إيلاف من الرياض: استنكر أمين مجلس الأمن الوطني السعودي السابق الأمير بندر بن سلطان، التصريحات "المؤلمة" التي صدرت مؤخراً عن القيادات الفلسطينية بحق قيادات دول الخليج بعد اتفاق الإمارات والبحرين مع إسرائيل.

وجاءت تصريحات الأمير السعودي ضمن الجزء الأول من فيلم وثائقي بعنوان "مع بندر بن سلطان"، بثته قناة "العربية" السعودية مساء الإثنين، وتضمن عرض رؤيته للأحداث الآنية في ضوء قراءته للتاريخ.

القضية الفلسطينية
وتحدث بندر بن سلطان عن موقف بلاده من القضية الفلسطينية، مشدداً على أن القضية الفلسطينية "وطنية وعادلة، لكنّ محاميها فاشلون"، لافتاً إلى أن القيادات الفلسطينية تراهن باستمرار على الطرف الخاسر وهذا له ثمن، ومعتبراً أن القضية الفلسطينية نهبتها إسرائيل والقيادات الفلسطينية.

وقال بندر بن سلطان إن الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات أراد الموافقة على اتفاق كامب ديفيد لولا تهديد الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد آنذاك، والذي هدده بالقتل. أضاف متسائلاً: "لماذا لا يكون هناك شهيد انقذ شعبه؟". وقال كنا نؤيد القيادات الفلسطينية حتى وهم مخطئون، كي لا ينعكس ذلك على الشعب الفلسطيني. وسبق أن جمع الملك عبدالله أبومازن وخالد مشعل، وبعد اتفاقهما بأيام حاول كل طرف التنصل من الإتفاق والتآمر على الآخر.

وكشف الأمير السعودي، الذي شغل سابقا منصب رئيس الاستخبارات وسفير المملكة لدى واشنطن لقرابة ربع قرن، متاجرة إيران وتركيا بالقضية الفلسطينية .

اتفاق السلام
وقال الأمير السعودي إن تركيا سحبت سفيرها من الامارات بعد اتفاق السلام، فلماذا لم تطرد سفير إسرائيل في أنقرة أو تسحب سفيرها من تل أبيب؟ وقال إن "ما سمعته من القيادات الفلسطينية حقيقةً مؤلم، وكلام لا يقال، وما هو غريب استخدامهم كلمات طعن في الظهر وخيانة، لأن هذه سنتهم في التعامل مع بعض".

ولفت بندر بن سلطان إلى أن لبنان لايزال حتى الآن يدفع ثمن الحرب الفلسطينية، مستذكراً محاولة ياسر عرفات الإستيلاء على الأردن لولا الدعم السعودي حينها للأردن،

وعن هزيمة 1967، قال بندر بن سلطان إن السعودية استضافت الطائرات المصرية الموجودة في اليمن رغم الخلاف مع مصر وسبب الهزيمة أن الرئيس عبدالناصر أخذ قرارا استراتيجيا مبنيا على معلومات غير دقيقة، وقال إن عبد الناصر حاول إنقاذ الفلسطينيين من أنفسهم.

وبيّن الأمير بأن الجيش السعودي قاتل بجوار أخوانه السوريين في الجولان في حرب 1973.

وحول مقاطعة مصر بعد كامب ديفيد، وصف تلك المقاطعة بالخطيئة. وبيّن الأمير بندر أن زيارة ياسر عرفات لبغداد سنة 1990 كان لها وقع مؤلم على شعوب الخليج .

الشعب القطري منا وفينا
وفي ما يتعلق بالأزمة القطرية، فرّق بندر بن سلطان بين النظام القطري وإعلامه والشعب القطري. ووصف قناة "المنار" اللبنانية الناطقة بلسان حزب الله الإرهابي، و"الجزيرة" القطرية، بتلفزيونات مسمومة رسالتها كاذبة وأهدافها حقد، وخصوصا على دول الخليج وقادتها".

وعن النظام القطري، قال إنه " شيء هامشي، أما الشعب القطري فهو شقيق وحبيب ومنا وفينا.. أما الدولة القطرية فهي هامشية ولا تستحق أن نضيع وقتا في الحديث عنها أو الرد عليها.. أفضل شيء تجاهلها".