كابول: حذّرت حركة طالبان السبت حلف شمال الأطلسي (ناتو) من السعي إلى "استمرار الحرب"، فيما يدرس الحلف انسحابًا مخططًا له من أفغانستان.

ومن المقرر أن يناقش وزراء دفاع التحالف مصير بقاء مهمة الناتو التي يبلغ عديدها 10 آلاف فرد خلال اجتماع عبر الفيديو في 17 شباط/فبراير، فيما يتواصل عنف الحركة الإسلامية المسلحة.

وقالت طالبان في بيان "رسالتنا للاجتماع الوزاري المقبل للناتو هي أن استمرار الاحتلال والحرب ليس في مصلحتكم ولا في مصلحة شعوبكم وشعبنا".

وتابعت "كل من يسعى لتمديد الحروب والاحتلال سيكون مسؤولا عنها تماما كما في العقدين الماضيين".

والعام الماضي، أبرمت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب اتفاقًا مع طالبان وافقت الولايات المتحدة بموجبه على مغادرة القوات الأجنبية أفغانستان بحلول أيار/مايو 2021 إذا انخفض العنف وتقدمت محادثات السلام مع حكومة كابول.

وأعلنت إدارة الرئيس الجديد جو بايدن أنّها تراجع الاتفاق، لكن البنتاغون اتهم الجماعة الأفغانية المتمردة بعدم الوفاء بالوعود التي قطعتها.

واتهمت حركة طالبان بدورها الولايات المتحدة بانتهاك اتفاق السلام وأصرت على أنها ستواصل "القتال والجهاد" إذا لم تغادر القوات الأجنبية بحلول أيار/مايو.

خفض الرئيس السابق دونالد ترامب قبيل انتهاء ولايته عديد القوات الأميركية في أفغانستان إلى 2500 فقط، وهو أدنى مستوى منذ بداية الحرب في عام 2001.

وأصر الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ مرارًا على أن أعضاء الناتو يجب أن يقرروا "معًا" مستقبل مهمتهم، معربا عن أمله أن ينسق بايدن بشكل أوثق مع حلفاء واشنطن.

وقال "إذا قررنا الرحيل فإننا نجازف بتعريض عملية السلام للخطر ونخاطر بفقدان المكاسب التي حققناها في الحرب ضد الإرهاب الدولي على مدى السنوات الماضية".

لكنّه تدارك "إذا قررنا البقاء فإننا نخاطر بالاستمرار في عملية عسكرية صعبة في أفغانستان ونخاطر بتزايد العنف ضد قوات الناتو أيضا".

من جهتها، اعلنت ألمانيا السبت أنها تعتزم تمديد مهمتها العسكرية في أفغانستان حيث تشكّل قواتها ثاني أكبر قوة بعد الولايات المتحدة.

وبرر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس في مقابلة مع صحف تابعة لمجموعة "فونكي" هذا التمديد بالقول إن "مفاوضات السلام (بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان) لن تُختتم قبل نهاية آذار/مارس"، وهو موعد انتهاء التفويض السنوي للقوات الألمانية.

وأضاف الوزير "لذلك ينبغي علينا الاستعداد لسيناريوهات مختلفة بينها تفويض جديد من جانب البوندستاغ"، مجلس النواب الألماني.

والسبت، قالت حركة طالبان إنها "ملتزمة بشكل جدي" الاتفاق الأميركي، معلنة أنها "خفضت بشكل كبير مستوى العمليات".

وشنّ المتمردون سلسلة من الهجمات التي هددت على الأقل عاصمتين إقليميتين استراتيجيتين في جنوب أفغانستان خلال الأشهر الأخيرة.

كما ألقت الولايات المتحدة والحكومة الأفغانية باللوم عليهم في موجة الاغتيالات التي استهدفت صحافيين وسياسيين وقضاة ونشطاء.