مع انتشار فيروس كورونا في جميع أنحاء العالم، أشار أشخاص كثر من أصول آسيوية بأنهم باتوا يواجهون عدائية متزايدة.

وقال براين بوي، وهو أحد المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي في مجال الموضة، إنه صُدم عندما وجد صوراً "عنصرية" على جدران مطعم في العاصمة السويدية ستوكهولم.

وقال: "لم نلحظ وجود جميع تلك الملصقات الضخمة على الحائط إلا بعدما طلبنا الطعام" - وهي لوحة تصويرية للرئيس الصيني شي جين بينغ بلون أصفر للغاية وأذني خفاش ومصطلح "بات مان" أي الرجل الخفاش.

وقد أزال المطعم بعدها تلك الملصقات.

وقال مطعم "ريش"، في العاصمة السويدية، إن العديد من الناس رأوا عرض تلك الصور أمرا "مزعجاً وعنصرياً، وهذا بالطبع لم يكن الهدف من وراءه، مضيفاً أنه "يعتذر بصدق لأي شخص شعر بالإهانة".

وقال الفنان الذي يقف وراء الملصق، والذي ينشر عمله تحت اسم "آيرون آرت وورك"، إنه اعتذر عن أي إساءة، لكن ليس عن الصورة نفسها.

وقال لـ"بي بي سي" عبر البريد الإلكتروني "ما كنت لأفعل ذلك في المقام الأول لو لم أكن مقتنعا بالعمل، وما زلت كذلك، لكن لا أريد أن أؤذي الناس بالطبع، هذه ليست نيتي على الإطلاق".

وكان براين بوي، واسمه الحقيقي براين يامباو، يتناول العشاء في المطعم في العاصمة السويدية مع صديق له من هونغ كونغ يوم السبت. وكتب على إنستغرام أنه "ذُعر" عندما رأى الملصقات.

وقال يامباو، وهو فيليبيني لـ"بي بي سي": "منذ بدء فيروس كورونا، تعرضت أنا وكثير من الآسيويين الذين أعرفهم إلى الكثير من الإساءات العنصرية وكراهية الأجانب على الإنترنت، لكن رؤيتها مجسدة في الحياة الواقعية يحمل نوعاً من السريالية".

وأضاف أنه طلب الطعام بالفعل لكنه "لا يطيق الانتظار للخروج من المطعم".

ويُظهر العمل الفني الرئيس الصيني على أنه "بات مان" - في إشارة واضحة إلى النظرية القائلة بأن فيروس كورونا ربما بدأ في الخفافيش، وقد ووضع الملصق في المطعم منذ أسابيع عدة.

وسُجلت أولى حالات الإصابة بفيروس كورونا في مدينة ووهان الصينية أواخر العام الماضي، لكن الفيروس انتشر منذ ذلك الحين في جميع أنحاء العالم.

وأدى الوباء إلى موجة من العنصرية وكراهية الأجانب وصلت في بعض الأحيان حد العنف الموجه ضد الأشخاص من أصل صيني، وكذلك الأشخاص من شرق آسيا.

وفي إحدى الحوادث في العاصمة البريطانية لندن، تعرض طالب من سنغافورة للضرب على يد مجموعة من الرجال زُعم أنهم قالوا: "لا نريد فيروس كورونا في بلدنا".

وقال يامباو: "أتلقى تعليقات تربطني بفيروس كورونا كل يوم تقريباً، فقط لأنني آسيوي، ولا يقتصر الأمر على الإنترنت - فهذه الصور لها تداعيات واقعية، لأنها تخلق بيئة معادية للآسيويين وتروج للعنصرية وكراهية الأجانب".

وقال الفنان في منشور على إنستغرام إنه لم يكن يقصد أن يكون عمله عنصرياً، وأن فنه السابق تضمن صوراً ساخرة لعدد من قادة العالم.

كما أضاف: "كانت نيتي فقط أن أِسخر من شي جين بينغ والحزب الشيوعي الصيني، وليس أن أدرج تعليقا عنصريا يؤذي الكثير من الناس، لكنني فعلت ذلك عن طريق الخطأ، وأعتذر مرة أخرى لمن شعر بأي إهانة".

وفي تعليقات لـ"بي بي سي"، قال الفنان إن الحادث كان نموذجاً لثقافة الإلغاء، وجادل بأنه لم يكن هناك شكاوى من عنصرية هذا العمل - الذي قال إنه عُرض في أجزاء من ستوكهولم لأشهر عدة وفي مطعم "ريش" لمدة شهر - حتى نهاية هذا الأسبوع.

وأضاف أنه يعتقد أن ثقافة الإلغاء "خطر أكبر على المجتمع من أي عمل فني".

لكن يامباو قال إن رد الفنان لم يكن "اعتذار، إنه يأتي من موقع جهل، أنه لم يكن يتوقع أن ينطوي العمل على عنصرية"

وأضاف قائلا: "أنا أؤيد حرية التعبير من قبل الفنانين، لكني أتمنى فقط أن يعرف تداعيات عمله".

وتساءل يامباو "في هذه الأوقات العصيبة، حين يصاب الملايين من الناس بهذا المرض ويموت مئات الآلاف من الناس، والعالم في حالة سيئة بالفعل، هل نحتاج حقاً إلى تقديم أعمال فنية مثيرة للانقسام، يمكن أن يساء فهمها من قبل أي شخص؟".

وحذرت منظمة الصحة العالمية من ربط بلاد أو أعراق بالوباء. وقالت المنظمة في توجيهات صدرت في وقت سابق من هذا العام: "هذا ليس فيروس ووهان" "أو" فيروس صيني "أو" فيروس آسيوي "، مضيفةً أن" الاسم الرسمي للمرض تم اختياره عمداً لتجنب وصمة العار".