تطالب أغلبية قراء "إيلاف" بفرض عقوبات على نظام أنقرة بسبب تدخلها السلبي في الأزمة المستجدة بين أذربيجان وأرمينيا، خصوصًا بعدما تأكد إرسال تركيا مرتزقتها السوريين والليبيين إلى الجبهات في قره باغ.

إيلاف من بيروت: القتال في ناغورني كره باغ على أشده، والتدخل التركي إلى جانب أذربيجان واضح وضوح الشمس، من مسيرات بيرقدار التي يستعملها الأذريون لقصف مواقع انفصاليي الإقليم إلى المرتزقة السوريين الذين نقلتهم الاستخبارات التركية إلى جبهات القتال، وقتل منهم العدد الكبير.

سألت "إيلاف" القارئ العربي: "هل تؤيد فرض عقوبات على تركيا لتدخلها في القتال الأرميني الأذربيجاني؟". أيد 68 في المئة من المستجيبين للاستفتاء هذا الطرح، فيما عارض فرض العقوبات على أنقرة 32 في المئة.

يد أنقرة

لا شك في أن لأنقرة يد في استعار الحرب في قره باغ. ففي 1 أكتوبر، أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان شروطًا لإعلان وقف إطلاق النار بين أذربيجيان وأرمينيا، في تصريح يظهر فعليًا عمق نفوذه في أزمة قره باغ.

قال إردوغان في خطاب متلفز: "وقف إطلاق النار لن يكون ممكنًا ما لم تنسحب القوات الأرمينية من المنطقة الانفصالية وغيرها من الأراضي الأذربيجانية"، وفق ما نقلت فرانس برس.

أضاف: "يعتمد التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في هذه المنطقة على انسحاب الأرمينيين من كل شبر من الأراضي الأذربيجانية".

ترتبط تركيا بعلاقات استراتيجية مع أذربيجان، خصوصًا في مجالي الطاقة والدفاع على الرغم من الاختلاف الطائفي، إضافة إلى عداء الإثنين لأرمينيا. وذكر مسؤولون أرمنيون أن قادة عسكريين أتراك يوجهون العمليات العسكرية في الإقليم.

وكان زهراب مناتساكانيان، وزير الخارجية الأرميني، قد قال في تصريح صحافي إن تركيا ترسل المرتزقة إلى أذربيجان للقتال في قره باغ، فيما قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأرمينية آنا نغداليان إن تركيا تدعم أذربيجان منذ التسعينيات، مؤكدة تورط تركيا بشكل مباشر في العدوان الأذربيجاني.

حمام دم

ردت نغداليان على تصريحات إردوغان بشأن سحب القوات الأرمينية من أراضي "قره باغ المحتلة والمناطق المجاورة: "يقاتل الخبراء العسكريون الأتراك جنبًا إلى جنب مع الأذربيجانيين الذين يستخدمون الأسلحة التركية، بما في ذلك الطائرات المسيرة والطائرات الحربية وتقوم تركيا بتجنيد ونقل المقاتلين الإرهابيين الأجانب المجندين من أجزاء من سوريا التي يسيطرون عليها ومن ليبيا – وهم على موجودون على الأرض ويقاتلون شعبنا اليوم".

أضافت في حديث لسبوتنيك الروسية: "المقاتلون الإرهابيون، الأصوليون الإسلاميون، الحركات الجهادية ، أصبحوا مرتزقة لتركيا، استخدموا على نطاق واسع من قبل القيادة الحالية لتركيا لحماية مصالحها وبسط نفوذها على المناطق المجاورة. وأذربيجان مجرد وسيلة لخدمة أغراض مثل هذه السياسة، ووجود هؤلاء الإرهابيين سيدخل أذربيجان والمنطقة في حمام دم آخر، ونحن نأسف لأن أذربيجان حولت نفسها إلى وكيل لتركيا في زعزعة الأمن الإقليمي".

كندا بدأت

تدعو أغلبية قراء "إيلاف" إلأى معاقبة تركيا لدورها في قره باغ، وها قد أعلن وزير الخارجية الكندي فرنسوا-فيليب شامباني في 6 أكتوبر الجاري أنّ بلاده قرّرت تعليق كلّ صادرات الأسلحة إلى تركيا بانتظار انتهاء تحقيق يرمي لتبيان ما إذا كانت أنقرة أرسلت عتادًا عسكريًا كندي الصنع إلى باكو لدعم القوات الأذربيجانية في معارك قره باغ.

قال شامباني: "تطبيقاً للنظام الكندي للرقابة الصارمة على الصادرات، وبالنظر إلى استمرار المعارك، أصدرتُ قراراً بتعليق تراخيص التصدير ذات الصلة إلى تركيا ريثما يصار إلى تقييم الوضع بشكل أفضل".

أضاف أنّه أمر بفتح تحقيق في أعقاب مزاعم "تفيد باستخدام تكنولوجيات كندية في النزاع العسكري الدائر في قره باغ"، بحسب بلومبرغ، علمًا أن أوتاوا أجازت في مايو لشركة "هاريس ويسكام" الكندية تصدير أنظمة تصوير واستهداف لشركة تركية تصنّع طائرات من دون طيار.

وتوجه اتهامات إلى أذربيجان باستخدام هذه الأنظمة في مسيرات من صنع شركة بايكار التركية في الإقليم المتنازع عليه.

المغارة مستمرة

تقول مجلة "فورين بوليسي" إنه في حال تدخل تركيا مباشرة في قره باغ، فسيكون ذلك الحلقة الأحدث "في مغامرات أنقرة العسكرية خارج حدودها"، في استعادة لمغامرات تركية أخرى، من سوريا إلى ليبيا، مضيفة أن عزم أنقرة على دعم باكو يثير حفيظة حلف الناتو، وأن سعي تركيا إلى ممارسة نفوذ أكبر في منطقة جنوب القوقاز لا يفاجئ أحدًا.

وبحسب المجلة الأميركية، إن حدث التدخل العسكري التركي، فإن الانتشار التركي العسكري والاستراتيجي سيمتد على مساحة تزيد عن 3 آلاف كيلومتر من الجبهات المشتعلة.

يقول مراقبون إن عجز العالم عن ردع إردوغان حين تدخل في سوريا وليبيا، وحين استفز الاتحاد الأوروبي كله بإرسال سفينة الاستكشاف البحري إلى شرق المتوسط، هو ما يترك المساحة مفتوحة أمام الرئيس التركي ليسرح ويمرح كما يريد.