ايلاف من لندن: في موقف متحفظ على دعوة الصدر لميثاق شرف خاص بالقوى الشيعية العراقية فقد دعا ائتلاف سياسي يرأسه رئيس الوزراء الاسبق حيدر العبادي الاثنين الى ميثاق شرف وطني عابر للطائفية والاثنية ملزم لجميع القوى والفعاليات العراقية وليس للشيعية وحدها يتضمن التزامات حافظة للهوية العراقية وقيمها وضامنة لصلاح الحكم ونزاهته.

وقال ائتلاف النصر الذي يضم شخصيات وطنية من مختلف المكونات العراقية بزعامة رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي انه إستناداً إلى دعوة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وانسجاماً مع مطالب الإصلاح والتغيير التي عبّرت عنها انتفاضة تشرين الشجاعة وإيماناً بضرورة وجود التزامات ضامنة لصلاح المجتمع والدولة، ولضمان مبدأ التكامل بين القوى والفعاليات والشرائح السياسية والمجتمعية "ندعو للبدء بحراك ممنهج لإعتماد (ميثاق شرف) كإطار مبادئ وطني ملزم لجميع القوى والفاعليات العراقية".
واوضح الائتلاف في بيان صحافي حصلت "ايلاف"على نصه الى ان طبيعة دعوته هي الى"ميثاق شرف وطني يتضمن التزامات سياسية وقيمية حافظة للهوية العراقية وقيمها وأخلاقياتها وضامنة لسلامة النظام العام، وصلاح الحكم ونزاهته، وأداء وممارسات القوى والفعاليات السياسية والمجتمعية في الدولة".

وعن جوهر الميثاق، اشار الائتلاف الى انه "اطار مبادئ يحترم ثوابت المجتمع والدولة ويحافظ عليها ويحرسها تحت أي ظرف، ووضع آليات واقعية وعملية لتنفيذه بعيداً عن أي اصطفافات إثنية أو طائفية على مستوى الهوية المجتمعية أو الحياة السياسية أو النظام السياسي أوالجبهات السياسية والعمل الإنتخابي مع الاحترام الكامل للتنوع الاثني والديني والقيمي في مجتمعنا.

ميثاق شرف وطني غير طائفي أو اثني
واكد على "سلمية الميثاق وأبويته الراعية للجميع وعدم جنوحه للعنف تحت اي ظرف".. مشيرا الى انه يتطلب التزام القوى السياسية والمجتميعة الفاعلة بحفظ قيم العراق وأخلاقيات مجتمعه، وحفظ الوحدة والنظام والمصالح العامة، بما فيها محاربة الفساد والانحراف والفوضى والتبعية للاجنبي والسلاح والجماعات المنفلتة، ومحاسبة المتجاوزين على الدم والعرض والحرمة والسيادة العراقية.

ونوه ائتلاف النصر الى ان الميثاق العابر للطائفية والاثنية يستهدف ضبط المسار والأداء العام لجميع القوى والفاعليات بما يحقق صلاح المجتمع والدولة.. وكذلك فرز ومواجهة القوى والفاعليات المشتغلة بالضد من أخلاقيات المجتمع وصلاح الحكم وسلامة الدولة.
وشدد على ان الميثاق الوطني الذي يدعو له يجب ان يلزم القوى والفعاليات بأسس الحكم الرشيد، وخصوصية الهوية والقيم والأخلاقيات العراقية، وتحميلها مسؤولية الإلتزام بسلامة وصلاح وتطوير النظام السياسي ليكون قادراً على تحقيق تطلعات الشعب وتأمين حقوقه ومصالحه بعيداً عن أي فرض أو تزوير إرادة أو وصاية أو استلاب أو تبعية أجنبية.

وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وفي محاولة لاستعادة دوره على الساحة العراقية بعد تراجعه وتياره السياسي شعبيًا فقد دعا في الثاني من الشهر الحالي القوى الشيعية الى العمل على ترميم بيتها تحت شعارات طائفية حيث استثنى القوى السنية والكردية الاخرى من دعوته لميثاقين عقائدي وسياسي.

وقال الصدر في تغريدة على حسابه بشبكة التواصل الاجتماعي تويتر انه من المصلحة الملحة الاسراع بترميم البيت الشيعي لكتابة ميثاقين "عقائدي وسياسي". كما طالب القوى الشيعية بالاستجابه لدعوته الى مواجهة المتظاهرين الذين وصفهم بصبيان لا وعي لهم يعتدون على الله ويسيئون إلى المذهب الشيعي من دون تسميته، متناسيًا أن الاحتجاجات الشعبية غير المسبوقة التي انطلقت في الاول من اكتوبر 2019 اندلعت في العاصمة و9 محافظات وسطى وجنوبية، أغلبية أبنائها الساحقة من الشيعة.

ومن جهتها، اعتبرت مصادر عراقية مطلعة على تطورات الاوضاع السياسية في البلاد دعوة الصدر هذه محاولة لخوض الانتخابات المبكرة المنتظرة في 6 يونيو المقبل بمشاركة قوى اخرى شيعية يستند اليها خوفًا من خسارة واسعة لتياره لعدد كبير من مقاعد البرلمان الذي يحوز على 56 منها حاليًا من المجموع الكلي لعدد النواب البالغ 329 نائبًا.

وأشارت الى ان القوى الشيعية التي دعاها الصدر لتوقيع الميثاقين ليست على علاقة ود مع الصدر، وقد تحفظت على قتل واصابة أنصاره للعشرات من شباب التظاهرات في مدينتي النجف في 5 فبراير الماضي، والناصرية في 27 من الشهر الماضي.