إيلاف من بيروت: في إطار جهود الكويت المتواصلة لدعم لبنان في ظل الأوضاع المتدهورة، وصلت اليوم أول طائرة إغاثية إلى مطار بيروت الدولي، حاملةً على متنها 45 طنًا من الأدوية والأجهزة والمستلزمات الطبية الضرورية. هذه الطائرة تُعد البداية لجسر جوي إغاثي كويتي، أُطلق بتوجيهات أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، وبتنسيق دقيق مع وزارات الدولة المختلفة لتلبية احتياجات الشعب اللبناني المتضرر.
محتوى شحنة المساعدات وتفاصيل الإرسال
المساعدات التي وصلت صباح اليوم إلى لبنان تشمل مجموعة متنوعة من الأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية لدعم القطاع الصحي، الذي يواجه ضغوطًا هائلة جراء الأزمة الراهنة. انطلقت الطائرة من قاعدة عبدالله المبارك الجوية في مطار الكويت الدولي، لتعكس حجم التضامن والدعم الذي تُظهره الكويت تجاه لبنان في هذه الأوقات الصعبة.
المساعدات الطبية تأتي استجابة لاحتياجات حيوية، وسط أزمة متفاقمة تسببت في خسائر فادحة في الأرواح، وخلّفت آلاف الجرحى الذين يحتاجون إلى رعاية طبية عاجلة. الجسر الجوي يمثل التزامًا كويتيًا بتوفير الدعم الإنساني الفوري.
تصريح القائم بالأعمال اللبناني في الكويت
في هذا السياق، أعرب أحمد عرفة، القائم بالأعمال في سفارة لبنان لدى دولة الكويت، عن شكره العميق لدولة الكويت قيادةً وشعبًا، معتبرًا أن هذه المساعدات وصلت في الوقت المناسب تمامًا. قال عرفة: "لبنان في حالة حرب، واليوم لدينا أكثر من ثلاثة آلاف قتيل، وأكثر من 13 ألف جريح. المساعدات الطبية الكويتية جاءت في وقتها الصحيح، وهذا ليس بغريب عن الكويت قيادة وشعبًا".
وأضاف عرفة في حديثه عن العلاقات الثنائية: "نحن كلبنانيين نعتبر أننا ودولة الكويت أشقاء قولًا وفعلًا. هذه ليست المرة الأولى التي تكون فيها الكويت في طليعة الدول المساندة للبنان. تاريخيًّا، كانت الكويت دائمًا في المقدمة، وتستمر حاضرة في ظل توجيهات القيادة الكويتية السامية".
عمق العلاقات الكويتية اللبنانية
وأكد عرفة أن عمق العلاقة بين لبنان والكويت يتجاوز بكثير المستوى الحكومي والسياسي، موضحًا أن هذه الروابط هي علاقات تاريخية متجذرة وشعبية. قال: "العلاقة بين البلدين لا يمكن اختصارها في كلمات قليلة. هي علاقة بين أهل، متجذرة وقديمة، وتشهد عليها المواقف المتكررة للكويت التي لم تتأخر يومًا عن الوقوف إلى جانب لبنان في الأوقات الصعبة".
هذا التضامن الكويتي المتواصل مع لبنان يؤكد على عمق العلاقات الأخوية، خاصة في ظل الظروف المعقدة التي يعيشها لبنان. الكويت، عبر هذه المبادرات الإنسانية، تُعزز من قيم الإخاء والتعاون، وهي مواقف طالما اتسمت بها السياسة الكويتية في المنطقة.
خلفية المبادرة وتعاون الجهات الكويتية
المبادرة الإنسانية تأتي ضمن جهود كبيرة تبذلها الكويت لمساعدة الشعوب المتضررة، ويشرف عليها عدد من الجهات الرسمية بالتنسيق مع الجمعيات الإنسانية. المساعدات الطبية التي تقدمها الكويت تُعد جزءًا من الدعم المستمر الذي تتعهد به الدولة لأشقائها في الأزمات. وتبرز أهمية هذه الشحنة في سياق التحديات الصحية التي يواجهها لبنان، لا سيما مع تضرر البنية التحتية الطبية جراء الأحداث الأخيرة.
جهود الكويت الإغاثية ليست بالجديدة؛ فقد اعتادت الدولة الخليجية على الوقوف إلى جانب لبنان، خصوصًا في المحن الكبرى. القيادة الكويتية، المتمثلة في أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، تُشدد دومًا على أهمية دعم الأمن والاستقرار في المنطقة، ما يجعل هذه المساعدات جزءًا من استراتيجيتها الإنسانية الشاملة.
استمرارية الجسر الجوي ووعود بمزيد من الدعم
من المتوقع أن تتواصل عمليات الجسر الجوي في الأيام القادمة، مع وصول المزيد من الطائرات المحملة بالإمدادات اللازمة. الكويت تؤكد عبر هذه المبادرات دعمها المتواصل للبنان، مبرزة عمق الروابط بين البلدين والشعبين، ما يعزز التضامن العربي في مواجهة الأزمات.
التعليقات