ايلاف من لندن: فيما بدأت باشراف الامم المتحدة الخميس عمليات نقل العشرات من عائلات تنظيم داعش العراقية من سوريا الى العراق، انطلقت تحذيرات من مخاطر وجودها بين المواطنين وبالقرب من القوات الامنية، ودعوات بالتريث في نقل جميع العائلات باعتبار افرادها يمثلون قنابل موقوتة تشكل خطرا على أمن العراق والمنطقة.

ودعا محافظ نينوى العراقية الشمالية نجم الجبوري رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الى التريث في نقل نازحي مخيم الهول السوري الى مخيم الجدعة في ناحية القيارة جنوب مدينة الموصل .. مؤكدا وجود رفض شعبي واسع لعودة أعائلات تنظيم داعش من محافظات عدة الى نينوى.

وحذر الجبوري في بيان تابعته "ايلاف" من مخاطر هذا الاجراء .. موضحا ان "المنطقة التي تنقل اليها العائلات فيها كثافة سكانية عالية من منتسبي القوات المسلحة او ذويهم ممن قدموا الضحايا الذين سقطوا على يد العناصر الإرهابية". وعبر المحافظ عن الخشية من حدوث حالات اقتحام للمخيم من المتضررين من التنظيم وخروج الامر عن السيطرة.

وكان مستشار الامن القومي العراقي قاسم الاعرجي قد حذر في آذار مارس الماضي من خطر تحول 20 الف طفل وحدث عراقي في مخيم الهول الى دواعش مما يشكل خطرا على العراق والمنطقة. وعبر عن قلق بلاده من استمرار وضع المخيم من دون حل للاجئيه واصفا اياه بالقنبلة الموقوتة.

ويضم مخيم الهول حوالي 60 الف شخص من السوريين وجنسيات اخرى بينهم 8256 عائلة عراقية تضم 30 الفا و738 عراقيا غاليتهم العظمى من عائلات داعش.

مغادرة 100 عائلة

وقد غادرت اول مجموعة من العائلات العراقية في مخيم الهول السوري على الحدود مع العراق ويبلغ عددها 100 عائلة تضم 385 شخصا في عملية تتم بإشراف الأمم المتحدة.

وتنتمي هذه العائلات الى محافظات نينوى والنجف والأنبار إلا أن غالبيتها من عوائل داعش ما يدفع الأهالي في مخيم الجدعة لرفض تواجدهم بينهم في المخيم نفسه.

وقد وصفت لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي اعادة عائلات التنظيم الى العراق بالأمر "الخطير".. مشيرة إلى وجود ضغوطات من التحالف الدولي على الحكومة العراقية لإعادة هذه العوائل إلى العراق.

وقال عضو اللجنة بدر الزيادي لشبكة رووداو الإعلامية في تصريح تابعته "ايلاف" إن قرار نقل هذه العوائل "خطير وسيتسبب بمشاكل كبيرة للعراق". وحذر من أن "هذه العوائل تحمل أفكاراً ارهابية وتم تدريسها على أفكار خبيثة" بحسب قوله.

بدوره أكد النائب في البرلمان العراقي عن محافظة نينوى شيروان الدوبرداني وصول الدفعة الأولى من أفراد أسر تنظيم داعش إلى الموصل وسط مخاوف من أن بعض العائدين قد يشكلون "قنبلة موقوتة" تهدد أمن البلاد بحسب وصفه.

واوضح أن الدفعة الأولى من عائلات وصلت من مخيم الهول السوري إلى مخيم الجدعة جنوب الموصل.. مشيراً إلى إرسال باصات مخصصة من قبل وزارة الهجرة وتحت حماية أمنية حيث تم إدخالهم من مدينة سنجار ونقلهم لناحية القيارة جنوب الموصل . وأضاف لقد "حذّرنا من هذا الموضوع وتطوراته الخطيرة ومن أنه سيؤدي إلى كوارث أمنية.

ومن جهتها اشارت مصادر عراقية الى انه تقرر وقف عمليات نقل سكان المخيم حاليا من اجل دراسة المخاطر التي قد يشكلها هذا النقل على الامن مع استئنافه بعد اتخاذ جميع الاحترازات المطوبة.

هاربون من ثلاثة حروب

وكان المخيم قد انشئ في الأصل لإيواء اللاجئين العراقيين في أوائل عام 1991 خلال حرب الخليج الثانية وأُعيد فتحه لاحقًا بعد تدفق المهاجرين العراقيين إلى سوريا عقب غزو العراق عام 2003 كواحد من ثلاثة مخيمات على الحدود السورية العراقية.

وفي بداية عام 2019 احتوى المخيم على حوالي 10 الاف شخص ثمّ زاد حجمه بشكل كبير مع الهزائم المتتالية لتنظيم داعش في العراق وسوريا . وبحلول نيسان أبريل من العام نفسه ارتفع عدد سكان المخيم الى 74 الفا بينهم حوالي 20 الف امرأة و 50 الاف طفل من عائلات مقاتلي تنظيم داعش وكان المخيم تحت حراسة 400 مقاتل من ميليشيات قوات سوريا الديمقراطية الكردية.

وفي سياق الحرب الأهلية السورية واستيلاء قوات سوريا الديمقراطية على بلدة الهول أصبح المخيم إلى جانب مخيم عين عيسى مركزًا للفارّين من القتال بين الميليشيات الكردية وتنظيم داعش . وخلال معركة الباغوز في ديسمبرعام 2018 شهد المخيم تدفقا هائلا للاجئين في سلسلة من عمليات الإجلاء المدني الضخمة مع فرار الناس من القتال العنيف بين قوات سوريا الديمقراطية وداعش.

ومنذ كانون الاول ديسمبر 2018 تمّ احتجاز عائلات مقاتلي داعش في قسم منفصل داخل المخيم بعد حوادث عنف متكررة بينهم وبين اللاجئين الآخرين.

واشار تقرير لصحيفة واشنطن بوست في ايلول سبتمبر 2019 إلى تزايد التطرف داخل المخيم حيث الظروف تعيسة والأمن متراخي والناس الذين لا يتبعون أيديولوجية داعش يعيشون في خوف. وقال نائب وزير الدفاع الأميركي انذاك مايكل مولروي أن العديد من الأطفال في المخيم يتعلّمون أفكارا ومعتقدات داعش .. وحذر من انه نه إذا لم يتوصل المجتمع الدولي إلى طريقة لإعادة تأهيلهم وإعادة دمجهم في المجتمع فسيكونون الجيل القادم من داعش.

ويقول مراقبون ان اعادة سكان المخيم إلى اوطانهم بات صعبا حيث أصبح العديد منهم متطرفين ويشكلون تهديدًا محتملاً لوطنهم وقد لا يكون لدى الحكومات الغربية خطط لإعادة مواطنيها.