إيلاف من لندن: رد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على نظيره الأميركي، جو بايدن، الذي وصفه "بالقاتل"، ناصحا إياه النظر في المرآة، مشيرا إلى أن كل إناء ينضح بما فيه، داعيا له بالصحة.

وقال الرئيس الروسي خلال محادثته عبر الفيديو مع سكان القرم وسيفاستوبول: "أنا أعرفه جيدا [يقصد بايدن]. بماذا سأرد عليه؟ كن بصحة جيدة. أتمنى له الصحة الجيدة. أقولها بدون سخرية ولا مزحة".

ونقلت وكالة (سبوتنيك) عن بوتين قوله: "إدارة الولايات المتحدة لديها توجه محدد في العلاقات مع روسيا ولكن بشروطها وفي القضايا التي تهمها فقط".. مشيرا إلى أن "موسكو ستواصل تطوير العلاقات مع جميع دول العالم بما في ذلك واشنطن".

وأضاف: "على الرغم من اعتقاد أمريكا أننا مثلها.. لكن الأمر ليس كذلك، لدينا شفرة جينية مختلفة". منوها: بالحديث على نطاق أوسع حول هذا الموضوع، ما أود قوله هو أن في تاريخ كل أمة، يوجد العديد من الأحداث الصعبة والدرامية والدموية. ولكن عندما نقيم الآخرين، أو عندما نقيم حتى الدول الأخرى، فإننا دائمًا ما نبدو وكأننا ننظر في المرآة. فنحن دائما ما نرى أنفسنا فيها".

ظلم

قال بوتين: "دائما ما نصف الآخرين بما نحن عليه من صفات". وأكمل متحدثا عن المؤسسة الأميركية، "الأميركيون الأفارقة يتعرضون للظلم والإبادة حتى الآن".

وأشار بوتين إلى أنه في التاريخ الأميركي كانت هناك "فترة صعبة للغاية وطويلة وقاسية من العبودية". وتابع: "كل هذا يمر عبر التاريخ، يصاحب حياة الولايات المتحدة حتى يومنا هذا، وإلا من أين جاء حركة "حياة السود مهمة".

كلام الكرملين

من جهته، وصف المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، اليوم الخميس، كلام الرئيس الأميركي، جو بايدن، عن نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، "بالتصريحات السيئة للغاية"، مؤكدا على أن "روسيا ستنطلق من حقيقة أن بايدن بالتأكيد لا يرغب بتحسين العلاقات مع موسكو".

وقال بيسكوف للصحفيين، تعليقا على كلام الرئيس الأميركي: "لن أطيل في الرد على ذلك. سأقول فقط إن هذه التصريحات سيئة للغاية لرئيس الولايات المتحدة. إنه بالتأكيد لا يرغب بتحسين العلاقات مع بلدنا، وسننطلق من هذا".

وصرح بيسكوف لوكالة "سبوتنيك"، ردا على سؤال حول ما إذا كانت واشنطن قد طلبت إجراء محادثة مع بوتين: "لا".

وكان الرئيس الأميركي، قال في مقابلة بثتها شبكة "إيه بي سي نيوز" الأمريكية، قد أكد أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، "سيدفع ثمن تدخله في الانتخابات الرئاسية الأميركية" الأخيرة مشيرا إلى أن ذلك "سيتحقق قريبا".

وقال بوتين في محادثته مع سكان القرم وسيفاستوبول ردا على ذلك: على الولايات المتحدة أن تحسب حسابًا لروسيا.

ورفضت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، توضيح ما إذا كانت كلمات بايدن "استعارة"، موضحة أن بايدن صرح في وقت سابق بأنه لن "يتراجع" في التعبير عن موقفه سواء في الاتصالات المباشرة مع القيادة الروسية أو في التقييمات العامة.

استدعاء السفير الروسي

وأعلنت وزارة الخارجية الروسية، يوم الأربعاء، عن استدعاء السفير الروسي في واشنطن أناتولي أنطونوف إلى موسكو للتشاور وتحليل مستقبل العلاقات الروسية-الأميركية، مشيرة إلى أن موسكو مهتمة بالحيلولة دون تدهور العلاقات مع واشنطن.

وجاء في بيان الخارجية الروسية في هذا الصدد: "تمت دعوة السفير الروسي في واشنطن إلى موسكو لمشاورات تهدف إلى تحليل ما يجب القيام به وإلى أين تتجه العلاقات مع الولايات المتحدة، الإدارة الأمريكية الجديدة في السلطة منذ ما يقرب شهرين، وقد اقترب الحد الرمزي الذي يتمثل في مرور مائة يوم على تسلم السلطة، وهذا سبب وجيه لمحاولة تقييم ما الذي تمكَن فريق جو بايدن من فعله".

وتابع البيان: "من المهم بالنسبة لنا تحديد طرق تقويم العلاقات الروسية الأمريكية التي تمر بحالة صعبة، والتي أودت بها واشنطن خلال السنوات الماضية إلى طريق مسدود. نحن مهتمون بالحيلولة دون تدهورها بصورة لا رجعة فيها إذا أدرك الأميركيون المخاطر المرتبطة بذلك. هذا ما سيجري بحثه خلال مباحثات وزارة الخارجية الروسية والجهات المعنية الأخرى مع السفير الروسي في واشنطن.

واتهمت واشنطن موسكو بالتدخل في الانتخابات الأميركية، حيث وصف الرئيس الأميركي جو بايدن، نظيره الروسي بأنه "قاتل"، مؤكدًا أنه "سيدفع ثمن تدخله في الانتخابات الرئاسية الأميركية" الأخيرة.

وأشار بايدن إلى أنه خلال محادثة في يناير/ كانون الثاني، حذر نظيره الروسي من العواقب المحتملة.