تل أبيب: حذّرت الاستخبارات الإسرائيلية بأن إيران تعتزم استغلال "أذرعها" في الشرق الأوسط لا بل الإعداد لهجمات "ضد أهداف غربية" لكي تكون في موقع قوة في مواجهة إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن وذلك بهدف إعادة التفاوض بشأن الاتفاق النووي.
ولم تخفِ إسرائيل يوما معارضتها للاتفاق المبرم في العام 2015 بين طهران والدول الكبرى، وقد دعمت حملة "الضغوط القصوى" التي أطلقها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب على طهران بعدما أعلن في العام 2018 انسحاب بلاده من الاتفاق النووي وإعادة فرض عقوبات على الجمهورية الإسلامية.
وتعهّد الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن إعادة بلاده إلى الاتفاق شرط عودة إيران المسبقة للالتزام بكافة مندرجاته.
واعتبر رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي أن العودة للاتفاق النووي ستكون "أمرا سيئا"، معلنا أن بلاده تعمل على إعداد "خطط جديدة" للتصدي لإيران.
ضربات قاسية
في تل أبيب، مقر قيادة الجيش الإسرائيلي، يعتبر مسؤولون في الاستخبارات العسكرية أن إيران تريد التفاوض لإدخال تعديلات على الاتفاق النووي قبل العودة للتقيد بمندرجاته، وأنها تستغل قدرات "أذرعها" على غرار حزب الله في لبنان والمقاتلين في سوريا اضافة الى حلفائها في العراق واليمن وغزة للضغط على واشنطن.
ويرى هؤلاء أن الجمهورية الإسلامية عازمة على الانتقام بعدما تلقّت ضربات قاسية في العام 2020: اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني في بغداد بضربة نفّذتها طائرة أميركية مسيّرة في يناير، كما اغتيال العالم النووي محسن فخري زاده في أواخر نوفمبر قرب طهران في عملية معقّدة اتّهمت إيران إسرائيل بتدبيرها.
ومنذ اغتيال سليماني قاومت إيران اقتصاديا بالتفافها على العقوبات الأميركية وبتعزيز قدرات "أذرعها"، وفق تقرير للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية اطّلعت وكالة فرانس برس على خلاصته.
واعتبر التقرير أن حزب الله، حليف طهران، قد يسعى لرفع منسوب التوتر عند الحدود اللبنانية-الإسرائيلية بشن ضربات ضد طائرات مسيّرة إسرائيلية أو عبر اشتباكات، لإعادة ضبط موازين القوى من دون إشعال حرب.
لكن التقرير الإسرائيلي يحذّر من تزايد احتمالات حصول تصعيد خارج عن إرادة إسرائيل إذا ما أخطأت حسابات حزب الله بشأن الرد الإسرائيلي.
واعتبر قائد بارز في الجيش الإسرائيلي طلب عدم كشف هويته أنه في الوقت الراهن "يعاني المحور الشيعي +عجزا في قدرات الردع+ في مواجهة إسرائيل ويريد التحرّك (لاستعادة هذه القدرات) ما من شأنه أن يقوّض الاستقرار" عند الحدود الشمالية.
وفي سوريا، ينتشر 25 ألف مقاتل بين سوريين وأفغان موالين لطهران، ومئات العناصر الإيرانيين، تمدّهم طهران بصواريخ كروز، وبطائرات مسيّرة، وبأنظمة دفاعية مضادة للطائرات وبأجهزة رادار، وفق الاستخبارات الإسرائيلية.
أذرع فاعلة
في أنحاء أخرى من المنطقة، تشكّل "أذرع" طهران "في العراق واليمن خيارات أقل كلفة، وفاعلة ويمكن لإيران التنصّل من مسؤوليتها عنها لشن هجمات من دون المخاطرة بإشعال حرب"، وفق القائد العسكري الإسرائيلي، مشيرا خصوصا إلى المتمردين الحوثيين في اليمن الذين تنفي إيران تسليحهم.
ويعتبر أنه "يمكن أن تعمد إيران في العام المقبل إلى استئناف هجماتها ضد أهداف غربية في مختلف أنحاء العالم، وأن تبقي في الوقت نفسه الغموض قائما" حول تورّطها، من دون أن يقيم القائد العسكري صلة في الوقت الراهن بين هذه الفرضية والانفجار الذي وقع مؤخرا أمام السفارة الإسرائيلية في الهند.
واعتبر أن اتفاقات التطبيع التي وقّعتها إسرائيل مؤخرا مع دول عربية، خصوصا الإمارات، توجد "توازنا في مقابل المحور الشيعي"، وتشكل وسيلة مهمة "لزيادة الضغوط على إيران".
في موازاة ذلك، يحذّر التقرير من تنامي القدرات العلمية لإيران التي أعلنت في يناير أنها توصّلت لإنتاج يورانيوم مخصب بنسبة 20 بالمئة في منشأة فوردو المقامة تحت الأرض.
واعتبر القائد العسكري أنه "على الرغم من أن الاتفاقات قادرة على منع زيادة مخزون الوقود النووي، إلا أن بعض مشاريع الأبحاث والتطوير لا رجعة فيها".
التعليقات