تراجع الاتحاد الأوروبي عن قراره بالإلغاء المؤقت لجزء من صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وسط خلاف مستمر بشأن إمدادات لقاح كوفيد - 19.

وقالت مفوضية الاتحاد الأوروبي في بيان إنها ستضمن عدم تأثر بروتوكول أيرلندا الشمالية.

وكان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون قد دعا الاتحاد إلى "توضيح نواياه بشكل عاجل" بشأن هذه الخطوة.

وكان الاتحاد الأوروبي قد قال إنه سيفرض بندا لفرض ضوابط على تصدير اللقاحات إلى أيرلندا الشمالية.

وبموجب اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، يجب تصدير جميع المنتجات من الكتلة إلى أيرلندا الشمالية من دون ضوابط.

و استند الاتحاد الأوروبي إلى المادة 16 من بروتوكول أيرلندا الشمالية في محاولة لمنع المنطقة من أن تصبح بابا خلفيا للقاحات الاتحاد الأوروبي، ليتم إرسالها إلى بريطانيا على نطاق واسع.

ودافع الاتحاد الأوروبي في السابق عن هذه الخطوة ووصفها بأنها "مبررة" لتجنب المشاكل الناجمة عن نقص الإمدادات.

وذكرت المفوضية الأوروبية أن "هذا مبرر كإجراء وقائي وفقا للمادة 16 من ذلك البروتوكول، من أجل تجنب الصعوبات المجتمعية الخطيرة بسبب نقص الإمدادات التي تهدد بعرقلة التنفيذ المنظم لحملات التطعيم في الدول الأعضاء".

ولم يكن يعتقد أن هذه الخطوة ستضر بشكل مباشر بأيرلندا الشمالية، التي تحصل على إمدادات اللقاح من خلال نظام المشتريات في بريطانيا.

وتعرضت تصرفات الاتحاد الأوروبي لانتقادات من قبل مجموعة من السياسيين، فيما وصفت وزيرة أيرلندا الشمالية الأولى أرلين فورستر ذلك بأنه "عمل عدائي لا يصدق" يضع "حدودا مادية" بين أيرلندا الشمالية وجمهورية أيرلندا.

وقال الوزير مايكل غوف نظيره في اللجنة المشتركة بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، ماروس سيفكوفيتش في وقت سابق، إن بريطانيا قلقة من "عدم وجود إخطار من الاتحاد الأوروبي بشأن إجراءاته فيما يتعلق ببروتوكول أيرلندا الشمالية"، وحذّر من أن بريطانيا "سوف تفكر مليا في الخطوات التالية".

وفي مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الأيرلندي ميشال مارتن، مساء الجمعة، أوضح جونسون "مخاوفه" بشأن هذه الخطوة و"ما قد تعنيه هذه الإجراءات للطائفتين في أيرلندا الشمالية"، وفقا لمتحدث باسم مجلس الوزراء البريطاني.

ويقال أيضا إن رئيس الوزراء قد "شدد على التزام بريطانيا الدائم" باتفاقية الجمعة العظيمة، ودعا الاتحاد الأوروبي إلى "توضيح نواياه بشكل عاجل والخطوات التي يخطط لاتخاذها لضمان الوفاء الكامل بالتزاماته فيما يتعلق بأيرلندا الشمالية".

وفي بيان صدر مساء الجمعة، قال متحدث باسم مجلس الوزراء إن جونسون تحدث إلى رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، وأعرب عن "مخاوفه البالغة" بشأن "التأثير المحتمل" لإجراءات الاتحاد الأوروبي على صادرات اللقاحات.

هذا هو أحدث تطور في نزاع عميق حول التزامات تسليم شركة اللقاحات أسترازينيكا إلى الاتحاد الأوروبي.

ووافق الاتحاد على شراء ما يصل إلى 400 مليون جرعة من لقاح أسترازينيكا العام الماضي، ويوم الجمعة وافق منظم الأدوية في الاتحاد الأوروبي على استخدام اللقاح لجميع البالغين.

لكن الشركة قالت إنه بسبب مشاكل في أحد مصانعها في الاتحاد الأوروبي، ستنخفض الإمدادات بنحو 60٪ في الربع الأول من عام 2021.

وفي مقابلة مع التايمز، قال ميشيل بارنييه، الذي كان كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي بشأن خروج بريطانيا، إنه يدعو إلى "التعاون" بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا بشأن إمدادات اللقاح في جميع أنحاء أوروبا.

وقال إن العالم يواجه "أزمة خطيرة بشكل غير عادي"، وإنه يجب مواجهتها "بالمسؤولية" بدلا من "الأحادية أو المنافسة غير الصحية".

وأضاف "أوصي بالحفاظ على روح التعاون بيننا".