إيلاف من لندن: أعطى سفير الإمارات في واشنطن، رؤية مختلفة لمعاهدة السلام مع إسرائيل، وقال إنها تختلف عن الاتفاقيات السابقة مع مصر والأردن لأن السياق التاريخي والسياسي والجغرافي مختلف تماما.

وقال السفير يوسف العتيبة، في لقاء بتقنية الاتصال المرئي نظمه "معهد هودسون"، إن "الإمارات ليست لها حدود مشتركة مع إسرائيل ولم يكن بينهما صراع سابق أو توتر، ولا يعتمد تحليلها للوضع فقط على قضية الأرض مثل مصر والأردن، وهما بالتالي لهما تعريفهما الخاص للعلاقة مع إسرائيل مختلف تماماً عن تعريفنا نحن لهذه العلاقة. وأعتقد أن ذلك هو الأمر الأول فيما يتعلق بالجغرافيا والسياسة والتاريخ في تحديد العلاقة بين هذه الدول الثلاث.

وفي رده على سؤال حول ما تأمل الإمارات في رؤيته بين الفلسطينيين والإسرائيليين، قال العتيبة، إن "توقعاتنا ليست كبيرة نحن نتمنى أن نرى بداية المحادثات وأن يبدأ النقاش بين الطرفين، لا يمكن لنا أن نجعل ذلك يتحقق، على الجانبين أن يقررا أن ذلك مهم بالنسبة لهما".

حل الدولتين
وأضاف أن "اتفاقية السلام الجديدة لم تنقذ فقط حل الدولتين ولكنها وفرت أيضا أرضية ووقتا كافيا لتحقيق الرغبة في استئناف التفاوض إذا كانت الرغبة متوفرة، في النهاية الأمر متروك للجانبين للتوافق على تسوية وتقديم تنازلات.

وحول مبيعات طائرات إف-35 إلى الإمارات، قال السفير الإماراتي لدى واشنطن، إن "قيادات وزارة الدفاع الأميركية يؤيدون بيع الطائرات إلى الإمارات". وأضاف: "قادة البنتاغون اتخذوا قبل 20 عاما القرار الصحيح ببيع طائرات إف-16 للإمارات، هم يريدون بعد 20 عاما أن يقولوا لقد كنا صائبين في بيع تلك الطائرات إلى أبو ظبي".

أنشطة تركيا
فيما يتعلق بتركيا وأنشطتها لزعزعة استقرار المنطقة، قال العتيبة إن القلق الأكبر من التصرفات التركية يتعلق بتسييس الأفكار والدين وهي في الأساس أمور شخصية تتعلق بالإيمان والاعتقاد ولا يجب أن تتدخل فيها الدولة، ولكن ما تفعله الحكومة التركية حالياً هو العكس فهي تقحم الدين والتطرف في كل الأمور الحياتية واليومية، وكل هذا جاء على حساب العلمانية واستقلال القضاء والجيش القوي هذه الأشياء لم تعد كما كانت قبل 20 عاماً مضت.

وأضاف أنه يعتقد أن الاتجاه الحالي غير صحي ففي الوقت الذي يقحمون الدين في كل شيء هناك تراجع اقتصادي، الوضع يثير القلق ويخلق بيئة خصبة للتطرف. وأشار إلى أن الولايات المتحدة أيضاً عليها أن تقلق من الدور التركي الخارجي.

أزمة قطر
وفي ما يتعلق بالأزمة الخليجية، قال العتيبة إن نتائج المحادثات التي تشارك بها السعودية تشير إلى أن هناك تقدماً أو على الأقل أساس للتقدم، وهناك مؤشرات على العديد من التعهدات من جانب الأطراف والحكومات لاتخاذ قرارات من شأنها التخفيف من حدة الأزمة، وإذا حدث ذلك فستكون هناك فرصة على الأقل لبدء عملية لنزع فتيل الأزمة، وسوف نرى إلى أين ستذهب الأمور حسب التزام الأطراف بالتعهدات.

تساؤل
وإلى ذلك، تساءل سفير الإمارات في واشنطن، عن سبب السماح لإيران بتخصيب اليورانيوم ضمن برنامجها النووي في إطار الاتفاق الدولي الموقع معها في 2015، ولا يسمح للإمارات بمثل تلك العمليات رغم علاقاتها القوية مع الولايات المتحدة.
وقال العتيبة، إن "الإمارات ستكون من أوائل الدول التي توقع على صفقة مع إيران"، معربا عن رأيه بأن "اتفاق 2015 الذي انسحب منه الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب عام 2018، يعتبر نقطة بداية جيدة".

وأكد أن "هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به فيما يتعلق بالصواريخ البالستية الإيرانية والميليشيات الحليفة والبنود الملحقة باتفاق 2015"، وقال: "كيف يحصل خصمك على صفقة أفضل من شركائك، نود أن نرى برنامجا نوويا مدنيا في إيران، يشبه البرنامج الذي لدينا في الإمارات".

لماذا نمنع؟
وأضاف سفير الإمارات في واشنطن: "لم أجد بعد أي شخص ذكي في الولايات المتحدة يمكنه أن يقدم لي حجة لماذا تحافظ إيران على دورة التخصيب أو دورة إعادة المعالجة في حين نحن ممنوعون من امتلاك تلك التسهيلات رغم أننا شركاء مع واشنطن ونستثمر معهم ونقاتل معهم ونذهب لحروب معهم، لماذا نحن ممنوعون من الحصول على دورة تخصيب؟ قمنا بالفعل ببناء برنامج نووي لكن لا توجد لدينا إعادة معالجة".

وفي ما يتعلق بضرورة وجود تنسيق بين إسرائيل والدول العربية حول قضايا الاهتمام المشترك، مثل الاتفاق النووي الإيراني، قال العتيبة، إن "هناك وجهات نظر مشتركة وتقديرات وتحليلات مشتركة ولكننا نرى أن الاتفاق النووي ليس هو كل الأمر فهو مجرد جانب وهناك قضية الصواريخ الإيرانية والحرب بالوكالة التي تديرها الدولة الإيرانية".

الشباب العربي
وفي مداخلاته، أشار السفير الإماراتي إلى أن هناك استطلاع رأي للشباب العرب في عمر 18 حتى 24 عاماً يتم بشكل سنوي يشمل كافة دول المنطقة، كشف عن أن الشباب يهتمون بالوظائف والفرص وأكبر مخاوفهم كان الفساد المستشري في دولهم.

وتابع نحن عملنا على تلبية احتياجات الشباب العرب الباحثين عن فرص والذين يرغبون في أن يكونوا رواد أعمال وخلقنا لهم بيئة

مماثلة لوادي السليكون وبالنسبة لرجال الأعمال التطور الجديد يوفر الكثير من الفرص، وضعنا السياسة جانباً وهناك العديد من الإيجابيات التي يتم العمل عليها حالياً بين الدولتين.