لاهور (باكستان): أسفرت مواجهات عنيفة جرت في باكستان الثلاثاء بين أنصار حزب اسلامي متطرف كانوا يتظاهرون احتجاجا على اعتقال زعيمهم بعد أن طالب بطرد السفير الفرنسي، عن مقتل اثنين من رجال الشرطة وثلاثة ناشطين، حسب مصادر من الطرفين.

وقالت الشرطة في لاهور (شرق) ثاني أكبر مدينة في البلاد إن شرطيين توفيا متأثرين بجروح اصيبا بها في اشتباكات مع المتظاهرين. وقالت حركة لبيك باكستان المتطرفة ذات النفوذ أن ثلاثة من نشطائها قتلوا، لكن الشرطة لم تؤكد هذه المعلومات.

ورد أنصار حركة لبيك باكستان بغضب على اعتقال زعيمهم سعد رضوي الاثنين في لاهور وقطعوا العديد من مفترقات الطرق الرئيسية في المدينة وكذلك في كراتشي (جنوب) كبرى مدن البلاد، وفي العاصمة إسلام أباد.

واعتقل رضوي نجل خادم حسين رضوي مؤسس الحركة الذي توفي في تشرين الثاني/نوفمبر بعد ساعات من دعوته إلى تظاهرة في 20 نيسان/ابريل في إسلام أباد للمطالبة بطرد السفير الفرنسي لمسألة تتعلق بنشر الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد في فرنسا.

وقالت الشرطة الباكستانية إن سعد رضوي اتهم بموجب قانون مكافحة الإرهاب.

وتطالب "لبيك باكستان"بطرد السفير الفرنسي منذ أن دافع الرئيس إيمانويل ماكرون عن الحق في نشر الرسوم الكاريكاتورية باسم حرية التعبير خلال تكريم مدرس قُتل في 16 تشرين الأول/أكتوبر بعد أن عرض رسومات ساخرة على طلابه.

وانتقد رضوي الحكومة لفشلها في احترام اتفاق يتعلق بطرد الدبلوماسي الفرنسي، ابرم على ما يبدو بعد ثلاثة أيام من احتجاجات عنيفة لحركة لبيك باكستان في العاصمة. لكن السلطات لم تعترف بوجود اتفاق من هذا النوع.

وحركة لبيك باكستان حزب متطرف يستخدم مسألة التجديف أداة ومعروف بقدرته على حشد أنصاره وإغلاق الطرق لأيام.

وتميل باكستان في أغلب الأحيان إلى تجنب أي صدام مع الجماعات الإسلامية المتطرفة لتفادي اي تصاعد للعنف في في هذا البلد المحافظ.

وأدت تظاهرات الاثنين والثلاثاء إلى التأثير على إمدادات الأكسجين في المستشفيات التي تستقبل مرضى كوفيد-19.

ودعت ياسمين رشيد المسؤولة في القطاع الصحي في ولاية مقاطعة البنجاب حيث تقع لاهور المتظاهرين إلى "عدم إغلاق الطرق أمام سيارات الإسعاف وزوار المستشفيات"، موضحة أن "بعض سيارات الإسعاف تحمل أسطوانات أكسجين وضرورية للغاية لمرضى كوفيد".