ايلاف من لندن: وجه بابا الفاتيكان فرنسيس من الموصل العراقية الشمالية الاحد نداء عاطفيا الى مسيحييها المهاجرين بالعودة اليها لبناء المستقبل واعادة التعايش واشار الى ان التهجير القسري سبب تناقصا ماساويا باعداد المسيحيين في الموصل والشرق الاوسط مما تسبب في ضرر كبير لايمكن تعويضه واضعف النسيج الديني والمجتمعي.

وفي كلمة للبابا قبل قيادته قداس وصلاة النشوة لضحايا الحرب في حوش البيعة (ساحة الكنيسة) في الموصل فقد دعا مسيحيي المدينة الى العودة اليها من اجل بناء مستقبلها واشار الى ان التهجير القسري سبب تناقصا ماساويا باعداد المسيحيين في الموصل والشرق الاوسط مما تسبب في ضرر كبير لايمكن تعويضه واضعف النسيج الديني والمجتمعي.

وشدد على ان الامل مازال ممكنافي المصالحة والحياة الجديدة ..

واضاف البابا "هنا توجد عواقب الحرب في مهد الحضارات الذي تعرض للاسف لعاصفة غيرانسانية اصابت المسيحيين والمسلمين والايزيديين الذين تاثروا بالارهاب وقُتل وتضرر العديد منهم.

واكد البابا ان الاخوة الانسانية اقوى من اي شئ والرجاء اقوى من الموت والسلام اقوى من الحرب . واشار الى ان الارهاب شوه اسم الرب فلا يجب قتل الانسان باسم الله وشن الحرب باسمه .. وقال "اننا نصلي من اجل السلام والوئام وتجاوز الاختلافات الدينية" واشار الى ان في الموصل رمزان تجعلنا نقترب من الله هما جامع النوري ومنارة الحدباء.

ومن جهته قال كاهن الموصل ومسؤول كنائسها رائد عمانوئيل ان الموصل بدأت تعيد تعايشها الجميل بعد جرائم داعش وطرده للمسيحيين منها.

اما قتيبة الاغا رئيس مجلس اسر وعوائل الموصل فقد اشار الى ان زيارة البابا للموصل تاتي وسط ترسيخ للتعايش بين ابنائها من مختلف الاديان مشددا على ضرورة عودة المهاجرين الى المدينة.

ثم انتقل البابا بسيارة مكشوفة الى كاتدرائية الطاهرة التي دمرها تنظيم داعش حيث اقام فيها صلاة على ضحايا الحرب.

ثم غادر البابا الموصل مدينة قرقوش التي تبعد 30 كيلومترا جنوبها ليزور كنيسة "الحبل بلا دنس" ويلقي خطابا فيها ويلتقي باهلها.

وتعد قرقوش من أقدم المناطق المسيحية وأعرقها في كل الشرق وتتمتع بتاريخ طويل سبق المسيحية ولكن سكانها اليوم يتحدثون لهجة حديثة من الآرامية لغة السيد المسيح وقد لحق بها دمار كبير على يد داعش.

ومن المنتظر ان يقيم البابا القداس المقدس ظهرالاحد في ملعب "فرانسوالحريري" في أربيل ويلقي عظة الأب الأقدس بحضور 10 الاف شخص في الملعب الذي يتسع الى 20 الف شخص وذلك ضمن اجراءات الوقاية من جائحة كورونا .

يشار الى انه منذ الغزو الأميركي للعراق الذي أطاح بنظام صدام حسين في عام 2003 تضاءل عدد المسيحيين في العراق بنسبة 83 في المئة من حوالي 1.5 مليون إلى 400 ألف فقط بالرغم من ان الكنيسة العراقية تعتبر واحدة من أقدم الكنائس في العالم إن لم تكن الأقدم. وقد ادى احتلال تنظيم داعش للموصل في حزيران يونيو عام 2014 إلى نزوح أكثر من 125 ألفا من مسيحيها من أرض أجدادهم التاريخية.

مسعود بارزاني: رسالة نبيلة للتعايش الانساني

وفي وقت سابق الاحد فقد اجتمع البابا في مطار اربيل مع رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني بعد اجتماعه بنجيرفان بارزاني رئيس الاقليم ومسرور بارزاني رئيس الحكومة وذلك بحضور نواب رئيس الحكومة والإقليم والبرلمان.

واعتبر مسعود بارزاني في تغريدة له زيارة البابا إلى العراق وإقليم كردستان "تاريخية وتحمل رسالة نبيلة للتعايش السلمي".. فيما كتب نجيرفان بارزاني في تغريدة مماثلة "يشرفني أن أستقبل البابا فرنسيس في أربيل.. مع بدء الزيارة الرسولية في كردستان نكرر التزامنا الدائم بالسلام والحرية الدينية والأخوة كما نتذكر أبطال البيشمركة وكل من قدم التضحيات المطلقة للدفاع عن السلام والحرية لجميع العراقيين".

وقد اغلقت اربيل الاحد حدودها مع محاظتي نينوى وكركوك وهما خارج حدود الاقليم ضمن إجراءات استقبال البابا ودعت سلطاتها المواطنين في المحافظات العراقية الأخرى إلى تأجيل رحلاتهم إلى أربيل لحين فتح الطرق اذ لن يسمح لأحد بالدخول إلى أربيل خلال فترة الإغلاق.

سهل نينوى .. نزوح مسيحي

وتشير تقارير منظمات مسيحية حول نسبة وأرقام العائدين إلى البلدات والقرى المسيحية في سهل نينوى الى أن بلدة قرقوش وهي أكبر بلدات السهل المسيحي، وكانت تضم قرابة خمسين ألف ساكن قد عاد أليها اقل من نصف سكانها السابقين وأغلبهم من الطبقات الاجتماعية غير المنتجة والفعالة اقتصاديا المُجبرة على الاختيار بين العودة أو البقاء في مخيمات النزوح.

وتقدر مساحة السهل بحوالي 50 ألف كيلومتر مربع وتضم العشرات من البلدات مثل بعشيقة وبحزاني وتل أسقف وتلكيف وكرمليس وبرطلة إلى جنب المئات من القرى التي كانت عامرة بالصناعات الزراعية التي تصدّرها لجميع أنحاء العراق لكن مجموع الأعمال وأنماط الحياة التي كانت ذات هوية خاصة في تلك المنطقة لم تعد موجودة.

وسيعود البابا الى بغداد مساء اليوم لتنتهي زيارته للعراق صباح الاثنين التالي حيث يغادرها عائدا الى روما وسيكون رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي على رأس مودعيه في مطار بغداد الدولي.