نافالني عاد إلى روسيا في يناير/كانون الثاني.
Reuters
نافالني عاد إلى روسيا في يناير/كانون الثاني.

جردت منظمة العفو الدولية السياسي الروسي المعارض، أليكسي نافالني، من صفة "سجين رأي"، بعدما وصلتها شكاوى تلقي الضوء على تعليقات معادية للأجانب أدلى بها في الماضي ولم ينبذها.

وقال متحدث باسم المنظمة في موسكو لبي بي سي إنه يعتقد أن موجة الطلبات لتجريد نافالني من صفة "سجين رأي" كانت جزءًا من "حملة منظمة" لتشويه سمعة أكثر منتقدي فلاديمير بوتين صخبا، و"إعاقة" مطالبات منظمة العفو الدولية بالإفراج عنه.

وعند المراجعة، خلصت منظمة العفو الدولية إلى أن التعليقات التي أدلى بها نافالني منذ حوالي 15عاما، ومن ذلك مقطع فيديو يبدو أنه يقارن فيه المهاجرين بالصراصير، تبلغ حد "خطاب الكراهية" الذي يتعارض مع صفة "سجين الرأي".

ويقضي أليكسي نافالني، الذي كاد أن يُقتل في هجوم بمادة سامة العام الماضي، عقوبة بالسجن يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها عقاب على نشاطه المعارض وتحقيقاته الكبيرة في الحياة الفاسدة للأثرياء والأقوياء في روسيا.

وقال المتحدث باسم العفو الدولية، ألكسندر أرتيميف، لبي بي سي: "تلقينا طلبات كثيرة للغاية، ولم نستطع تجاهلها"، موضحا أن الفريق استبعد في البداية تصريحات نافالني السابقة، - التي لم يكررها - بوصفها "غير ذات صلة" في ضوء وضعه الحالي، مضطهدا سياسيا.

ووصلت إلى مكاتب منظمة العفو الدولية في جميع أنحاء العالم، ومن بينها مكتب الأمين العام، شكاوى من "مواطنين قلقين"، كما يقول أرتيميف، في خطوة تبدو منسقة.

وتردد صدى ذلك عبر حسابات على موقع تويتر، مثل قناة آر تي الموالية للكرملين وغيرها.

وأعادت تلك الحسابات نشر فيديوهات نافالني المثيرة للجدل بعد اعتقاله في يناير/كانون الثاني، واصفة إياه بأنه "عنصري واضح".

ومنذ عودة نافالني إلى روسيا في يناير/ كانون الثاني بعد تعافيه من محاولة قتله، دأبت حسابات أخرى باللغة الإنجليزية على تويتر على تبني منشورات لانتقاده بشكل منتظم، ووصفه بأنه "متعصب حقير".

وفي روسيا نفسها، صعدت وسائل الإعلام الحكومية ومسؤولون تصويرهم لنافالني على أنه "عميل للغرب".

وبينما يدعي نافالني أن هذه محاولة فجة لتشويه صورته، فقد أدين أيضا هذا الشهر بالتشهير بأحد أبطال الحرب. وشبّهته التغطية المكثفة لهذه القضية على شاشات التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي بأحد "النازيين الجدد".

ويظهر مقطع فيديو آخر من فترة السنوات العشر الأولى من القرن الحادي والعشرين نافالني وهو يرتدي زي طبيب أسنان، وعرضت فيه صور لعمال مهاجرين، وهو يدعو إلى إزالة "كل ما يزعجنا"، مثل الأسنان الفاسدة.

وأيد شخص واحد فقط من كل خمسة مستمعين في استطلاع عبر الهاتف لمحطة الإذاعة الروسية المستقلة، قرار منظمة العفو الدولية بشطب نافالني من قائمة سجناء الرأي.

أمنستي تقول إنها ستواصل المطالبة بالإفراج عن نافالني.
Getty Images
أمنستي تقول إنها ستواصل المطالبة بالإفراج عن نافالني.

وتقول منظمة العفو الدولية إنها ستواصل الضغط من أجل إطلاق سراح نافالني.

وأوضح ألكسندر أرتيميف من منظمة العفو الدولية أن "نافالني لم يشجب علنا مقاطع الفيديو الخاصة به على يوتيوب، لذا فإن فكرتنا هي أنه متمسك بطريقة ما بما قاله"، وإن كان من الواضح أنه غير مرتاح للقرار وآثاره.

وقال أرتيميف: "لا يصح أن يكون سجين رأي، فهو لا يجب أن يدعو إلى الكراهية أو العنف، أو يستخدم خطاب الكراهية"، مضيفًا أن نيلسون مانديلا تعرض لموقف مماثل في الستينيات، بعد أن دعا إلى استخدام القوة لمواجهة نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.

وفي يناير/كانون الثاني، شجبت منظمة العفو الدولية اعتقال نافالني، ووصفته بأنه "دليل إضافي على أن السلطات الروسية تسعى إلى إسكاته". ودعت إلى إطلاق سراحه الفوري غير المشروط.

وتقول المنظمة إنها ستستمر في تلك الدعوات، و"نفعل كل ما في وسعنا لتحقيق هذا الهدف".