ايلاف من لندن : دعا بابا الفاتيكان فرنسيس من مدينة قرقوش العراقية اقدم المدن المسيحية في الشرق الاحد مسيحيي البلاد الى العودة الى جذورهم وعدم الاستسلام وثمن وقوف مسلمي المدينة لحماية مسيحييها لدى احتلال داعش لها ودعا الله لان يحل السلام في العراق.
وفي مدينة قرقوش السريانية (30 كم جنوب الموصل) التي كان تنظيم داعش قد احتلها في 6 آب اغسطس 2014 فقد زار البابا كنيسة "الحبل بلا دنس" وسط ترحيب شعبي غفير والتقى أهلها وألقي خطابا في كنيسة "الطاهرة الكبرى" اكبر كنائس العراق التي دمرها تنظيم داعش حيث اقام فيها صلاة التبشير الملائكي.
وقال البابا في خطابه انه انتظر هذه اللحظة بفارغ الصبر ليكون في قرقوش بين اهلها .. وثمن وقفة مسلمي المدينة في حماية مسيحييها لدى احتلالها من قبل تنظيم داعش. واشار الى انه قد اعتراه الحزن وهو يشاهد الدمار الذي حل بالميدنة .. وقال ان هذا الوقت ليس لترميم الدمار فقط وانما ايضا لترميم العلاقات بين الاشخاص والعائلات.
وخاطب البابا سكان المدينة قائلا "حافظوا على جذوركم وروابطكم ولاتستسلموا ابدا ولاتفقدوا الرجاء والاحلام بمستقبل افضل ملئ بالامل .. فنحن معكم ليحل السلام في هذه الارض. واضاف "ندعو الله ان يمنح هذه الارض السلام والمغفرة والاخوة مع احترام الاختلافات والتقاليد.
وشدد بابا الفاتيكان قائلا "لا للارهاب ولا لاستغلال الدين .. المغفرة ضرورية حتى نبقى في المحبة التي تحترم القيم الانسانية ونتحاور ونبني".
ثم استمع البابا لشهادات عدد من رجال ونساء المدينة عن جرائم داعش ضد اهلها وتدميره لمنازلها وكنائسها لدى احتلاله لها وناشدوا المهاجرين والمهجرين منها الى العودة الى مدينتهم.
وتعد قرقوش التي يشكنها 80 الف نسمة وتسمى ايضا بغديدا من أقدم المناطق المسيحية وأعرقها في كل الشرق وتتمتع بتاريخ طويل سبق المسيحية ولكن سكانها اليوم يتحدثون لهجة حديثة من الآرامية لغة السيد المسيح وقد لحق بها دمار كبير على يد داعش. وتعتبر البلدة كذلك مركز قضاء الحمدانية احد الاقضية الخمسة لمحافظة نينوى.
يشار الى انه منذ الغزو الأميركي للعراق الذي أطاح بنظام صدام حسين في عام 2003 تضاءل عدد المسيحيين في العراق بنسبة 83 في المئة من حوالي 1.5 مليون إلى 400 ألف فقط بالرغم من ان الكنيسة العراقية تعتبر واحدة من أقدم الكنائس في العالم إن لم تكن الأقدم. وقد ادى احتلال تنظيم داعش للموصل في حزيران يونيو عام 2014 إلى نزوح أكثر من 125 ألفا من مسيحيها من أرض أجدادهم التاريخية.
قداس في الهواء الطلق في أربيل بحضور عشرة الاف شخص
ومن المنتظر ان يقيم البابا القداس المقدس ظهرالاحد في ملعب "فرانسوالحريري" في أربيل ويلقي عظة الأب الأقدس بحضور 10 الاف شخص في الملعب الذي يتسع الى 20 الف شخص وذلك ضمن اجراءات الوقاية من جائحة كورونا .
يشار الى انه منذ الغزو الأميركي للعراق الذي أطاح بنظام صدام حسين في عام 2003 تضاءل عدد المسيحيين في العراق بنسبة 83 في المئة من حوالي 1.5 مليون إلى 400 ألف فقط بالرغم من ان الكنيسة العراقية تعتبر واحدة من أقدم الكنائس في العالم إن لم تكن الأقدم. وقد ادى احتلال تنظيم داعش للموصل في حزيران يونيو عام 2014 إلى نزوح أكثر من 125 ألفا من مسيحيها من أرض أجدادهم التاريخية.
نداء من البابا لمهاجري الموصل بالعودة
وفي وقت سابق اليوم وجه البابا من الموصل العراقية الشمالية نداء عاطفيا الى مسيحييها المهاجرين بالعودة اليها لبناء المستقبل واعادة التعايش واشار الى ان التهجير القسري سبب تناقصا ماساويا باعداد المسيحيين في الموصل والشرق الاوسط مما تسبب في ضرر كبير لايمكن تعويضه واضعف النسيج الديني والمجتمعي.
وفي كلمة للبابا قبل قيادته قداس وصلاة النشوة لضحايا الحرب في حوش البيعة (ساحة الكنيسة) في الموصل فقد دعا مسيحيي المدينة الى العودة اليها من اجل بناء مستقبلها واشار الى ان التهجير القسري سبب تناقصا ماساويا باعداد المسيحيين في الموصل والشرق الاوسط مما تسبب في ضرر كبير لايمكن تعويضه واضعف النسيج الديني والمجتمعي.
وشدد على ان الامل مازال ممكنافي المصالحة والحياة الجديدة .
واضاف البابا "هنا توجد عواقب الحرب في مهد الحضارات الذي تعرض للاسف لعاصفة غيرانسانية اصابت المسيحيين والمسلمين والايزيديين الذين تاثروا بالارهاب وقُتل وتضرر العديد منهم. واشار الى ان في الموصل رمزان تجعلنا نقترب من الله هما جامع النوري ومنارة الحدباء.
سهل نينوى .. نزوح مسيحي
وتشير تقارير منظمات مسيحية حول نسبة وأرقام العائدين إلى البلدات والقرى المسيحية في سهل محافظة نينوى الى أن بلدة قرقوش وهي أكبر بلدات السهل المسيحي، وكانت تضم قرابة خمسين ألف ساكن قد عاد أليها اقل من نصف سكانها السابقين وأغلبهم من الطبقات الاجتماعية غير المنتجة والفعالة اقتصاديا المُجبرة على الاختيار بين العودة أو البقاء في مخيمات النزوح.
وتقدر مساحة السهل بحوالي 50 ألف كيلومتر مربع وتضم العشرات من البلدات مثل بعشيقة وبحزاني وتل أسقف وتلكيف وكرمليس وبرطلة إلى جنب المئات من القرى التي كانت عامرة بالصناعات الزراعية التي تصدّرها لجميع أنحاء العراق لكن مجموع الأعمال وأنماط الحياة التي كانت ذات هوية خاصة في تلك المنطقة لم تعد موجودة.
وسيعود البابا الى بغداد مساء اليوم لتنتهي زيارته للعراق صباح الاثنين التالي حيث يغادرها عائدا الى روما وسيكون رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي على رأس مودعيه في مطار بغداد الدولي.
التعليقات