سان فرانسيسكو: عندما يغادر الرئيس الأميركي دونالد ترمب البيت الأبيض، سيترك وراءه كذلك أي حصانة كانت تحميه من قواعد وسائل التواصل الاجتماعي.

ومنحت جهود تويتر وفيسبوك للموازنة بين ترك القادة السياسيين يخاطبون الناس دون القيود التي يفرضها تطبيق القواعد المرتبطة بالمنشورات المضللة وتلك التي تحض على الكراهية مساحة لترمب لا يحظى بها المستخدمون العاديون.

لكن أي معاملة خاصة تمتّع بها ترمب تنتهي مع ولايته الرئاسية.

وقال متحدث باسم منصة ترمب المفضّلة لفرانس برس إن "نهج تويتر حيال قادة العالم والمرشحين والمسؤولين العامين مبني على مبدأ أنه يجب أن يكون بإمكان الناس اختيار رؤية ما يقوله قادتهم ضمن سياق واضح".

وتابع "تنطبق سياسة إطار العمل هذه على قادة العالم الحاليين والمرشحين لتولي مناصب لا المواطنين الخاصين عندما لا يعودون يتولون هذه المناصب".

ولذا، لو كان ترمب مواطنا عاديا، لكان الموقع حذف منشوراته تماما بدلا من الاكتفاء بوضع تحذيرات عليها.

وقالت الاستاذة لدى جامعة كولورادو، بولدر، كاسي فايزلر "أفترض أن الحجة وراء عدم إزالة المضمون الصادر عن قادة العالم تماما هي أن ما يقولونه مهم بالنسبة إلينا وعلينا معرفته".

وأضافت "لا أعرف إن كان يمكن وصف ذلك بأنه تساهل. لكنها بالتأكيد طريقة مختلفة في تطبيق سياسات" هذه المواقع.

ويشير تويتر إلى أن حسابات قادة العالم ليست بالكامل فوق سياسات الموقع المرتبطة بحذف المنشورات، خصوصا عندما يتعلّق الأمر بالترويج للإرهاب أو التهديد بالعنف ونشر معلومات شخصية عن الناس مثل عناوينهم.

لكن حقيقة أن ترمب حاول بلا هوادة التشكيك في مصداقية الانتخابات وإعلان فوزه بشكل زائف هو أمر يجب أن يعرفه المواطنون الأميركيون، بحسب الأكاديميين، الذين يقرون في الوقت ذاته بأن عباراته بحد ذاتها تمثّل تهديدا للديموقراطية.

وقالت فايزلر "يجب أخذ هذين الأمرين في الحسبان... كان بإمكان تويتر أن يحذف حسابه منذ مدة طويلة".

غير مرغوب فيه؟

تعرّض فيسبوك لضغوط لشن حملة على التضليل السياسي منذ أخفق في منع التأثير الخارجي في حملات 2016 الانتخابية في الولايات المتحدة، وذلك مع ضمان بقائه منصة مفتوحة للنقاشات.

واتّخذ الموقع مسارا مغايرا لذاك الذي اتبعه تويتر، الذي قرر في وقت سابق من العام وضع علامات على منشورات لترمب على أنها مضللة والحد في بعض الحالات من القدرة على الوصول إلى تصريحات الرئيس على اعتبار أنها تنتهك قواعد المنصة بشأن الحض على العنف.

بدوره، قاوم الرئيس التنفيذي لفيسبوك مارك زوكربرغ بشكل متواصل فرض قيود على منشورات ترمب، مشيرا إلى أن "الطريقة الأمثل لمحاسبة السياسيين هي عبر صناديق الاقتراع وأعتقد أن علينا الوثوق بالناخبين للحكم بأنفسهم".

وشدد فيسبوك قواعده في ما يتعلّق بالانتخابات الأخيرة المحتدمة، فحظر إعلانات سياسية في اللحظات الأخيرة ومعلومات مضللة بشأن التصويت، وأضاف علامات تحمل معلومات على أي إعلان للفوز قبل أوانه.

ونظرا إلى الانتقادات اللاذعة المعتادة في منشورات ترمب، قد ينتهي به الأمر شخصا غير مرغوب فيه على وسائل التواصل الاجتماعي فور خسارته وضعه كشخصية عامة، بحسب استاذ كلية المعلومات في جامعة كاليفورنيا، بيركلي، هاني فريد.

وأفاد تويتر الجمعة أنه حظر حسابا أسسه مستشار ترمب السابق ستيف بانون تضمن دعوة إلى إعدام مسؤولين فدراليين.

وجاء في بيان صدر عن منصة التواصل الاجتماعي أن حساب "@وور روم بانديمك" "تم تعليقه بشكل دائم لانتهاكه قواعد تويتر، خصوصا سياستنا بشأن تمجيد العنف".

وقبل حجب الحساب، انشرت عليه دعوة صادرة عن بانون لقطع رأسي لمدير مكتب التحقيقات الفدرالي كريستوفر راي وكبير خبراء الأوبئة الحكومي أنطوني فاوتشي.

وقال فريد إنه إذا دعا ترمب بعد مغادرته الرئاسة إلى العنف عبر فيسبوك أو تويتر، فسيكون من الواجب حظره من الموقعين مدى الحياة.

وأوضح "على تويتر وفيسبوك ويوتيوب وجميع المنصات الأخرى أخذ الأمر على محمل الجد".

وتابع "مع ترمب المواطن، يمكنها تطبيق القواعد".