ايلاف من لندن: اعلن القضاء العراقي الخميس عن اعتقال مجموعة من مسؤولي مستشفى ابن الخطيب في بغداد اثر الحريق الذي نشب فيه السبت واودى بحياة اكثر من 130 شخصا فيما تم الكشف عن احتراق اربعة افراد من عائلة واحدة بينهم مريضها لدى اندلاع النيران.
وقال المجلس الاعلى للقضاء العراقي في بيان اليوم تابعته "ايلاف" ان محكمة تحقيق الرصافة في بغداد اصدرت مذكرات قبض بحق مجموعة موظفين في مستشفى ابن الخطيب على خلفية حادثة احتراقه ليل السبت الماضي.

واضاف أن "محكمة تحقيق الرصافة اتخذت اجراءات تحقيقية عدة منها تدوين أقوال شهود في موقع الحادث واصدرت مذكرات قبض بحق موظفين في المستشفى" اثر الحريق الذي اتى على المستشفى المخصص لمعالجة مرضى كورونا.

وأشار المجلس الى ان أوامر القبض شملت مسؤول قسم الصيانة ومسوؤل الدفاع المدني ومسوؤل صيانة قناني الأوكسجين والمعاون الإداري وموظفين آخرين وتم القاء القبض عليهم وتوقيفهم ".

وفيما يخص التحقيق بحادث حريق المستشفى الذي اودى بحياة 130 مريضا ومرافقا واصابة 110 آخرين مع وجود 20 جثة متفحمة يجري العمل على التعرف على اصحابها فقد اشار رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي خلال ترؤسه لاجتماع حكومته الاسبوعي الثلاثاء الماضي الى ان فريق التحقيق في الحادث يعمل على مدار الساعة وبمتابعة شخصية منه منوها بالقول "ننتظر تقريرهم بالموعد الذي حددناه وسنعتمد نتائجه بالكامل".

وقرر الكاظمي الاحد الماضي خلال ترؤسه اجتماعا استثنائيا لحكومته لبحث تداعيات الحريق اجراء تحقيق باسبابه من قبل لجنة برئاسة وزير الداخلية وتحديد المقصرين ومحاسبتهم.. كما قرر ايقاف كل من وزير الصحة حسن التميمي ومحافظ بغداد ومدير عام دائرة صحة الرصافة عن العمل واحالتهم الى التحقيق.

ومن جهتها اكدت المفوضية العراقية العليا لحقوق الانسان انها اشرت خللاً واهمالاً وتقصيراً في تطبيق شروط السلامة والأمان في المستشفى مطالبة بالاقتصاص العادل من الفاعلين والمسببين والمقصرين في أداء واجباتهم الوظيفية والقانونية والتسبب بالحادث.

قصة احتراق العائلة
وكُشف النقاب اليوم عن قصة احتراق أب مصاب بفايروس كورونا اضافة الى زوجته وولديه الذين كانوا في زيارة له.
وبسبب إصابة الأب بفيروس كورونا المستجد فقد رقد في مستشفى ابن الخطيب وحضرت عائلته المكونة من زوجته واولاده الثلاثة لزيارته وخلال ذلك نشب الحريق المروع في المستشفى، ليتحولوا جميعهم إلى جثث متفحمة خلال لحظات.

وتحدث مقرب من العائلة المنكوبة لوكالة شفق نيوز" العراقية في افادة اطلعت عليها "ايلاف" أن الأب والأم واثنين من أولاده ماتوا حرقا داخل المستشفى، موضحا ان خمسة من أفراد العائلة كانوا موجودين أثناء الحريق الذي اندلع داخل الردهة التي تتم فيها معالجة المصابين بفيروس كورونا والتي احترقت عن آخرها، لان الاب "محسن فليح" كان مصابا بفيروس كورونا وكان قد أوشك على الشفاء منه. واضاف ان زوجة محسن فليح مع أولاده الثلاثة (سعد وأزهر وغيث) كانوا عند أبيهم، موضحا ان الولد الأصغر نجا من بينهم باعجوبة من النيران. واشار الى انه أثناء وصول النيران الى المكان الذي كانت تتواجد فيه الاسرة لم يستطع احد منهم ترك الوالد المصاب والنجاة بأنفسهم، وانشغلوا بمحاولة انقاذه من النيران و أحاطوا به ليحترقوا معا جميعا.
واستدرك انه عندها استطاع الابن الأكبر (سعد) رمي أخيه الأصغر من النافذة لإنقاذه من النيران فقد حولته النيران هو ووالدته ووالده واخيه الآخر الى جثث متفحمة.

وتسبب الحريق الذي نتج عن انفجار بقنينة غاز اوكسجين إلى مصرع وإصابة العشرات احتراقاً او اختناقاً جراء سموم الغازات المنبعثة. يشار الى ان وزارة الداخلية قد اشارت اليوم الى حدوث 7 الاف حريق في انحاء البلاد خلال الاشهر الثلاثة الماضية من العام الحالي.