حراس أمن صينيون
Reuters
اتخذت السلطات الأمنية الصينية إجراءات لمنع وصول الصحفيين

زار مفتشون تابعون لمنظمة الصحة العالمية يوم الأربعاء مختبرا في مدينة ووهان الصينية على ضوء نظرية مثيرة للجدل تقول إن المختبر قد يكون مصدر نشوء فيروس كورونا.

ويعد التفتيش على معهد ووهان لعلوم الفيروسات، الذي يجري أبحاثا بشأن أخطر الأمراض في العالم، واحدا من أبرز المحطات التي تخضع للمراقبة خلال تحقيق الفريق في أصل جائحة كوفيد -19.

وتهدف مهمة الفريق الحساسة، التي أرجأتها الصين طوال العام الأول من الأزمة الصحية التي اجتاحت العالم، إلى اكتشاف كيفية انتقال الفيروس من حيوان إلى إنسان.

لكن تظل هناك أسئلة بشأن ما يمكن أن يصل إليه الخبراء من نتائج بعد مرور الكثير من الوقت.

وشوهدت صباح يوم الأربعاء قافلة من السيارات تسير بمحاذاة الأمن لتدخل إلى معهد للفيروسات.

وقال بيتر داسزاك، عضو فريق منظمة الصحة العالمية، للصحفيين إن الفريق "يتطلع إلى يوم مثمر للغاية، ويطرح جميع الأسئلة التي نعلم ضرورة طرحها".

ويعتقد معظم العلماء أن كوفيد-19، الذي ظهر لأول مرة في مدينة ووهان وتفشى حتى تسبب في وفاة ما يربو على مليوني شخص في شتى أرجاء العالم، نشأ في الخفافيش وربما انتقل إلى البشر عن طريق حيوان ثديي آخر، بيد أنه لا توجد إجابة محددة حتى الآن.

معهد الفيروسات في ووهان
Getty Images
يضم هذا المعهد المختبر الذي حمله ترامب مسؤولية انتشار فيروس كورونا

وظل خبراء منظمة الصحة العالمية داخل المعهد لما يقرب من أربع ساعات، قبل خروجهم بسيارتهم بعيدا دون توقف للتحدث إلى وسائل الإعلام التي كانت تنتظرهم بالخارج.

واصطف رجال شرطة يرتدون الزي الأسود وأقنعة لفصل جموع الصحفيين عن السيارات.

وقالت صحيفة "غلوبال تايمز"، التي تديرها الدولة، إن الفريق زار أيضا مختبر"بي 4"، أول مختبر في قارة آسيا يتمتع بأقصى درجات الأمان ومجهز للتعامل مع مسببات الأمراض من الفئة 4 مثل إيبولا.

وتحدثت تكهنات في وقت مبكر من انتشار الوباء عن احتمال أن يكون الفيروس قد تسرب عن طريق الخطأ من مختبر السلامة الحيوية في ووهان، على الرغم من عدم وجود دليل يدعم هذه النظرية.

نظريات المختبر

استغل الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، وأنصاره تلك الشائعات وبالغوا في ترويج نظريات مؤامرة مفادها أن الصين تعمدت تسريب الفيروس.

وأصر وزير خارجية ترامب، مايك بومبيو، العام الماضي على وجود "دليل مهم" يشير إلى أن الفيروس خرج من المختبر، ولم يقدم أي دليل وأقر بعدم وجود يقين.

مسؤولون في سوق ووهان للحيوانات
Getty Images
مسؤولون في سوق ووهان للحيوانات

وتعرضت الصين لانتقادات في الداخل والخارج للتقليل من شأن التفشي الأولي للفيروس وإخفاء المعلومات عندما ظهرت لأول مرة في ووهان في ديسمبر/كانون الأول عام 2019.

بيد أن داسزاك قال للصحفيين يوم الثلاثاء إن المهمة تسير "بشكل جيد للغاية" حيث زارت المجموعة مركزا لمكافحة أمراض الحيوانات.

وتركز الصين أيضا على تعافيها من تفشي المرض، واضطلع فريق منظمة الصحة العالمية بجولة في معرض دعائي يحتفل بتعافي الصين من الوباء في ووهان يوم السبت.

كما زار الفريق يوم الأحد السوق التي شهدت ظهور واحدة من أولى حالات الإصابة المبلغ عنها منذ أكثر من عام، والتي وصفها داسزاك في تغريدة بأنها كانت محطة "حرجة".

وتشمل المحطات الأخرى المستشفى الذي عولج فيه بعض الحالات الأولى من فيروس كورونا.

العالمة شي تشينغ لي
EPA
العالمة شي تشينغ لي داخل المختبر

وكانت شي تشينغ لي واحدة من الخبراء الصينيين البارزين في فيروسات الخفافيش ونائبة مدير مختبر ووهان، قد أثارت بعض الدهشة خلال مقابلة مع مجلة "ساينتفك أمريكان"، المعنية بالشؤون العلمية في يونيو/حزيران عام 2020، قالت فيها إنها كانت قلقة في البداية بشأن ما إذا كان الفيروس قد تسرب من المختبر.

بيد أن اختبارات لاحقة كشفت عن عدم تطابق أي تسلسل جيني للفيروسات الموجودة في المختبر، كما قالت شي.

وأضافت في وقت لاحق بأنها "ستراهن بحياتها على أن (فيروس كورونا الجديد) لا علاقة له بالمختبر"، وفقا لوسائل الإعلام الحكومية الصينية.