إيلاف من لندن : كشفت بغداد وواشنطن الاربعاء تفاصيل أول اتصال للرئيس الاميركي جو بايدن مع زعيم عربي، مؤكدتين انه اتفق مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي على محاسبة مطلقي الصواريخ على البعثات الدبلوماسية وأهمية دفع الحوار الاستراتيجي بين بلديهما قدما وتوسيع التعاون الأمني والاقتصادي ومحاربة الارهاب.

وقال المكتب الاعلامي لرئاسة الحكومة العراقية إن الكاظمي تلقى مساء الثلاثاء اتصالا هاتفيا من الرئيس الأميركي جو بايدن جرى خلاله بحث العلاقات الثنائية بين البلدين ومناقشة الأوضاع في العراق والمنطقة، فضلا عن بحث عدد من القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

كما بحث الجانبان تعزيز التعاون المشترك بين بغداد وواشنطن وسبل تطويره في مجالات متعددة، في مقدمتها التعاون الاقتصادي والامني وفي مجال مكافحة الارهاب. واتفق بايدن والكاظمي خلال الاتصال، استئناف الحوار الاستراتيجي بين بلديهما بالشكل الذي يسير بالعلاقة قدما على أساس المصالح المشتركة وتعزيز السيادة الوطنية العراقية.

وأشار البيان العراقي الذي تابعته "إيلاف" الى انه قد تم التأكيد على اهمية حماية البعثات الدبلوماسية في العراق ورفض محاولات زعرعة الامن والاستقرار في العراق والمنطقة. ومن جانبه، قال البيت الأبيض إن بايدن والكاظمي ناقشا خلال اتصالهما الهاتفي الهجمات الصاروخية الأخيرة على القوات العراقية وقوات التحالف.

وأوضح البيت الأبيض في بيان اطلعت عليه "إيلاف" ان الرئيس بايدن أكد دعم الولايات المتحدة لسيادة العراق واستقلاله وأشاد بقيادة رئيس الوزراء العراقي .. منوها الى انهما ناقشا الهجمات الصاروخية الأخيرة ضد أفراد القوات العراقية وقوات التحالف واتفقا على ضرورة محاسبة المسؤولين عن مثل هذه الهجمات بالكامل".

وأضاف ان بايدن والكاظمي ناقشا أيضا أهمية دفع الحوار الاستراتيجي بين بلديهما قدما وتوسيع التعاون الثنائي في قضايا كبرى أخرى، حيث وافق الرئيس على دوام الاتصال مع رئيس الوزراء خلال الايام والاسابيع المقبلة.

اهتمام الادارة الاميركية الجديدة بالعراق

واعتبرت مصادر عراقية ان اتصال بايدن بالكاظمي كأول زعيم عربي واجراءه لمباحثات معه يؤكدان اهتمام الادارة الأميركية الجديدة بالعراق ومشاركته قضاياه المهمة ووقوفها مع استقراره وامنه ودعم حكومته في جهودها لاصلاح أوضاع البلاد السياسية والأمنية والاقتصادية.

وكان الكاظمي قال مساء الثلاثاء انه اتفق مع بايدن على العمل لدعم الأمن والسلم في المنطقة ومحاربة تنظيم داعش.. وكتب في تغريدة على حسابه بشبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" تابعتها "إيلاف"، انهما قد بحثا تطوير العلاقات الثنائية وتعزيز الشراكة بما يخدم مصلحة البلدين .

وأضاف انه اتفق وبايدن على العمل "لدعم الأمن والسلم في المنطقة واستمرار التعاون في محاربة داعش. كما أكدنا العمل على مواصلة الحوار الاستراتيجي بين بلدينا على أساس السيادة الوطنية العراقية". وترتبط بغداد وواشنطن بعلاقات سياسية وأمنية واقتصادية متميزة وقد استأنفا حوارهما الاستراتيجي بعد تولي الكاظمي رئاسة الحكومة في مايو 2020 .

ويعاني العراق من الآثار الخطيرة للصراع الأميركي الايراني في المنطقة حيث يحاول النأي عن تداعياته من خلال حوارات مع الطرفين والتأكيد على حياد البلاد وعدم رغبتها في تصعيد هذا الصراع او تفجره لحرب مدمرة على أراضيه.
وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد اتهمت مساء الاثنين إيران بالمسؤولية عن الهجمات الصاروخية ضد القوات الأميركية في العراق ومواطني هذا البلد مؤخرا، وقال المتحدث باسمها نيد برايس خلال مؤتمر صحافي في واشنطن إن "الصواريخ التي أطلقت مؤخراً على قوات التحالف ومدنيين عراقيين بما فيها الهجوم الأخير على أربيل كانت من صنع إيران ودعمها". مشددا بالقول "أما في ما يتعلق بردنا فإننا سنرد بطريقة محسوبة بحسب جدولنا الزمني وسنستخدم مجموعة من الأدوات في الوقت والمكان اللذين نختارهما، ولكن ما لن نفعله هو الهجوم والمجازفة بالتصعيد الذي يخدم إيران ويساهم في محاولاتها لزيادة زعزعة استقرار العراق". واضاف "أن أي رد سيكون بالتنسيق مع شركائنا العراقيين والتحالف الدولي".

وعادة ما تستهدف المليشيات العراقية الموالية لايران أهدافا أميركية في العراق تضم خبراء ومستشارين عسكريين اميركيين ضمن قوات التحالف الدولي لدعم العراق ضد الارهاب، حيث كانت الولايات المتحدة قد حذرت السلطات العراقية مؤخرا من انها ستضطر الى اغلاق سفارتها في بغداد في حال استمرت المجاميع المسلحة استهداف مصالحها في العراق وخاصة سفارتها ومواقعها العسكرية.