تلقت "فتح" رسالة من "حماس" تؤكد فيها أنها ملتزمة حل الدولتين واقامة دولة فلسطينية في حدود عام 1967، وأنها ستكون حركة مقاومة شعبية غير مسلحة. فهل تخلت حماس عن المقاومة العسكرية؟

إيلاف من غزة: قال مصدر فلسطيني كبير لـ"إيلاف" إن حركة فتح تلقت رسالة من حماس تؤكد فيها أنها ملتزمة حل الدولتين واقامة دولة فلسطينية في حدود عام 1967، وأنها ستكون حركة مقاومة شعبية غير مسلحة.

اضاف المصدر ردًا على سؤال اذا كانت حماس ستنزع أسلحتها وصواريخها من غزة: "هذا الأمر متروك إلى ما بعد الانتخابات البرلمانية والرئاسية وللمجلس الوطني"، معربًا عن اعتقاده أن صواريخ حماس سيصيبها الصدأ لأن مدة صلاحيتها تنتهي قريبًا، خصوصًا انها مصنعة محليًا وبمواد كيماوية صلاحيتها محدودة.

مناقشات ومداولات ومعارضة

يذكر أن صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، كان قد سلم رسالة إلى جبريل الرجوب، امين سر حركة فتح، خلال مفاوضات المصالحة الفلسطينية.

وعلمت "إيلاف" أنه تم الاتفاق في قيادة حماس بشأن الرسالة بعد مناقشات ومداولات ومعارضة يحيى السنوار، رئيس حماس في غزة، والذي أراد أن يكون له الرأي والقرار في موضوع سلاح حماس بصفته مسؤولًا عن الجناح العسكري لحماس في غزة والخارج.

هذا وكانت السلطة الفلسطينية قالت للإدارة الاميركية باسم الفصائل الفلسطينية التابعة لمنظمة التحرير وفصائل أخرى إنها ملتزمة حل الدولتين والمقاومة الشعبية غير المسلحة، ومستعدة للتفاوض مع إسرائيل على دولة فلسطينية بحدود عام 1967، وفق القرارات الدولية والمبادرة العربية.

إنجاز أبو مازن

تفيد معلومات "إيلاف" أن رسالة حماس إلى حركة فتح بهذا الخصوص تم تقديمها للإدارة الأميركية على أنها انجاز للرئيس الفلسطيني محمود عباس "ابو مازن" في ترويض حماس، الأمر الذي لم تستطع اسرائيل فعله في عملياتها العسكرية المتكررة على قطاع غزة.

إلى ذلك، أفادت مصادر في البيت الابيض أن الإدارة الأميركية الجديدة تنظر بعين الرضا إلى هذه التطورات، إلا أن الحل بين الفلسطينيين واسرائيل لن يكون سهلًا ولا سريعًا.

وكان وزير الخارجية الاميركي أكد لنظيره الاسرائيلي أن الادارة الاميركية ترى أن حل الدولتين هو الافضل من وجهة نظر الادارة الاميركية الجديدة. هذا وكانت حركة الجهاد الاسلامي قد أصدرت بيانًا استنكرت فيه هذا الأمر. وجاء في البيان أن الحركة تستنكر رسالة السلطة الفلسطينية للإدارة الأميركية بشأن التزام بدولة على حدود 1967، مشددةً على أن "لا صلة لنا بما ورد في رسالة السلطة، ولم نخول أحدًا بالتنازل عن أي ذرة من تراب فلسطين".

انتخابات والتزامات

وذكرت الرسالة أن جميع الفصائل الفلسطينية ملتزمة إقامة دولة فلسطينية في حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، والمقاومة الشعبية سلميًا.

وبحسب وسائل إعلام فلسطينية، تمّ إرسال الرسالة من رئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية الفلسطينية حسين الشيخ إلى مسؤول ملف فلسطين وإسرائيل في الخارجية الأميركية هادي عمرو. تطرقت هذه الرسالة إلى الانتخابات الفلسطينية المقبلة والالتزامات التي نصت عليها التعديلات في القانون الأساسي الفلسطيني.

ويقول المحللون الفلسطينيون إن بيان الجهاد الاسلامي موجه لحركة حماس التي وافقت على طرح السلطة الفلسطينية، وكانت وسائل إعلام فلسطينية نشرت فحوى رسالة حسين الشيخ لهادي عمرو.