تم إجلاء 30 عامل إغاثة الى قاعدة لبعثة حفظ السلام الأممية في مقاطعة الرنك في أقصى جنوب السودان، حفاظا على سلامتهم، بسبب أعمال عنف تستهدفهم في أحدث دولة في أفريقيا.

جوبا: أعلنت الأمم المتحدة الجمعة إنه تم إجلاء نحو 30 من عمال الإغاثة في منطقة نائية ومضطربة من دولة جنوب السودان الى إحدى قواعدها "حفاظا على سلامتهم" في ظل تزايد التهديدات والهجمات ضدهم.

وهذا الإجلاء الطارئ لموظفي منظمات غير حكومية الى قاعدة لبعثة حفظ السلام الأممية في مقاطعة الرنك في أقصى شمال البلاد، يأتي بعد أيام فقط من إعراب الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى عن قلقها بشأن أعمال العنف التي تستهدف عمال الإغاثة الانسانية في أحدث دولة في أفريقيا.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في بيان إن التوترات تتصاعد في الرنك منذ أسابيع بين المنظمات الإنسانية وشبان من جنوب السودان يطالبون بتوفير وظائف لهم.

وأفاد مسؤولون محليون وشهود عيان أن حشدا غاضبا أضرم النيران الخميس في مستودع تابع لجمعية "ميدير" الخيرية ومقرها سويسرا.

وقال بينيكينغ أجاك بال مدير هيئة الإغاثة والتأهيل الحكومية في مدينة الرنك "جاؤوا وأحرقوا مستودع ميدير وغادروا، ولم يتم القاء القبض على أحد".

وأضاف محمد أغ أيويا المدير الموقت لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في جنوب السودان أن شبانا من المنطقة هاجموا مستودعات ومقرات إقامة عمال الإغاثة، ودعوهم الى مغادرة الرنك في حال لم تتم الاستجابة لمطالبهم.

وقال أيويا في بيان إن "ترهيبهم وفرضهم تعليق الأنشطة الإنسانية سيؤدي الى تأخير وصول المساعدات الى الفئات الضعيفة التي هي بأمس الحاجة اليها، وهو أمر غير مقبول".

ويترافق العنف في الرنك مع تصاعد الهجمات ضد العاملين الانسانيين وقوافل المساعدات في مناطق أخرى من جنوب السودان الذي عانى من حرب أهلية استمرت ست سنوات وخلفت نحو 400 ألف قتيل، ورغم ذلك لا يزال يشهد نزاعات مسلحة وغيابا للقانون.

في بيان مشترك صدر الثلاثاء دان الاتحاد الأوروبي وسفارات فرنسا والمانيا وهولندا والسويد والنروج وكندا والولايات المتحدة وبريطانيا وسويسرا الهجمات الأخيرة ضد العاملين في المجال الإنساني.

وجاء في البيان أنه "في عام 2020 وحده، قضى ما يصل الى 14 من العاملين في مجال الإغاثة، وهذا يجعل جنوب السودان من أخطر الأمكنة للعمل في المجال الإنساني".

واضاف "الهجمات على المدنيين وعمال الإغاثة والمرافق والإمدادات هي انتهاك للقانون الإنساني الدولي".

واستقل جنوب السودان عام 2011 بعد حرب استمرت عقودا عن السودان، جارته الأكبر ذات الغالبية المسلمة في الشمال.

لكن جنوب السودان دخل عام 2013 في حرب أهلية دامية عندما اتهم الرئيس سلفا كير نائبه رياك مشار بالتآمر ضده، قبل التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار في ايلول/سبتمبر من عام 2018.

وشكل كير ومشار حكومة لتشارك السلطة بداية هذا العام في جوبا، لكن البنود الرئيسية لاتفاق السلام لا تزال بدون تنفيذ، مثل توحيد قواتهما في جيش وطني واحد.