إيلاف من لندن: توقع مصدران حكوميان بريطانيان احتمال تأجيل قمة غلاسكو للمناخ للمرة الثانية وسط مؤشرات على أن جائحة كورونا تزداد سوءًا في أجزاء من العالم.
ويكافح رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون لضمان عقد قمة نوفمبر (قمة تغير المناخ COP26) بمشاركة مباشرة من القادة والزعماء وجهاً لوجه من خلال ضمان تطعيم المشاركين وإخضاعهم لنظام اختبار قوي.
وكان تم تأجيل القمة لمدة عام من نوفمبر الماضي بسبب جائحة COVID-19.
وسيتم اتخاذ القرار بشأن مستقبل القمة بالاشتراك مع الأمم المتحدة وكذلك الحكومة الاسكتلندية، بدلاً من أن يكون قرارًا يخص 10 داونينغ ستريت وحده.
وفي العام الماضي، تم اتخاذ قرار بشأن تأجيل القمة في مايو، مما يعني أنه من المحتمل أن يتعين على القادة تحديد شكل ومستقبل القمة في غضون أسابيع.
وقال مصدر حكومي: "هناك الكثير من الشكوك. ستعتمد على قواعد الصحة العامة التي يتم إحضارها بين الحين والآخر، وما يحدث مع تطعيمات المندوبين".
حضور شخصي
وأبلغ الوزير البريطاني ألوك شارما، رئيس تحضيرات قمة COP26، أعضاء البرلمان أن القمة يجب أن تكون حدثًا ماديًا حيث يجلس المشاركون حول الطاولة، على الرغم من أنه سيكون هناك أيضًا حضور عبر الإنترنت، ولم يتضح بعد من سيكون قادرًا على الحضور شخصيًا ومن عليه الحضور فعليًا.
وقررت الحكومة البريطانية مؤخرًا التخلي عن خطط عقد اجتماع شخصي لوزراء مالية مجموعة السبع في مدينة كورنوال في أواخر الربيع. حيث سيعقد الحدث، الذي سيستضيفه وزير الخزانة ريشي سوناك، افتراضيًا.
ولا يزال الاجتماع الرئيسي لمجموعة السبع لقادة العالم في يونيو المقبل، الذي يستضيفه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ويشارك فيه الرئيس الأميركي جو بايدن والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ، سيُعقد في كورنوال.
وكان حضر القمتان الأخيرتان لمؤتمر المناخ أكثر من 20 ألف شخص، بمشاركة رؤساء دول ووزراء ومسؤولين وأعضاء وفود، بالإضافة إلى شخصيات أمنية.
ولا يُعرف لدى الحكومة البريطانية حتى الآن ما هي قواعد التباعد الاجتماعي أو السفر التي سيتم وضعها، وما إذا كان من الممكن تطعيم الحاضرين الرئيسيين.
مهمة اسكوتلندا
وستحدد الحكومة الاسكتلندية، التي من المرجح أن يديرها نيكولا ستيرجن من الحزب الوطني الاسكتلندي بعد انتخابات مايو، قواعد الصحة العامة المعمول بها في غلاسكو.
ومن المحتمل أن تثير خطط تقليص عدد الحضور بشكل كبير، مما يجبر العديد من مجموعات المجتمع المدني على المشاركة عبر الإنترنت، جدالات واسعة.
وهناك قلق من أن هذا سيعني تهميش الأصوات الرئيسية من الدول الصغيرة المعرضة لتغير المناخ. ومع ذلك، قال أحد المصادر في حركة تغير المناخ إن الحدث يمكن أن يستفيد من نقله إلى الربيع المقبل بدلاً من عقده بالكامل تقريبًا عبر الإنترنت.
وهذا يعني أن المزيد من الناس قد يكون تم تطعيمهم ولن تكون هناك ضغوط الشتاء في نوفمبر. كما أن هناك أيضًا مخاوف من أن العمل التحضيري لمؤتمر المناخ COP26 متأخر عن الجدول الزمني ويمكن أن تضمن الأشهر الإضافية نتيجة أكثر نجاحًا.
لا لتهميش الأصوات
وعلى صلة، حذر عضو البرلمان الذي يرأس لجنة الأعمال في مجلس العموم من أن تقليص المؤتمر قد يؤدي إلى تهميش الأصوات التي يجب أن تُسمع بأعلى صوت.
قال دارين جونز من حزب العمال لشبكة (سكاي نيوز) إن الحكومة بحاجة إلى توضيح كيفية إجراء المفاوضات بشكل شخصي.
وقال: "أحد الجوانب المهمة في جميع مؤتمرات الأطراف المعنية في المناخ هو أن كل دولة لديها نفس المستوى من الوصول حول الطاولة - سواء كنت رئيسًا للولايات المتحدة أو رئيسًا لمدغشقر - من أجل التوصل إلى الاتفاقية العالمية".
وحذر النائب العمالي جونز، رئيس الوزراء من إعطاء الأولوية لتقديم صورة للقيادة العالمية في المملكة المتحدة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على أولوية التوصل إلى اتفاق بشأن تغير المناخ.
وأضاف: "الهدف الأساسي، ولكي نكون صادقين، الهدف الوحيد لمؤتمر المناخ COP26 هو الاتفاق على نهج وطني ودولي لإزالة الكربون وإنقاذ الكوكب".
التعليقات