أشار إلى أنه أعطى الشيء الكثير للأدب والرواية والفكر داخل وطنه وخارجه، كما "قضى جزءا كبيرا من عمره يلقن أبناء المغاربة المعرفة في المدارس والمدرجات الجامعية"، و"ظل ينتج ويبدع في صمت بعيدا عن الجوائز والصالونات الأدبية"، و"لم يطلب في يوم من الأيام شيئا"، هو الذي "أغنى الريبيرتوار الروائي والقصصي المغربي بعشرات الروايات والكتب"، و"ظل لسنوات طويلة موضوعا للأبحاث الجامعية"؛ كما "لم يسمح لنفسه في يوم من الأيام أن يطلب مقابلا لما كان يقوم به، فتلك كانت وظيفته ككاتب وكمثقف للوطن عليه حق الاحتفاء به والتغني بسمائه".
وختم البيان بالقول: "ألا يكون للميلودي اليوم حق الاعتراف من الوطن من خلال عناية صحية ومصاحبة نفسية، بقدر تاريخ وفكر الرجل، تشعره بأهمية مساهماته وتذكره بعدد المتخرجين على يده، بتقدير حقيقي لما أسداه لهذا البلد، تجعله ينسى وضعه الصحي والنفسي الحرج من خلال إحساس مشرف بالانتماء لهذا الوطن".

ولد شغموم سنة 1947. تابع دراسته العليا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، حيث حصل على دبلوم الدراسات العليا في الفلسفة سنة 1982، ثم على دكتوراه الدولة.

وبدأ النشر في 1972 مع ظهور مجموعته القصصية "أشياء تتحرك"، قبل أن يغني المشهد الأدبي والثقافي بمجموعة من الكتابات القصصية، الروائية، الفلسفية والترجمات التي نشر بعضها بمجموعة من المجلات؛ كما أصدر مجموعة من الكتابات، التي تتوزع بين الدراسات والأعمال السردية التي نجد بينها "الضلع والجزيرة" و"سفر الطاعة" و"الأبله والمنسية وياسمين" و"عين الفرس" و"مسالك الزيتون" و"شجر الخلاطة" و"خميل المضاجع" و"نساء آل الرندي" و"الأناقـة".