إيلاف من دبي: يبدو أن تداعيات التسجيل المسرب لمقابلة وزير الخارجية محمد جواد ظريف لم تهدأ بعد. فقد أطلقت على مدى الأيام الماضية زوبعة في الشارع الإيراني، وكشفت جانبا كبيرا من هيمنة العسكر لاسيما الحرس الثوري على السياسة الداخلية والخارجية للبلاد.

وفي جديد تداعيات ذلك التسجيل، قدم حسام الدين آشنا، مستشار الرئيس الإيراني حسن روحاني اليوم الخميس، استقالته من منصب رئيس المركز الرئاسي للدراسات الاستراتيجية، بحسب تقرير لـ "العربية.نت".

فيما أفيد عن تعيين علي ربيعي، المتحدث باسم الحكومة، بدلا عنه، بحسب ما أفادت شبكة "إيران إنترناشيونال".وكانت وسائل إعلام محلية ذكرت سابقا أن المركز هو الذي أجرى المقابلة التي امتدت ثلاث ساعات مع ظريف، والتي تسربت مفجرة جدلا واسعا في البلاد.

كما وجهت وسائل الإعلام التابعة للمتشددين أصابع الإتهام إلى آشنا، ملمحة لتورطه في هذا الملف.

فقد ذكرت وكالة أنباء "تسنيم" القريبة من الحرس الثوري يوم الثلاثاء الماضي أن تسريب الملف الصوتي للمقابلة التي أجراها مركز الدراسات الاستراتيجية برئاسة الجمهورية، "تجعلنا نوجه أصابع اللوم إلى حسام الدين آشنا، أكثر من أي شخص آخر لأنه هو المسؤول عن هذا المركز".

كما نقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إيسنا) عن مصدر مطلع في القضاء قوله إن أكثر من 15 شخصا منعوا من السفر، في قضية تسريب الملف الصوتي لمقابلة ظريف.

يذكر أن تلك المقابلة التي كان من المفترض أن تبث لاحقا، أطلقت سجالا واسعا في إيران، وسط دعوات لمحاسبة وزير الخارجية.

وأمس استدعت لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان ظريف، لسماع أقواله، حول ما تضمنه الملف الصوتي الذي تم تسريبه إلى وسائل الإعلام.

في المقابل، أبدى الوزير الإيراني في منشور عبر تطبيق إنستغرام، أمس أسفه لتحول تصريحاته المسربة إلى "اقتتال داخلي" في البلاد.

وكتب "آسف بشدة كيف أن حديثا نظريا عن الحاجة إلى توازن بين الدبلوماسية والميدان، من أجل أن يستخدم من قبل رجال الدولة المقبلين عبر الاستفادة من الخبرة القيمة للأعوام الثمانية الماضية، تحول إلى اقتتال داخلي".

كما أعرب عن تأسفه لاعتبار تقييمه بعض المسارات الإجرائية انتقادا شخصيا، بحسب تعبيره.وخلال الأيام الماضية، علقت شخصيات عديدة على تصريحات رأس الدبلوماسية، التي ألمح فيها إلى احتكار العسكريين لسياسة البلاد الخارجية، وشكا سيطرة قائد فيلق القدس الراحل قاسم سليماني.