إيلاف من لندن: فيما احتفل العراق الخميس بالذكرى الثالثة للنصر على تنظيم داعش وتحرير جميع المحافظات من قبضته في مثل هذا اليوم عام 2017 فان التنظيم ما زال يشكل خطرا على البلاد وتقوم خلاياه النائمة بهجمات متفرقة في الغرب والشمال.

واحتفالا بهذه الذكرى فقد وصل رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي صباح اليوم الى مدينة الفلوجة بمحافظة الانبارالغربية التي شهدت اقسى المعارك ضد التنظيمات الارهابية فيما اعلنت الحكومة الخميس عطلة رسمية في جميع انحاء البلاد احتفالا بهذه المناسبة فيما استذكرت قيادة العمليات المشتركة للقوات العراقية "بفخر وعز هذا اليوم المبارك الذي يصادف الذكرى الثالثة لتحرير أرض المقدسات من دنس الإرهاب المنهزم أمام عزيمة الرجال" كما قالت في بيان تابعته "إيلاف".

واشارت الى ان العراقيين "جسدوا في ملحمة تحرير أُم الربيعين والأراضي المحتلة أبرز وأنبل معاني الوحدة ورص الصفوف فأبهروا العالم بأسره".. وثمنت دعم "الحلفاء والاصدقاء" الدوليين للقوات العراقية منوهة الى انهم "لم يبخلوا في تقديم الدعم والاسناد اللوجستي للقوات الماسكة والمحررة للأرض".

وكان العراق قد اعلن رسميا في العاشر من كانون الاول ديسمبر عام 2017 هزيمة داعش واستعادة السيطرة بشكل كامل على الحدود العراقية السورية وأسترجاع كامل أراضيه التي كانت تقدر بنحو ثلث مساحة البلاد والتي اجتاحها التنظيم صيف عام 2014 .

وكتب رئيس الوزراء الاسبق حيدر العبادي الذي اعلن النصر على داعش في ذلك اليوم في تغريدة الخميس تابعتها "ايلاف" قائلا "من حقِكم اَنْ تفخروا بانتصاراتِكم لأنها من صُنعِ ايديكم وماتحققتْ الا بوعيكم ووحدتِكم وتضحياتِكم الغالية فحافظوا على نصرِكم الكبير وحافظوا على ارضِكم ووحدتِكم".

ومن جانبه اعتبر رئيس تحالف عراقيون عمار الحكيم ان الجميع يتحمل مسؤولية الحفاظ على النصر بتجنب أسباب ومبررات عودة الإرهاب. واكد في بيان على ضرورة إحكام الخطط الأمنية وتجفيف منابع داعش الفكرية والمالية وإعمار المدن المحررة منه وإعادة جميع المهجرين الى ديارهم".

مثلث الموت ساحة تحرك التنظيم
وخلال الشهور الأخيرة زادت وتيرة هجمات مسلحي داعش لا سيما في المنطقة بين كركوك وصلاح الدين وديالى والمعروفة باسم "مثلث الموت".

وتتركزمعظم نشاطات التنظيم هذه في محافظات ديالى وكركوك والأنبار ونينوى وصلاح الدين العراقية (شمال شرق وغرب بغداد) حيث يلاحظ انه لا يزال يمتلك ما يكفي من الإمكانيات القتالية لتهديد الأمن والاستقرارفي العراق.

ورغم الخسائر الكبيرة في صفوف مقاتليه وقياداته المتقدمة إلا أن التنظيم لا يزال يحتفظ بقدرات بشرية تشكل تهديدًا جديًا بشنّ هجمات أو نصب كمائن للقوات الأمنية العراقية وفصائل الحشد الشعبي والتسلل إلى المراكز الحضرية من دون التفكير بالسيطرة عليها.

تنامي هجمات التنظيم
وبحسب معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدني، فقد تنامت الهجمات الإرهابية للتنظيم منذ بداية عام 2020 مستغلا الصراعات السياسية ومكافحة فيروس كورونا لشن هجمات انتقامية ضد القيادات المحلية ومهاجمة خطوط إمداد النفط والغاز كان آخرها الثلاثاء حين اشعل التنظيم حريقين في بئرين في حقل نفط صغير بشمال العراق فيما وصفته الحكومة بهجوم إرهابي اضافة الى اختطاف الرهائن للحصول على فدية حيث مكن هذا التكتيك الأخير التنظيم بالمطالبة بتبادل الأسرى وجمع المعلومات الاستخبارية عبر استجواب الرهائن.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة في أغسطس الماضي الى ان أعداد مقاتلي تنظيم داعش تصل حاليا الى10 آلاف ينتشرون في العراق وسوريا.

وأكد فلاديمير فورونكوف مسؤول مكافحة الإرهاب التابع للأمم المتحدة، أن مقاتلي التنظيم مازالوا نشطين في العراق وأن هجماتهم زادت بشكل كبير هذا العام وابلغ مجلس الأمن مؤخرا أن مقاتلي داعش يتحركون بحرية في خلايا صغيرة بين العراق وسوريا وأنه أعاد تنظيم صفوفه وزاد نشاطه ليس فقط في مناطق الصراع مثل العراق وسوريا ولكن أيضًا في بعض الفروع الإقليمية.