ايلاف من لندن: اكد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي ان العام الجديد سيشهد تواصلا لعمليات التنمية والبناء. واعتبرت المفوضية العليا لحقوق الانسان ان 2020 كان مأساويا في انتهاكاته لهذه الحقوق وعدد ضحاياها وترويعه للصحافيين والمؤسسات الاعلامية بسبب ممارسات الجماعات المسلحة، بينما غادرت البلاد العام بقتيل وعشرات الجرحى خلال احتفالات رأس السنة الجديدة.

وقال الكاظمي في تغريدة على حسابه بشبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" تابعتها "ايلاف" إن بلاده اجتازت الاستحقاقات الكبرى في 2020 وستواصل مسيرة التنمية والبناء خلال العام الجديد بتكاتف العراقيين".

وكتب في نص تغريدته يقول "كلّ عام وأهلي في كل مكان على امتداد العراق بألف خير. أتمنى السلام لشعبنا وللعالم، تحملنا المسؤولية واجتزنا معاً التحديات والاستحقاقات الكبرى في العام الماضي، وسنواصل مسيرة التنمية والبناء بتكاتف العراقيين لنعبر بالوطن إلى بر الأمان موحداً معافى. شعبنا يستحق اصلاحاً يليق بتضحياته".

وكان الكاظمي قد أشار الاربعاء الماضي الى ان العراق يواجه تحديات أمنية خطيرة تتعلق بالسلاح المنفلت وعصابات الجريمة وتجارة المخدرات والنزاعات العشائرية، مشددا على ضرورة التضامن لمواجهتها وردعها اضافة الى حماية الانتخابات وتوفير المناخ الآمن لإجرائها.

2020 كان مأساويا
ومن جهتها، اعتبرت المفوضية العراقية العليا لحقوق الانسان 2020 عاما مأساويا على العراقيين بسبب الانتهاكات التي طالت منظومة حقوق الانسان، حيث تم تسجيل ارقام مخيفة منها.

وأشار عضو المفوضية فاضل الغراوي الى ان العام الماضي سجل 333 حالة ومحاولة انتحار سجلت العاصمة بغداد منها النسبة الاعلى بـ71 حالة تلتها محافظة البصرة الجنوبية بـ 49 حالة. وقال إن عدد الموقوفين والمحكومين في قضايا تعاطي وتجارة المخدرات بلغ 8777 شخصا فيما كان عدد الموقوفين والمحكومين بالسجون ومراكز الاحتجاز العراقية 64 الفا و302 شخص .

وأكد في بيان صحافي حصلت "ايلاف" الجمعة على نصه توثيق مصرع 581 شخصا من المدنيين والعسكريين خلال تظاهرات الاحتجاج التي شهدتها البلاد واصابة 25 الفا و300 شخص من المدنيين والعسكريين في حين بلغت حالات اغتيال واستهداف الناشطين والمدونين 78 حالة، في حين بلغت حالات استهداف واغتيال الصحافيين والاعلاميين 300 حالة في عموم محافظات العراق، في اشارة الى الجرائم التي ارتكبتها المليشيات العراقية المسلحة الموالية الى ايران.

كما اوضح الغراوي تسجيل 4900 حالة قتل جنائي، بينما بلغت عدد حالات الطلاق خلال عامي 2019 و2020 عدد 87 الفا و871 حالة .. كما تم في عموم محافظات البلاد تسجيل 595 الفا و292 اصابة بجائحة كورونا ووفاة 12 الفا و813 مصابا .. بينما تم تسجيل اكثر من 15 الف حالة عنف اسري.

ونوه الى ان "منظومة الخدمات والبنى التحتية في العديد من المحافظات مازالت قديمة والعديد من المناطق مدمرة مع وجود اكثر من 60 الف نازح مازالوا في المخيمات واكثر من مليون شخص لم يتم تعويضهم لحد الان عن فقدانهم ممتلكاتهم بسبب جرائم تنظيم داعش والحرب ضده.

واكد ان مشاكل السكن والفقر وانعدام فرص العمل وانخفاض مستوى خط الفقر وانخفاض الخدمات الصحية والبيئة والتعليمية وارتفاع معدلات حوادث السيارات وعدم تشريع القوانين الماسة بأمن المواطن وحقوقه كانت هي المشهد المسيطر على واقع حقوق الانسان في العراقي عام 2020.

وطالب المسؤول الحقوقي الحكومة العراقية وجميع السلطات الدستورية في الدولة باجراء مراجعة شاملة لواقع حقوق الانسان بما يكفل حقوق المواطنين في المجالات كافة.

العراق يغادر 2020 بقتيل وعشرات الجرحى
واختتم العراق عام 2020 بمقتل واصابة العشرات خلال احتفالات رأس السنة ليل الخميس. وقال المتحدث باسم وزارة الصحة سيف البدر في بيان تابعته "إيلاف"، إن "شخصا على الاقل توفي واصيب أكثر من 30 آخرين بجروح جراء الألعاب النارية واطلاق الرصاص الحي عشوائيا خلال الاحتفالات التي شهدتها العاصمة بغداد في ليلة رأس السنة الميلادية.

وأضاف أن "الصحة سجلت ما لا يقل عن 25 اصابة نتيجة الألعاب النارية و7 أُخرى بإطلاق الرصاص الحي بشكل عشوائي. واشار الى اصابة 30 شخصا اخرين نتيجة حريق نشب في احد المراكز التجارية في مدينة كركوك الشمالية اثناء الاحتفالات برأس السنة.
وكانت وزارة الداخلية وجهت أمس أجهزتها الأمنية باعتقال مطلقي العيارات النارية في إحتفالات رأس السنة الجديدة. وتعد ظاهرة الرمي العشوائي من الظواهر السلبية في العراق وتكافح الداخلية لمنعها ومحاسبة مرتكبيها.

305 انتهاكات ضد الصحافين واغتيال 4 منهم
ومن جانبها، سجلت جمعية الدفاع عن حرية الصحافة في العراق 305 حالات انتهاك ضد الصحافيين شملت اغتيال 4 منهم و176 حالة اعتداء بالضرب غالبيتها من قبل الجماعات المسلحة.

واشارت الجمعية في تقرير لها حصلت "إيلاف" على نصه الجمعة، الى ان هذه الانتهاكات الي شهدتها المدن العراقية شملت عدة أشكال وهي: اغتيال، تهديد بالقتل والتصفية الجسدية اعتقال، احتجاز، اعتداء بالضرب ومنع وعرقلة التغطية، ومصادرة معدات تصوير، وهجمات مسلحة طالت صحافيين ومؤسسات إعلامية وإصابات للصحافيين فضلا عن إغلاق مؤسسات اعلامية.

واوضحت انه اضافة الى الاربع عمليات اغتيال للصحافيين فقد تصاعدت التهديدات بالتصفية الجسدية للاعلاميين واعتقال 74 صحافيا واصابة 10 اخرين بعمليات عنف ضدهم. كما تم تسجيل 14 حالة هجمات مسلحة طالت صحافيين ومؤسسات اعلامية و167 اعتداء بالضرب وعرقلة التغطية و31 حالة اغلاق قنوات فضائية ومؤسسات اعلامية اضافة الى 3 دعاوى قضائية واحكام صادرة ومذكات اعتقال.

واشارت الى ان أخطر الانتهاكات سجلتها الأشهر الثلاثة الأولى من العام 2020 التي تزامنت مع تواصل الاحتجاجات الشعبية في وسط وجنوب البلاد، حيث تزامنت اغلب الحالات مع إجراءات فرض حظر التجوال الوقائي والقفز على قرار استثناء الصحافيين من إجراءات الحظر.

وقالت انه على الرغم من المخاطرة الكبيرة في نقل الخبر والمعلومة والاضطرار للتجول الميداني إلا أن هذه المخاطرة قوبلَت بممارسات بعض الأجهزة الأمنية في منع التغطية الاعلامية وغيرها من المخالفات.

واوضحت الجمعية انها َسجلت 176حالة اعتداء بالضرب ومنع وعرقلة التغطية .. معتبرة ان هذا "يؤكد جسامة التضييق على حرية العمل الصحافي".

وعن توزع الانتهاكات وفق المحافظات فقد شهدت 17 محافظة أنواعا من الانتهاكات ضد الصحافيين تتصدر لائحتها العاصمة بغداد بوصفها الأكثر تضييقا على حرية العمل الصحافي للعام الثاني على التوالي بتسجيلها 61 انتهاكا تليها كركوك بـ 58 حالة.

اما في اقليم كردستان الشمالي فقد اوضحت الجمعية انه سجل تراجعا خطيرا في مجال حرية الصحافة على الرغم من نفاذ قوانين محلية تدعم حرية الصحافة والإعلام وحق الحصول على المعلومة ولاسيما بعد الاحتجاجات الأخيرة المطالبة بالإصلاح التي شهدها الإقليم.

وأوضحت الجمعية ان الساحة العراقية شهدت خلال العام المنصرم نوعا جديدا من الانتهاكات تمثل بمهاجمة وتهديد جماعات تنتمي الى جهات تحمل أجندة سياسية لم تسمها، في اشارة الى المليشيات لعدد من وسائل الإعلام هدفت إلى الضغط عليها لتغيير خطابها.

وكان الرئيس العراقي برهم صالح قد أقر في كلمة امس لمناسبة رحيل عام 2020 بعجز منظومة الحكم الحالية في بلاده واخفاقها ودعا الى عقد سياسي جديد يؤسس لدولة مقتدرة ذات سيادة كاملة، معتبرا انها أسيرة الصراعات السياسية والفساد .

واعتبر ان 2020 كان عامَ الالام والازمات "إذ شهدنا فيه تحديات استثنائية، من جائحة كورونا وما تعرضنا له من الالم في فراق الاهل والأحبة وفي العواصف السياسية والأزمات الأمنيةِ والاقتصاديةِ التي كادت تدفع البلاد نحو منزلقات خطيرة".