ايلاف من لندن: اعلنت كندا الجمعة عن سياسة جديدة لاعادة توطين مئات من العراقيين الايزيديين وغيرهم من الناجين من عمليات الابادة التي مارسها تنظيم داعش في بلادهم.

وكشفت الحكومة الكندية عن سياسة جديدة لمساعدة المزيد من الإيزيديين وسائر الأشخاص الناجين من مسلّحي تنظيم داعش في الانضمام إلى عائلاتهم في كندا. وقال وزير الهجرة واللاجئين والمواطَنة الفدرالي ماركو منديتشينو ان هذه السياسة تأتي "استناداً إلى نجاح جهود إعادة التوطين التي قامت بها كندا سابقا".

وقالت وزارة الهجرة واللجوء الكندية بحسب راديو كندا الدولي في تقرير تابعته "ايلاف" إنه "بعد الاستقبال الناجح لـ1200 ناجٍ من داعش أواخر عام 2017 قامت كندا بتنفيذ سياسة ثانية لمساعدة أفراد هذه العائلات في المجيء إلى كندا" و"انتهت هذه السياسة العامة في كانون الأول ديسمبر عام 2020".

وقال منديتشينو إنّ السياسة الجديدة تتيح لمزيد من اللاجئين الإيزيديين ومن سائر المجموعات في شمال العراق الانضمام إلى عائلاتهم وإلى أفراد العائلة الممتدة كالأشقاء والشقيقات والأجداد والأعمام والعمّات والأخوال والخالات كما انها تتيح للذين ربّما لم يتمكنوا من تقديم طلب إعادة توطين فيما مضى أن يفعلوا ذلك الآن.

اللاجئون الاكثر ضعفا في العالم
واشار الوزير الى انه "بعد أن نجَوا من الانتهاكات والتعذيب وحتى من الإبادة الجماعية من قبل داعش يُعتبَر الإيزيديون ومجموعات أُخرى من بين اللاجئين الأكثر ضعفاً في العالم" مبينا انه "لهذا السبب قامت كندا بإعادة توطين أكثر من 1400 ناجٍ من داعش بين 2017 ولغاية 31 كانون الثاني (يناير) 2021.

واوضح ان من ضمن هذا العدد هناك 1356 ناجياً ساعدتهم الحكومة الكندية من بينهم 1149 امرأة وفتاة إيزيدية و94 ناجيةً كفلهنّ القطاع الخاص وهنّ جميعاً من النساء والفتيات الإيزيديات. واضاف ان كندا ان بلاده وهي تسترشد بالرأفة فانها تضاعف الآن جهودنا لمساعدة عائلاتهم على لمّ شملهم في كندا حيث ستتيح "سياستنا الجديدة لعدد أكبر من الإيزيديين وسائر الناجين أن يجتمع شملهم مع أحبتهم ليتمكنوا من بدء حياة جديدة في كندا".

ناجون من الاستعباد
والناجون من داعشهم أشخاص من سكان شمال العراق من ضمنهم إيزيديون وعراقيون آخرون وكانوا ضحايا تهديدات أو أفعال مثل الاستعباد الجنسي وسائر أنواع الاستعباد والتعذيب والمعاملة اللاإنسانية أو المهينة والانفصال الأُسري والترحيل القسري أو النقل القسري الذي يسبب أضراراً بدنية أو معنوية خطيرة بحسب وزارة الهجرة واللجوء الكندية.

واعتبر الوزير ان كندا كانت الرائد العالمي في إعادة توطين اللاجئين في السنوات الثلاث الأخيرة" منوها بالقول "في الواقع وصفت وكالة الأمم المتحدة للاجئين كندا بأنها ضوءٌ ساطعٌ في سنة مروّعة لإعادة توطين اللاجئين".

ملاذ كندي
واكد الوزير انه "بينما يواجه العالم أزمة لاجئين ستواصل كندا التدخل وتوفير الملاذ للفارين من الحروب والاضطهادات" فان الملاذ الكندي للإيزيديين الناجين من تنظيم داعش كان بشكل خاص في مدينتيْ تورونتو ولندن في أونتاريو كبرى مقاطعات كندا بعدد السكان وحجم الاقتصاد وفي وينيبيغ عاصمة مقاطعة مانيتوبا في غرب وسط كندا وفي كالغاري كبرى مدن مقاطعة ألبرتا في غرب البلاد.
وقد اختيرت هذه المدن لاستقبال الإيزيديين بعد مشاورات مكثّفة مع جهات مختصة لتحديد أماكن تواجد الإيزيديين المستقرين في كندا وما إذا كانت تتوفر فيها خدمات الدعم الملائمة لقادمين جدد فارين من أهوال الحرب كالخدمات الطبية والنفسية الاجتماعية والترجمة.
يشار الى ان هناك 2748 إيزيديا من الرجال والنساء والأطفال مفقودون حتى اليوم من أصل 6417 إيزيديا تم اختطافهم من قبل تنظيم داعش لدى احتلاله لمحافظة نينوى الشمالية وخاصة منها مدينة سنجار مركز الايزيديين وذلك في العاشر من آب أغسطس عام 2014 حيث ارتكبوا اعمال ابادة جماعية ضدهم شملت كل انواع الجرائم من قتل وتهجير واختطاف وأستعباد النساء.