يتابع أقارب ركاب وأفراد طاقم الطائرة الإندونيسية المنكوبة طراز بوينغ 737 التابعة لشركة "سريويجايا" بألم عملية انتشال حطام الطائرة وأشلاء الضحايا.

وكان 62 شخصا على متن طائرة الركاب التي غرقت في البحر بعد دقائق فقط من إقلاعها من العاصمة جاكرتا يوم السبت.

ويبدو أن الآمال تتلاشى في العثور على ناجين.

وعلى الرغم من عدم تحديد هوية أي شخص كان على متن الطائرة بصفة رسمية، إلا أن المعلومات ترد من الأسر والأصدقاء.

واستطاعت دويكي مارتا ووديانانغس، من بي بي سي إندونيسيا، جمع بعض القصص التالية.

أفوان قائد الطائرة

أفوان قائد الطائرة
Endah

قال فيرزا ماهارديكا، الذي كان عمه قائد رحلة سريويجايا إس جيه 182: "نحن في حزن، ما زلنا ندعو الله من أجل الأفضل".

غادر الطيّار أفوان، البالغ من العمر 54 عاما، منزله سريعا يوم الرحلة المنكوبة، كما قال ابن أخيه لبي بي سي إندونيسيا، وشكا من أن "قميصه لم يخضع للكي بطريقة مناسبة، لاسيما وأنه يحافظ عادة على أناقته".

واعتذر لأطفاله الثلاثة عن اضطراره لتركهم مرة أخرى.

بدأ أفوان، الذي يُعرف مثل العديد من الإندونيسيين باسم واحد، مسيرته في الطيران في سلاح الجو قبل أن يصبح طيارا تجاريا عام 1987.

وتقول عائلته وزملاؤه إنه كان مسلما ملتزما، حريصا على مساعدة الناس في حيه الكائن في بلدة جاوة الغربية في مدينة بوغور، وفي محيط العمل.

وتشير صورة ملفه الشخصي على وسائل التواصل الاجتماعي إلى رسم كاريكاتوري لسوبرمان يصلي، وعبارة تقول: "مهما ارتفعت أثناء الطيران، فلن تصل إلى الجنة أبدا إن لم تصلي".

وقال فرزا ماهارديكا: "كان طيبا للغاية، كان يسدي النصيحة الحكيمة. كان شخصية بارزة في الحي الذي يعيش فيه وكان معروفا بلطفه".

وأضاف: "أنا محطم لا أصدق أن ذلك يحدث، دعواتكم لعمي وعائلتنا".

أنغا فرناندا أفريون

أفريدا، والدة أنغا فرناندا أفريون، تحمل صورة ابنها
BBC Indonesia
أفريدا، والدة أنغا فرناندا أفريون، تحمل صورة ابنها

قالت أفريدا لبي بي سي إندونيسيا إنها لا تزال تأمل في أن يكون ابنها أنغا فرناندا أفريون، البالغ من العمر 29 عاما، والذي كان على متن الطائرة، على قيد الحياة.

وأضافت أفريدا التي تعيش في غرب سومطرة: "يبحث أفراد الأسرة الذين يعيشون في جاكرتا عن معلومات. أريد أن أذهب أيضا، لكن في ظل انتشار الوباء يصعب السفر".

رُزق أنغا، الذي يعمل بحارا، بطفله الأول قبل أسبوع، وهو صبي يُدعى ألفانو فايزة ألينغا، وقالت والدته إن أبوته حفزته لكي يعمل بجهد أكبر من أجل توفير حياة كريمة لابنه.

كان أنغا يعمل على سفن شحن كبيرة، وتقول والدته إنه اتصل بها في وقت متأخر يوم الجمعة وقال لها إنه مضطر إلى السفر إلى بونتياناك في اللحظة الأخيرة لأن "سفينته تعطلت ورئيسه أخبره أنه يحتاج إلى حضوره".

كان يضطر أنغا غالبا إلى السفر من أجل العمل عبر الأرخبيل الإندونيسي، وكان يفضل السفر بحرا ونادرا أن يسافر جوا.

وقالت أفريدا إن ابنها كان "طفلا قوي الإرادة، لكنه كان مطيعا للغاية، كان شخصا لطيفا ومهذبا ويستطيع التعامل جيدا مع أي شخص".

وأضافت بصوت هاديء وهي تحمل صورة لأنغا يرتدي فيها زيه العسكري: "إن كان قد رحل، فغاية ما أرجوه هو أن أتمكن من إعادته إلى المنزل ودفنه بطريقة مناسبة".

إحسان عدلان حكيم وبوتري وحيوني

كان على متن الطائرة أيضا زوجان حديثا الزواج هما إحسان عدلان حكيم وبوتري وحيوني.

وقال أروين عمرو حكيم، شقيق إحسان الأصغر، لموقع "كومباس" الإخباري إن شقيقه اتصل من مطار سوكارنو هاتا لإخبار الأسرة بأن الرحلة تأخرت نظرا لسوء الأحوال الجوية.

كان الزوجان مسافران إلى كاليمانتان لإقامة حفل زفاف تحضره بقية عائلة إحسان التي تعيش في بونتياناك.

وقال أروين: "كانت الخطة تتضمن إقامة الحفل يوم السبت المقبل"، لكن الآن جميع أفراد الأسرة يصلون.

إنداه حليمة بوتري ومحمد رزقي وحيودي وطفلهما

أصيبت يوسريلانيتا بحالة إغماء فور سماعها نبأ تحطم طائرة رحلة سريويجايا، إس جيه 182، التي كانت على متنها ابنتها إنداه حليمة بوتري، وزوج ابنتها محمد رزقي وحيودي وطفلهما.

كانت إنداه قد وضعت طفلها في منزل عائلتها في جاوة، والآن تسافر مع زوجها إلى منزلهما في بونتياناك.

تقول وسائل إعلام محلية إن إنداه أرسلت، قبل إقلاع الرحلة، صورة لجناح الطائرة عبر تطبيق واتساب تظهر وجود أمطار غزيرة وتطلب من الأسرة الدعاء.

وكانت السلطات قد أنشأت مركزا خاصا في مطار بونتياناك سوباديو في إندونيسيا لأخذ عينات الحمض النووي من أفراد الأسرة المقربين للضحايا على متن الطائرة للمساعدة في تحديد الهوية.

وقال ياني بيرمانا، مساعد مفوض الشرطة: "نشرنا 51 فردا ليكونوا على أهبة الاستعداد في الموقع للتعاون مع أفراد من فريق تحديد هوية ضحايا الكوارث لجمع العينات".

ومن المتوقع أن تستغرق العملية يومين إضافيين على الأقل، حيث يستلزم سفر بعض العائلات إلى المركز.