إيلاف من لندن: يبحث وزير الدفاع التركي خلوصي آكار في بغداد التي وصلها الاثنين مع كبار المسؤولين العراقيين أمن الحدود العراقية التركية المشتركة وتعزيز التعاون العسكري والعمليات المسلحة لحزب العمال التركي الكردستاني في شمال العراق.

ومن المنتظر ان يبحث آكار رفقة رئيس الأركان يشار غولر مع الرئيس العراقي برهم صالح ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ووزير الدفاع جمعة عناد في وقت لاحق اليوم جهود البلدين لتأمين حدودهما المشتركة البالغ طولها 331 كيلومترا ومواجهة الارهاب، اضافة الى العمليات المسلحة التي يشنها حزب العمال التركي الكردستاني ضد اهداف تركية انطلاقا من الاراضي العراقة ومواجهة القوات التركية له عسكريا من خلال الغارات الجوية والقصف المدفعي حيث عادة ما توقع هذه المواجهات خسائر بين المدنيين العراقيين وممتلكاتهم ومزارعهم هناك.

مباحثات في أربيل
وفي اربيل سيبحث وزير الدفاع التركي مع رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني ورئيس وزراء الإقليم مسرور بارزاني الوجود العسكري لحزب العمال الانفصالي وقواعده في الاقليم وسبل مواجهة عملياته التي تنطلق من هناك ضد اهداف داخل الاراضي التركية.
وكانت السلطات العراقية قد الغت زيارة مقررة للوزير التركي الى بغداد في 12 اغسطس 2020 احتجاجا على مقتل ضابطين عراقيين في هجوم تركي بطائرة مسيرة في منطقة سيدكان في أربيل شمال العراق.

واطلقت تركيا في يونيو من العام الماضي عملية مخلب النمر العسكرية في إقليم كردستان ضد قواعد ومسلحي حزب العمال هناك ما فجر اتهامات عراقية تركيا وتوجيه مذكرات احتجاج رسمية شديدة اللهجة ضد العمليات العسكرية التركية في شمال العراق.

وقام وزير الدفاع العراقي جمعة عناد بزيارة رسمية إلى تركيا مطلع الشهر الحالي حيث اجرى مباحثات عسكرية مع نظيره التركي خلوصي آكار تناولت التعاون العسكري بين البلدين وتأمين الحدود المشتركة بين بلديهما.

واتفق رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان خلال زيارته الى انقرة في 17 من الشهر الماضي على خطط لمواجهة ارهاب حزب العمال الكردستاني. وقال اردوغان خلال مؤتمر صحافي مع الكاظمي إن تركيا تقف الى جانب العراق في مواجهة التنظيمات الارهابية مثل داعش وحزب العمال اللذين لن يكون لهما مكان في المنطقة بعد ان اظهرا وجههما الوحشي البشع . وشدد على انه لايمكن تحقيق الاستقرار في المنطقة بوجودهما .. مؤكدا دعم تركيا للعراق في مواجهة التنظيمات الارهابية والقضاء عليها واجتثاثها من جذورها.

ومن جهته، اوضح الكاظمي ان بلاده قد اتخذت اجراءات حاسمة لتحقيق استقرار المناطق الحدودية لمنع عمليات حزب العمال المسلحة ضد تركيا، مشددا على رفض استخدام اراضي بلاده في اي تهديدات ضد دول الجوار ومنها تركيا.

وكان السفير التركي في العراق فاتح يلمز قد كشف مؤخرا عن ارتفاع حجم التبادل التجاري بين تركيا والعراق إلى 15.8 مليار دولار في 2019 من 13 مليار دولار عام 2018، مشيرا إلى أن البلدين يهدفان إلى رفع حجمهما إلى 20 مليار دولار سنويا والذي يجري معظمه من خلال معبرين حدودين يقعان في محافظة دهوك بإقليم كردستان وهما إبراهيم الخليل - فيشخابوروسرزيرة -أوزوملو.

وسبق للعراق وتركيا ان شكلا عام 2008 مجلسا للتعاون الاستراتيجي بينهما، وفي عام 2009 تم توقيع 48 اتفاقية في مجالات الأمن والطاقة ومختلف الجوانب الاقتصادية، اذ يساهم العراق في مد تركيا باحتياجاتها من النفط بنحو 15% من إجمالي احتياجاتها منه.

وكان حزب العمال الكردستاني التركي المصنف في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية قد رفع السلاح في وجه الدولة عام 1984، ما أسفر عن مقتل أكثر من 40 ألف شخص في الصراع الذي يتركز في مناطق جنوب شرق تركيا المحاذية للاراضي العراقية.