إيلاف من الرباط : بدا عبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة المغربية السابق، والقيادي البارز في حزب "العدالة والتنمية"، ذي المرجعية الإسلامية، عشية الأحد، في غاية التأثر والحزن، وهو يلقي كلمة تأبينية على روح محمد الوفا، الوزير السابق والقيادي البارز في حزب الاستقلال، الذي توفي صباح الأحد، متأثرا بإصابته بــ (كورونا)، عن عمر يناهز 72 سنة.
وغالب إبن كيران دموعه كثيرا، غير ما مرة، وهو يعدد مناقب الراحل، خلال كلمة مصورة بثها على حسابه الرسمي بــ"فيسبوك"، وقال عنه: "كان عزيزا، وكنت أقدره وأثق فيه، وكنت أرى فيه مواطنا مخلصا لوطنه ولدينه ولملكه". وزاد: "لم يسبق لي أن صادفت شخصا ينطبق اسمه مع حقيقته. سي محمد الوفا، كان رجلا وفيا".
وتحدث إبن كيران، في بداية كلمته، عن بداية علاقته بالراحل، حيث قال: "كان يكبرني بست سنوات، وكان يفوتني في النضال بالكثير. كنا نسمع عنه ونحن في مرحلة الثانوي، ثم في الجامعة، كاستقلالي ترأس الشبيبة الاستقلالية والاتحاد العام لطلبة المغرب التابعين لــ"حزب الاستقلال". كنت أتعجب له، في وقت كان فيه اليسار مهيمنا وبعض فصائله عنيفة جدا، فيما ظل هو، وبشجاعة رهيبة، يعلن أنه استقلالي مع علال الفاسي ومع أفكاره. وقد كان، ربما، مهددا بأشياء كثيرة، لكن شجاعته جعلته يتحدى تلك المرحلة".
كما تحدث إبن كيران عن علاقته بالوفا في الحكومة، وبعدها، مستعيدا طريقة تعيينه على رأس وزارة التربية الوطنية ثم على رأس وزارة الشؤون العامة والحكامة، حيث قال: "هو رجل مرح ولطيف. اشتغلنا في الحكومة منذ 2012 إلى أن غادرناها. منذ أن تركت رئاسة الحكومة، ظل الوفا يداوم على زيارتي أسبوعيا، كل ثلاثاء، ثم كل أربعاء، إلا إذا طرأ ما يمنعه".
واستحضر إبن كيران، في هذا السياق، ما ميز مسار الوفا في الحكومة، فقال: "كان وزيرا متميزا، سواء كوزير للتربية الوطنية أو كوزير للشؤون العامة والحكامة. كان وزيرا في المستوى، يتميز بالفهم السريع لما أقوله، كما كان أول من يفهم ما يقوله الآخرون. كان متنبها. ويوم قرر حزب الاستقلال الانسحاب من الحكومة، لم يقدم استقالته. وقد كانت الموافقة على تعيينه في التعديل الحكومي خبرا سعيدا بالنسبة إلي. لقد كان وزيرا ملتزما، يناصر الحكومة كما يناصر رئيسها من دون تحفظ. كما كانت مواقفه ممتازة".
ثم عاد إبن كيران للحديث عن علاقته الشخصية بالراحل، فقال: "كان يكن لي تقديرا خاصا، حيث كنت أقول إنه كان يقدرني أكثر مما أقدر نفسي". كما تحدث عن الوفا الإنسان، فقال: "كان يحب الحياة والمرح، وكان متفائلا. وقد فقدت أخا عزيزا، كان يؤانسني ويشير علي، كما قاسمني همومي. وكان يحب وطنه. كان رجلا طيبا وخيرا ومواطنا صالحا وأبا مثاليا ورجلا وفيا غاية الوفاء. كان محبوبا من الجميع".