اثينا: أمرت محكمة يونانية الخميس أن يبدأ رئيس حزب النازيين الجدد "الفجر الذهبي" نيكوس ميخالولياكوس وكبار مساعديه السابقين تنفيذ أحكام السجن بحقهم فورا، إثر أهم المحاكمات في التاريخ السياسي الحديث للبلاد.

وقالت المحكمة إنه عقب صدور الأحكام، صدرت مذكرات توقيف للقبض الفوري على ميخالولياكوس والعديد من نواب الحزب السابقين.

وحكم القضاء اليوناني قبل اسبوعين بالسجن النافذ لأكثر من 13 عاما على ميخالولياكوس وخمسة من كوادر حزبه بعد إدانتهم بقيادة "منظمة إجرامية" مسؤولة عن عمليات قتل وعنف، إثر محاكمة استمرت 5 سنوات.

وكان هذا الحزب المسؤول عن عدد من جرائم القتل وأعمال عنف بحق مهاجرين وناشطين يساريين منذ تسعينات القرن الماضي، استفاد من إفلات شبه كامل من العقاب.

وواصل ميخالولياكوس، المعجب بهتلر والذي لا يعترف بمحرقة اليهود في الحرب العالمية الثانية، تحديه بعد أن قررت المحكمة سجنه.

وقال للصحافيين خارج منزله في إحدى الضواحي الراقية في شمال أثينا "أنا فخور بأن أكون في السجن بسبب أفكاري ... سيبرئنا التاريخ والشعب اليوناني".

وقال عالم الرياضيات البالغ 62 عامًا "أشكر مئات الآلاف من اليونانيين الذين وقفوا إلى جانب (الفجر الذهبي) كل هذه السنوات".

كما حكم بالسجن 13 عاما على كل من المتحدث السابق باسم حزب النازيين الجدد إلياس كاسيدياريس والنائب كريستوس باباس الذراع اليمنى لميخالولياكوس واثنين آخرين من قادة الحزب، هما النائبان السابقان إلياس باناجيوتاروس ويورغوس غيرمينيس.

وبين كوادر الحزب شبه العسكري عضو البرلمان الأوروبي المستقل يوانيس لاغوس الذي كان عضوا في الماضي في "الفجر الذهبي" وصدر بحقه حكمان بالسجن أحدهما لمدة 13 عاما والثاني لسنة ونصف السنة بتهمة حيازة سلاح.

وسيتعين على البرلمان الأوروبي رفع الحصانة البرلمانية التي يتمتع بها بناء على طلب من اليونان فور صدور مذكرة بتوقيفه.

وندّدت رئيسة المحكمة ماريا ليبينيوتي الاثنين بطلب النائب العام الإفراج المشروط عن معظم المتهمين اثناء الاستئناف على الأحكام، وهو ما قد يستغرق شهورا.

بعد خمس سنوات ونصف السنة من الجلسات، صنفت المحكمة بالإجماع الأسبوع الماضي الحزب الذي لديه جناح مسلح "منظمة إجرامية"، في حكم اعتبر "تاريخياً" من جانب رئيسة الجمهورية وجزء من الطبقة السياسية اليونانية.

واعتبرت المحكمة أن "الفجر الذهبي" مسؤول عن عدة جرائم، لا سيما مقتل مغني الراب بافلوس فيساس في 2013.

وأدت هذه المحاكمة الطويلة إلى تراجع مكانة "الفجر الذهبي" الذي كان القوة السياسية الثالثة في 2015 لكنه لم يفز بأي مقعد في البرلمان في الانتخابات التشريعية الأخيرة التي جرت في يوليو 2019.