"إيلاف" من لندن : قال قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال كينيث ماكنزي الجمعة ان قواته لن تغادر العراق قريبا وان بقاءها في هذا البلد رهن بالمفاوضات مع حكومته معتبرا ان المليشيات الايرانية في العراق تهدد سيادته ومنوها الى ان السعودية تسعى لانهاء النزاع في اليمن.

وأشار ماكنزي خلال حوار مع قناة "الحرة" الممولة من الحكومة الاميركة وارسلت ادارتها نصه الى "ايلاف" قائلا "نحن في العراق بناء على طلب الحكومة العراقية، ومستمرون في القتال ضد داعش بالتعاون مع التحالف الدولي".. مضيفا أن "هذه المعركة لم تنته بعد". وأثنى ماكنزي على دور الجيش العراقي الذي انطلق ليتولى "موقعا قياديا" على حد وصفه، وقال إن "العراقيين يقاتلون بأنفسهم، لقد تحولت مهمتنا من قتال مباشر إلى دعم أكبر ولتدريبهم، ونحن بعيدون عن القتال عن الأرض، هذا هو الموقف الذي نريد أن نراه يتطور".

أذرع إيران في العراق تهدد سيادته

وأوضح ماكنزي أن مستقبل القوات الأميركية في العراق سيحُدد "من خلال المفاوضات مع حكومة العراق".. مؤكدا بالقول "أعتقد أننا لن نغادر العراق قريبا". ولفت الجنرال الأميركي إلى دور الحكومة العراقية في اتخاذ إجراءات للدفاع عن القوات الأميركية وقوات التحالف.. مضيفا "أنا سعيد بأنشطة القوات الأمنية العراقية، وبحمايتهم لشركاء التحالف من الهجوم، هذه مسؤولية حكومة العراق، وأنا سعيد بأنها تتولى هذه المسؤولية بنجاح برغم أنها لم تنجح دائما".
واشار الى إن "أذرع إيران في العراق، تعد تهديدا مباشرا للسيادة العراقية فبجانب أنها تهددنا فإنها تعد تهديدا للعراق أيضا".

وكان العراق والولايات المتحدة والعراق قد توصلتا في السابع من نيسان ابريل الحالي إلى اتفاق يقضي بسحب القوات الأميركية المقاتلة في البلاد لتتحول مهمة واشنطن والتحالف الدولي للتصدي لتنظيم داعش في العراق إلى مهمة "تدريب ومشورة". وأكد البلدان في بيان مشترك إثر هذه المحادثات الإستراتيجية الافتراضية أن "مهمة الولايات المتحدة وقوات التحالف تحولت إلى (مهمة) تدريب ومشورة، ما يتيح تاليا إعادة نشر أي قوة مقاتلة لا تزال في العراق، على أن يحدد الجدول الزمني لذلك خلال محادثات مقبلة".

وجاء هذا القرار فيما تتعرض القوات الأميركية في العراق في شكل شبه يومي لهجمات صاروخية تنسب الى مليشيات عراقية شيعية مسلحة مرتبطة بإيران. وكان ارئيس الاميركي السابق ترامب قد أمر بسحب القوات من العراق وأفغانستان في الأشهر الأخيرة لولايته اواخر العام الماضي وتقلص عديد الجنود في العراق إلى 2500 في منتصف كانون الثاني يناير الماضي.

السعودية تسعى لانهاء النزاع في اليمن
وفيما يخص الموقف العسكري الأميركي تجاه إيران قال ماكنزي "نأمل بألا يكون لديهم رغبة في الحرب معنا، نتخذ إجراءات من أجل ضمان الحماية الكافية لقواتنا، هناك نزاعات منخفضة الحدة لكننا لا نعتزم الدخول في هذه النزاعات". وعن النزاع بين السعودية والمتمردين الحوثيين، قال ماكنزي "أعتقد ان السعودية تسعى لإنهاء النزاع".. مؤكدا ضرورة الاستجابة "لنفس المقاربة (السعودية) كي يتوصلوا لوقف إطلاق النار من أجل إدخال المساعدات إلى اليمن.. فهذا أفضل مسار للأمام". وتابع ماكنزي "أنا مقتنع بأن السعودية لديها أفضل النوايا" مشيرا إلى أن الحوثيين مستمرون في إطلاق النار على السعودية".
وأضاف "نحن نوفر مساعدات عسكرية للسعودية لوقف الهجمات التي رأينا أنها تتضاعف على مدار الأسابيع الماضية، ليست فقط ضد المطارات وإنما المراكز السكنية".

قلقون على أفغانستان
وفيما يخص انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان قال ماكنزي "إننا في خضم عملية الانسحاب من أفغانستان، وكما قال الرئيس (جو بايدن) سينتهي الانسحاب في سبتمبر ايلول من هذا العام، نحن سنبقى قلقون بشأن مستقبل أفغانستان حتى بعد أن نغادر، وسنفعل كل شيء لمساعدة الحكومة، كإبقاء السفارة، ومساعدة الجيش الأفغاني عن بعد". وأضاف ماكنزي أن "الهدف الرئيسي لنا هو منع تطور الهجمات ضد الولايات المتحدة وشركائها سواء من جانب داعش أو القاعدة".
وأكد أن "الوجود الذي نحتفظ به في الساحة (حول أفغانستان) منذ الانسحاب، سيكون ضروريا لتحقيق ذلك".
وبين ماكنزي أن "هذا هو الوقت لكي يتقدم الجيش الأفغاني"، لتولي المهام الأمنية، مضيفا: "سيكون هناك أوقات عصيبة، ولن نكون على الأرض معهم كما في السنوات السابقة. سنستمر في الدعم ولكن عن بعد".