ايلاف من لندن: اعاد العراق والسعودية الاربعاء افتتاح منفذهما الحدودي عرعر رسميا بعد ثلاثة عقود من الاغلاق بسبب حرب الكويت حيث يدشنان بذلك مرحلة توسيع لعلاقاتهما التجارية وانسيابية حركة التنقل لمواطنيهما حيث شهد المنفذ بالترافق مع ذلك عبور 15 شاحنة من المساعدات الطبية السعودية للعراق.

وأعلنت هيئة المنافذ الحدودية عن افتتاح منفذ عرعر الحدودي بشكل رسمي مع السعودية أمام التبادل التجاري والتنقل بين البلدين وقال الناطق بإسم الهيئة علاء الدين القيسي في بيان تابعته "ايلاف" ان وزير الداخلية عثمان الغانمي اناب عن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بحضور نائب قائد العمليات المشتركة الفريق الركن عبد الأمير الشمري ورئيس هيأة المنافذ الحدودية اللواء عمر عدنان الوائلي ومحافظي الأنبار وكربلاء وقائدي شرطة الأنبار والحدود فيما مثل السعودية الامير فيصل بن خالد بن عبد العزيز امير منطقة الحدود الشمالية سفيرها في العراق عبد العزيز الشمري وعدد من المسؤولين الرسميين.

وقد تم تدشين المنفذ بعبور 15 حافلة سعودية محملة بالمساعدات الطبية إلى العراق حيث سيكون هذا المنفذ بوابة رئيسية لدول الخليج على العراق.

ويأتي افتتاح المنفذ بعد ان انهى البلدان جهودا استمرت عامين لاعادة تأهيله وتجهيزه حيث تكفلت الرياض بنفقاتها ليكون جاهزا لتدشين مرحلة مهمة على طريق تطوير وتعزيز العلاقات التجارية بينهما وانسيابية سفر مواطنيهما وخاصة العراقيين المتوجهين الى اداء مناسك الحج والعمرة في مكة المكرمة.

السعودية أهلت المنفذ بكلفة 50 مليون دولار
وقد تم تأهيل المنفذ من قبل الحكومة السعودية التي رصدت لذلك 50 مليون دولار انفقت على تجهيزه بالبنى التحتية المتكاملة ليكون من المنافذ النموذجية وليعود بالفائدة الاقتصادية على كلا البلدين لتنشيط حركة المسافرين والتبادل التجاري وتسهيل أداء العراقيين مناسك الحج والعمرة.

كما تم توفير المستلزمات اللوجستية لديمومة العمل في المنفذ وتعزيز الواقع الامني وتهيئة الموارد البشرية وزجها في دورات تدريبية لضمان الاستخدام الآمن والعلمي للأجهزة والمعدات المتوافرة في المنفذ لضمان انسيابية الحركة التجارية بين الجانبين.

عبور 150 شاحنة في الساعة عبر المنفذ
واصبح المنفذ يضم خطين أحدهما تجاري يتسع لمرور 150 شاحنة في الساعة الواحدة وتزويده بساحات للتبادل التجاري وبوابات إلكترونية وبأجهزة السونار التي تفحص السيارات العابرة وكذلك أماكن اصطفاف الشاحنات والمظلات وغرف لسكن الموظفين وكاميرات لمراقبة مع مكاتب للجوازات والجمارك والمطاعم وصالات للانتظار والصلاة.
يشار الى ان طول الحدود البرية بين العراق والسعودية يبلغ أكثر من 800 كيلو مترا وهي ثاني أطول حدود للعراق بعد إيران وهناك 4 محافظات عراقية محاذية للاراضي السعودية هي الانبار والنجف والبصرة والمثنى واقرب بلدة سعودية للمنفذ هي عرعر وفي العراق النخيف.

داعش هاجم المنفذ
وفي تشرين الاول اكتوبر عام 2015 تعرضت القوات السعودية في المنفذ إلى هجوم انتحاري شنه تنظيم داعش ما أدى إلى مقتل ثلاثة من رجال الأمن.

وفي بداية عام 2018 تمت المباشرة بإعادة إعمار المنفذ حيث انفقت السعودية على اعادة تأهيل جميع مباني المنفذ وانشاء اخرى جديدة على نفقتها الخاصة دون تحمل الجانب العراقي اي مبالغ مالية.

وأوضح نائب قائد العمليات المشتركة عبد الامير الشمري إن قيادة العمليات المشتركة أنجزت إجراءات تأمين الطريق باتجاه منفذ عرعر منوها الى ان الطريق من المنفذ الى منطقة النخيب ومن ثمة باتجاه محافظة الأنبار أو باتجاه كربلاء اصبح مؤمنا بالكامل.
يذكر أن منفذ عرعر بين العراق والسعودية كان قد أغلق أثناء حرب الخليج الثانية عام 1990 كما أغلق ايضا في عام 2014 عندما سيطر تنظيم داعش على محافظة الأنبار.

السعودية ثاني اكبر دولة عربية مصدرة للعراق
يشار الى ان استيرادات العراق السلعية من السعودية بلغت عام 2018 حوالي 500 مليون دولارمن دون ان يصدر لها العراق شيئا وهي ثاني اكبر دولة عربية مصدرة للعراق بعد الامارات بنحو 1.312 مليار دولار .

كما ان افتتاح المنفذ عرعر سيشكل البداية لمشاريع تعاون مشتركة بين البلدين في مقدمتها الربط الكهربائي فالعراق لديه قدرات توليد 16 مياواط في الوقت الحالي وسيتم رفعها الى 18 مياواط بالتعاون مع السعودية. ويمكن ايضا تنفيذ مشاريع لشركات سعودية في العراق من أبرزها استثمار شركة أرامكو 2.4 مليار دولار في مشروع لتجميع الغاز في حقل ارطاوي الجنوبي واستثمار سابك في بناء مجمع للبتروكيماويات واستثمار شركة معادن في مجالات الفوسفات والأسمدة والألومنيوم ، فضلا عن الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة وخاصة في مجال الطاقة الشمسية والطاقة البديلة.

ووقع العراق مع السعودية على مذكرات تفاهم لإنشاء صوامع للحبوب ومستشفيات بينها انشاء مستشفى الصقلاوية ومشاريع أخرى في عدد من المحافظات وهذه المشاريع سيتم تمويلها من خلال قرض سعودي للعراق مقداره مليار دولار الذي تعهدت به الرياض خلال مؤتمر الكويت للمانحين عام 2019.

ون المنتظر ان يتم قريبا افتتاح المنفذ الآخر للبلدين، وهو الجميمة قرب رفحاء لما للبضائع السعودية من أهمية كبيرة للمستهلك العراقي.