إيلاف من لندن: انضم الرئيس الأميركي لموجات الاحتجاج المتصاعدة في الداخل والخارج، على قرار سحب أردوغان تركيا من اتفاق إسطنبول لمكافحة العنف ضد المرأة.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن، يوم الأحد، إنه يشعر "بخيبة أمل شديدة" لإعلان تركيا انسحابها من اتفاق اسطنبول للعام 2011 لمكافحة العنف ضد المرأة.

وأضاف في بيان "هذه نكسة محبطة جدا بالنسبة إلى الحركة الدولية المناهضة للعنف ضد المرأة".

وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان سحب يوم السبت تركيا من اتفاق اسطنبول لمكافحة العنف ضد المرأة رغم زيادة الجرائم بحق النساء، في خطوة أثارت غضبا محليا ودوليا.

يذكر أن اتفاق إسطنبول يعتبر أول أداة دولية وضعت معايير ملزمة قانونا في حوالي ثلاثين بلدا لمنع العنف القائم على أساس الجنس، بموجب مرسوم رئاسي نشر ليل الجمعة السبت.

مجموعات إسلامية
وقالت منظمات حقوقية إن أردوغان رضخ في قراره لضغوط مجموعات إسلامية محافظة تدعو منذ أشهر إلى التخلي عن هذا الاتفاق الذي أضر برأيهم، بالقيم العائلية "التقليدية" من خلال دفاع الاتفاق عن المساواة بين الجنسين و"دعم" مجتمع المثليين من خلال دعوته إلى عدم التمييز على أساس التوجه الجنسي.

وأثار القرار الذي تم اتخاذه رغم استمرار تزايد جرائم قتل النساء منذ عقد، غضب المنظمات المعنية بحقوق المرأة التي دعت إلى تظاهرات في إسطنبول السبت.

وكان الآلاف في تركيا تظاهروا يوم السبت لمطالبة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالعودة عن قراره الانسحاب من اتفاق إسطنبول لمكافحة العنف ضد المرأة وخرج معارضون أتراك بانتقادات للسلطات، بينما أعربت ألمانيا عن رفضها للخطوة التركية.

انتقادات
وأثار القرار الذي تم اتخاذه رغم تزايد جرائم قتل النساء منذ عقد في تركيا، غضب المنظمات المعنية بحقوق المرأة وانتقادات من جانب الاتحاد الأوروبي.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الألمانية إن انسحاب تركيا من اتفاق إسطنبول، الموقعة في عام 2011 والتي تهدف لحماية المرأة من العنف الأسري، يبعث بإشارة خاطئة لأوروبا وللمرأة التركية. وأضافت المتحدثة "لا يمكن للتقاليد الثقافية ولا الدينية ولا غيرها من الأعراف أن تكون عذرا لتجاهل العنف ضد المرأة".

ومن جانبها، قالت وزارة الشؤون الخارجية الفرنسية يوم السبت إنها تأسف بشدة لقرار تركيا الانسحاب المعاهدة مشيرة إلى أن الإجراء تراجع جديد فيما يخص احترام حقوق الإنسان. وذكرت الوزارة الفرنسية في بيان أن "القرار سيؤثر في الأساس على المرأة التركية التي تعبر فرنسا عن كامل تضامنها معها".

مجلس أوروبا
وقال مجلس أوروبا إن انسحاب تركيا من اتفاق اسطنبول "نبأ مدمر" و"يهدد حماية المرأة" في هذا البلد. ومجلس أوروبا هو منظمة أوروبية أنقرة عضو فيها وبرعايتها وقعت الحكومة التركية هذه المعاهدة عام 2011.

وكتب مقرر البرلمان الأوروبي حول تركيا ناتشو سانشيز أمور في تغريدة "هذا هو الوجه الحقيقي للحكومة التركية الحالية: ازدراء تام لدولة القانون وتراجع تام لحقوق الإنسان".

وأدان معارضو الرئيس التركي بشدة الانسحاب من المعاهدة السبت. وقال رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، أحد أبرز خصوم أردوغان، إن "الإعلان عن الانسحاب من اتفاق اسطنبول فيما نبلّغ كل يوم باعتداء جديد يرتكب ضد نساء، أمر مرير". وأضاف أنه "ازدراء بالنضال الذي تخوضه النساء منذ سنوات".

وكتبت غوغشي غوغشان نائبة رئيس حزب الشعب الجمهوري المكلفة شؤون حقوق الإنسان، في تغريدة على تويتر أن التخلي عن هذا الاتفاق يعني "السماح بقتل النساء". وأضافت "رغما عنكم وعن شرّكم، سنبقى على قيد الحياة ونعيد إحياء الاتفاق".

وأعربت منظمة "كاديم" النسوية المحافظة المقربة من السلطة وإحدى بنات أردوغان هي عضو فيها، عن استيائها، مشيرة إلى أن اتفاق إسطنبول "كان يلعب دوراً مهماً في مكافحة العنف".