تشتكي امرأة مريضة بسرطان الدماغ في بريطانيا من أن قواعد السفر المفروضة لمواجهة انتشار فيروس كورونا أدت لإضافة عبء مالي كبير على تكاليف علاجها في ألمانيا.

واكتشفت ناتالي بول إصابتها بسرطان الدماغ في عام 2017. وبعد فشل العلاج الكيمياوي، بدأت ناتالي برنامجا علاجيا في كولونيا بألمانيا.

لكنها تواجه تكاليف باهظة بسبب القواعد الجديدة المتعلقة بفيروس كورونا وكذلك خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (البركسيت).

وتقول الحكومة البريطانية إنها تبحث إقرار إعفاءات طبية من قواعد السفر الخاصة بفيروس كورونا.

وتُلزم القواعد الجديدة، التي فرضت الأسبوع المنصرم، المسافرين بإجراء اختبار فيروس كورونا قبل مغادرة بريطانيا، وكذلك في اليومين الثاني والثامن من فترة الحجر الصحي بعد عودتهم. ويتحمل الأفراد تكلفة هذه الاختبارات.

ولأن الحالة الصحية لناتالي (30 عاما) لا تسمح لها بالسفر بمفردها، يسافر معها والداها.

وتتوقع ناتالي أن تصل تكلفة الاختبارات لهم جميعا إلى 1800 جنيه إسترليني في كل رحلة، بالإضافة إلى تكاليف السفر وكذلك العلاج الذي تتلقاه في ألمانيا.

وتتلقى ناتالي علاجا بتقنية لقاح الخلايا ذات الزوائد أو الخلايا التغصنية.

وتساعد الخلايا المتغصنة الجهاز المناعي على التعرف على الخلايا الغريبة ومهاجمتها، وعندما تنمو هذه الخلايا المتغصنة إلى جانب خلايا سرطانية في المختبر، يمكن استخدامها فيما بعد لتحفيز جهاز المناعة لمهاجمة السرطان، بحسب هيئة أبحاث السرطان في بريطانيا.

ولا تزال هذه الأبحاث في مرحلة مبكرة، وبالتالي فإن هذه التقنية غير متاحة في بريطانيا.

وتتكلف جلسة العلاج الواحدة حوالي 56 ألف جنيه إسترليني، تتحملها ناتالي.

وأنشأت ناتالي صفحة لطلب المساعدة المالية بعنوان GoFundMe، ولكن ليس لديها فكرة عن عدد جلسات العلاج التي ستحتاجها.

وقالت والدتها ليز بول: "التكاليف الإضافية التي نواجهها الآن ستقضي على الأموال التي نريد جمعها للعلاج، وهو أمر سخيف".

وتواجه الأسرة أيضا تكاليف إضافية متعلقة بالبركسيت، مثل التصريحات المطلوبة حتى يتمكنوا من القيادة في أوروبا.

وقالت والدة ناتالي: "لم يكن بإمكاننا حقا اختيار وقت أسوأ للذهاب إلى ألمانيا من أجل هذا العلاج، لكننا لا نملك رفاهية الانتظار".

وأضافت: "علينا أن نبدأ في ذلك الآن بينما ناتالي مازالت في حالة ملائمة لتلقي العلاج".

وأدى هذا الوضع إلى مطالبة "المؤسسة الخيرية لأورام الدماغ" في بريطانيا الحكومة بتحمل تكاليف اختبارات فيروس كورونا على الأقل.

وقالت سارة ليندسيل، الرئيسة التنفيذية للمؤسسة الخيرية: "مطمئنون لسماع أن الناس سيحصلون على إعفاء طبي".

"ولكن في الواقع، إذا كان الناس يدفعون تكاليف علاجهم، فمن المؤكد أن هيئة الرعاية الصحية يجب أن تدفع تكاليف اختباراتهم".