القدس: ندد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتيه الجمعة بنية وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو زيارة مستوطنة بساغوت المبنية على أراضي الفلسطينيين في محافظة رام الله الأسبوع المقبل، معتبرا ذلك "سابقة خطيرة تخرق القانون الدولي".

وكتب اشتيه على صفحته على فيسبوك وفي تغريدة على تويتر" نأسف بشدة من نية وزير الخارجية الاميركية زيارة مستوطنة مقامة على أراضي ملاك فلسطينيين في مدينة البيرة التي استولى عليها الاحتلال، وهذه الزيارة تمثل شرعنة للاستيطان، وضرباً للشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة وعلى العالم أجمع إدانتها".

أفادت تقارير إعلامية الخميس أنّ مايك بومبيو يعتزم الأسبوع المقبل زيارة مصنع نبيذ في مستوطنة بساغوت المقامة على أراض فلسطينية محتلة، ليصبح بذلك وزير خارجية أميركي يقوم بخطوة كهذه.

كما سيكون أول وزير خارجية اميركي يزور الجولان المحتل الذي اعترف الرئيس دونالد ترامب بضمه، وفق ما ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية وموقع "أكسيوس" الأميركي.

ولم تؤكّد الخارجية الأميركية الزيارتين، لكنّ بياناً صدر عنها الثلاثاء ذكر أنّ بومبيو سيقوم بزيارة لإسرائيل يلتقي خلالها رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو.

وأكد محمد أشتيه خلال لقائه مع نائبة رئيس الوزراء ووزيرة الخارجية البلغارية إيكاترينا زاهاريفا صباح الجمعة أن" انتقاد الاحتلال وإجراءاته غير القانونية، وتحميله مسؤولية استمرار معاناة شعبنا ليس لا سامية، بل وقوف إلى جانب قيم العدل والحرية وحق تقرير المصير".

وشدد على أنه "لا يمكن للعالم أن يوازن بين الاحتلال والشعب المحتل؛ إسرائيل تحتل أرضنا وتنتهك حقوق الإنسان وتخرق القانون الدولي ولا يمكن أن تبقى هذه الانتهاكات بدون محاسبة ".

ودعا أشتيه المجتمع الدولي إلى أن يضع ثقله خلف "دعم حل الدولتين والقانون والقرارات الدولية وعدم السماح لإسرائيل باستمرار إجراءاتها باستغلال الوقت بفرض أمر واقع جديد، من خلال الاستيطان".

تأتي زيارة بومبيو قبل شهرين من تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن الذي عارض الاستيطان في السابق وتعهّد بذل مزيد من الجهود الدبلوماسية لإقامة دولة فلسطينية.

وكان مصنع نبيذ بساغوت في صلب قرارٍ أوروبّي يفرض عليه وضع علامة على منتجاته تفيد بأنها تأتي من مستوطنات في أراض محتلة.

وقبل عام بالتحديد، صرّح بومبيو بأنّ الولايات المتحدة لا تعتبر المستوطنات اليهودية على الأراضي الفلسطينية المحتلة غير قانونية.

وأشارت "هآرتس" و"أكسيوس" الى ان مستوطنة بساغوت أطلقت لاحقا اسم "بومبيو" على نبيذ من إنتاجها.

وقال آرون ديفيد ميلر، الدبلوماسي الاميركي المخضرم في الشرق الاوسط، في تغريدة حول زيارة بومبيو، إنها ستكمل مسيرته بكونه وزير الخارجية الاميركي "الأسوأ على الإطلاق".

وأضاف "لا يتعلق الأمر بسياسة ترامب أو بيبي، إنما يتعلق ببومبيو وانتخابات 2024".

ولم يُخف بومبيو يوما تطلعه لتولي منصب أعلى، وغالبا ما أشار الى دعمه إسرائيل التي تعد قضية رئيسية لدى القاعدة المسيحية الانجيلية للحزب الجمهوري.

ودعم بومبيو ترامب في رفضه الاقرار بخسارة الانتخابات الرئاسية، لكن نتانياهو هنأ بايدن الذي تربطه علاقة بالزعيم الإسرائيلي تعود لسنوات عديدة.