واشنطن: أثارت النتائج الواعدة للغاية لتجربة لقاح ضد فيروس كورونا تفاؤلا في جميع ارجاء العالم الثلاثاء، حتى مع فرض قيود أكثر صرامة في أوروبا والشرق الأوسط لمحاولة القضاء على أسوأ جائحة منذ قرن.

وجلبت أخبار اللقاح بعض الارتياح من صورة قاتمة في جميع ارجاء العالم، واخرها وفاة المفاوض الفلسطيني المخضرم صائب عريقات جراء مضاعفات فيروس كورونا عن عمر يناهز 65 عامًا.

وقالت شركتا فايزر (الولايات المتحدة) و"بايونتك" (ألمانيا) الاثنين إن لقاحهما الذي يؤخذ على جرعتين تفصل بينهما ثلاثة أسابيع، "فعال بنسبة 90 %" على ما أظهرت النتائج الأولية للمرحلة الثالثة من التجربة السريرية الجارية. ولم تكشف الشركتان عن تفاصيل هذه النتائج.

وانتعشت الأسهم في بعض الصناعات التي تضررت بشدة من قيود السفر والتباعد الاجتماعي وعمليات الإغلاق على أمل عودة العالم إلى طبيعته بعد الإعلان المفاجئ.

يُنظر إلى اللقاح على أنه أفضل أمل لكسر حلقة الطفرات القاتلة للفيروس والقيود الشديدة في معظم أنحاء العالم منذ ظهور كوفيد-19 لأول مرة في الصين أواخر العام الماضي وما نتج عنه من تداعيات مدمرة على الاقتصاد العالمي.

وقال روس مولد ، مدير الاستثمار في إيه جيه بيل ، سمسار البورصة عبر الإنترنت: "للمستثمرين كل الحق في أن يكونوا أكثر تفاؤلاً" ، واصفًا الأمر بأنه "أخبار محتملة تغير قواعد اللعبة".

وتتوقع فايزر القيام بالإجراءات الأخيرة قبل الحصول على موافقة السلطات الأميركية على طرح اللقاح هذا الشهر، كما توقعت توفير 50 مليون جرعة في 2020 و1,3 مليار العام المقبل.

وتطور شركة "موديرنا "الأميركية لقاحا تجريبيا آخر ينتظر صدور نتائجه في الأسابيع المقبلة يستخدم التكنولوجيا نفسها.

ويترقب العالم أيضا نتائج لقاح آخر بات في مراحل متقدمة وتطوره شركة "أسترازينيكا" مع جامعة أكسفورد.

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبريسوس الاثنين إن الإعلان "مشجع".

في المقابل، أعلنت السلطات الصحية في البرازيل أنّها علّقت التجارب السريرية على لقاح كورونافاك التجريبي الصيني بعد تعرّض أحد المتطوّعين لـ"حادث خطير" لم تحدّد ماهيّته.

- قيود في أوروبا -
وسجلت أكثر من 1,2 مليون وفاة وقرابة 51 مليون إصابة في كل أنحاء العالم منذ ظهور الوباء في الصين في ديسمبر، بحسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس استناداً إلى مصادر رسميّة.

والثلاثاء، سجّلت 6867 وفاة جديدة في ارجاء العالم، وكانت الحصيلة الأكبر في فرنسا وإسبانيا والولايات المتحدة.

وسجلت الولايات المتحدة لأيام متتالية عددا قياسيا من الإصابات الجديدة التي تفوق المئة ألف يوميا وتجاوزت الاثنين عتبة عشرة ملايين إصابة بفيروس كورونا المستجد منذ بدء تفشي الوباء على أراضيها مع زيادة مليون إصابة جديدة في غضون عشرة أيام.

وتوفي نحو 240 ألف شخص في الولايات المتحدة جراء كوفيد-19 وفق الأرقام الرسمية إلا أن السلطات الصحية ترى أن الحصيلة الفعلية تزيد على 300 ألف بكثير.

ولم يضع الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، الذي انتقد أسلوب تعامل الرئيس دونالد ترامب مع الأزمة، الوقت عبر الإعلان عن فريق عمل كوفيد-19 الاثنين بعد إعلان فوزه بالانتخابات.

وقال بايدن "ما زلنا نواجه شتاء قاتما للغاية".

تصادم ترامب مرارًا مع خبرائه الحكوميين، وغالبًا ما رفض القيود أو حتى وضع كمامة في الأماكن العامة.

وبعد إعلان فايزر، ادعى، بدون أن يقدم دليلا، أن الكشف عن اللقاح تأخر لما بعد الانتخابات للإضرار به.

وسجل انفراج آخر عندما منحت الهيئة الأميركية للأغذية والعقاقير الاثنين موافقة طارئة على علاج بالأجسام المضادة الاصطناعية طورته شركة الأدوية إيلي ليلي.

وثبت أنّ باملانيفيماب يقلل من مخاطر إدخال المستشفيات وغرفة الطوارئ، هو أول دواء رئيسي يتم اعتماده بعد أنّ تم تطويره خصيصًا لفيروس كورونا.

- مرحلة الخطر الشديد-
وفي أوروبا، حيث سجلت أكثر من 12,7 مليون إصابة، فرضت البرتغال اعتبارا من الإثنين حالة الطوارئ الصحية يرافقها حظر تجول في القسم الأكبر من البلاد.

وفرضت في غالبية دول أوروبا مستويات مختلفة من الإغلاق أو حظر التجول.

في إيطاليا، تم تشديد القيود المرتبطة بفيروس كورونا في خمس مناطق الثلاثاء ما يعني أن ما مجموعه سبع مناطق من أصل 20 في إيطاليا أصبحت الآن مناطق "برتقالية".

وتخضع أربع مناطق أخرى لقيود "حمراء" أكثر صرامة، مع إغلاق معظم المتاجر والحانات والمطاعم وتقييد حركة السكان.

وفي المجر، أعلن رئيس الوزراء فيكتور أوربان إغلاقا جزئيا اعتبارا من الأربعاء. وستحظر التجمعات وتغلق المطاعم وتلغى المناسبات الثقافية فيما سيصبح حظر التجول ساريا اعتبارا من الساعة الثامنة وحتى الخامسة فجرا.

وفي اليونان، حظرت الحكومة على محال السوبر ماركت بيع "السلع غير الأساسية" من أجل تجنب المنافسة غير العادلة بحق المحلات الصغيرة التي أُجبرت على الإغلاق، في أعقاب خطوة مماثلة في فرنسا.

في لبنان، أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب الثلاثاء عن إغلاق جديد لفترة أسبوعين على الرغم من الأزمة الاقتصادية الحادة التي أصابت قطاع الأعمال.