كيتو: يتوجه الإكوادوريون الأحد الى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في انتخابات عامة يتنافس فيها اليمين واليسار، في أجواء يطغى عليها بشكل واضح غياب الرئيس السابق رافائيل كوريا الذي يعد من أهم الشخصيات الاشتراكية في أميركا اللاتينية والمدان بالفساد.

وفي سياق الأزمة الاقتصادية التي تفاقمت بسبب الوباء، دعي 13,1 مليون ناخب إلى اختيار رئيس خلفا للينين مورينو الذي لا يتمتع بشعبية وتنتهي ولايته التي تمتد أربع سنوات في 24 أيار/مايو. ولم يترشح لولاية جديدة.

وتظهر استطلاعات الرأي أن الاقتصادي اليساري أندريس أراوز والمحافظ غييرمو لاسو يتصدران قائمة المرشحين الذين يبلغ عددهم 16، بينما يحتل المدافع عن حقوق السكان الأصليين ياكو بيريز المركز الثالث لكن بفارق كبير عنهما.

وبعد الحملات الانتخابية التي انتهت الخميس، يجري التصويت لانتخاب الرئيس و137 عضوا في البرلمان المؤلف من مجلس واحد في الوقت الذي تكافح فيه أميركا اللاتينية موجة ثانية قاسية من جائحة كوفيد-19 أدت إلى تفاقم الوضع الاقتصادي المتدهور في البلاد.

ويمثل أراوز الذي احتفل السبت بعيد ميلاده السادس والثلاثين، ائتلاف اتحاد الأمل للأحزاب اليسارية، في حين ينتمي رجل الأعمال لاسو (65 عاما) الى حركة "خلق الفرص" (كريو) اليمينية.

وأراوز هو أحد مناصري الرئيس الاشتراكي رافائيل كوريا الذي حكم لولايتين ولا يزال يمثل قوة سياسية في البلاد على الرغم من إدانته بالفساد التي أحبطت آماله في خوض الانتخابات نائبا لأراوز.

ووعد أراوز بإعادة البلاد الى المسار الاشتراكي بعد ابتعاد عن هذا الخط دام أربع سنوات في عهد الرئيس لينين مورينو. كما تعهد بتوزيع ألف دولار على مليون عائلة خلال العام الأول له في الحكم، إضافة الى فرض ضريبة على الأثرياء.

أما لاسو المدافع عن الاقتصاد الحر والذي يخوض الانتخابات للمرة الثالثة فقد تعهد في حال فوزه بخلق مليون وظيفة في غضون عام.

ويرجح أن يلتزم لاسو بسياسة التقشف التي اتبعها مورينو الذي لجأ الى صندوق النقد الدولي لدعم الاقتصاد المتعثر والقائم على الدولار في الدولة المنتجة للنفط.

تعاني الاكوادور من دين ثقيل مع نفاد الأرباح التي حققتها البلاد من ارتفاع اسعار النفط خلال ولاية الرئيس السابق كوريا واستمرار هبوطها.

وارتفع الدين العام من 26 بالمئة إلى 44 بالمئة من إجمالي الناتج المحلي خلال ولاية مورينو.

كما ضاعف فيروس كورونا الضغوط وكبدت البلاد خسائر بلغت 6,4 مليارات دولار بشكل مباشر بسبب الأزمة الصحية، وفق بيانات الحكومة.

ومن المتوقع أن يسجل الاقتصاد الاكوادوري انكماشا نسبته 8,9 بالمئة، في حين وصل معدل البطالة الى 8,6 بالمئة في ايلول/سبتمبر الماضي، مرتفعا أكثر من الضعف خلال تسعة أشهر.

وتشير استطلاعات الرأي إلى أن الدورة الأولى من الاقتراع الرئاسي لن تكون حاسمة.

ويفترض أن يحصل المرشح ليفوز من الدورة الأولى على نصف أصوات المقترعين زائد واحد، أو 40 بالمئة على الأقل من الأصوات مع التقدم بعشر نقاط مئوية على أقرب منافسيه.

ومن المقرر أن تجري الدورة الثانية للانتخابات في 11 نيسان/ابريل.

وحصد بيريز المرشح الأول من السكان الاصليين خلال 15 عاما، 12 بالمئة من الأصوات في استطلاعات الراي، بينما حصلجميع المتنافسين الآخرين على أقل من أربعة بالمئة، وبينهم المرأة الوحيدة في السباق الرئاسي خيمينا بينا.

وقرر مسؤولو الانتخابات عدم الغاء الاقتراع على الرغم من انتشار جائحة كوفيد-19 التي أودت حتى الآن بحياة 15 ألف شخص في الاكوادور.

وتشير الاستطلاعات إلى أن العديد من الناخبين قد لا يشاركون بسبب الخوف من الإصابة بالفيروس.