ايلاف من لندن: اعلن في بغداد الجمعة عن تأجيل اعادة عائلات داعش العراقية في مخيم الهول السوري الى بلدها اثر مخاوف أمنية واعتراضات مسؤولين بمحافظة نينوى اشمالية ورفض المجتمعات المحلية وجودها بينهم.

واكد قائد قوات حرس الحدود العراقي الفريق الركن حامد الحسيني تأجيل نقل المجموعة الاولى من نازحي مخيم الهول السوري وبينهم عائلات لتنظيم داعش إلى العراق. ووصف في تصريحات تابعتها "ايلاف" مخيم الهول بالقنبلة الموقوتة.. منوها الى انه معسكر يخلّف الإرهابيين في ظل وجود حوالي 20 ألف إرهابي حسب تقديرات القيادة وقوات التحالف.

واوضح ان مخيم الهول السوري يبعد عن الحدود العراقية 13 كيلومترا ويضم أكثر من 60 ألف عائلة وأغلبهم عوائل لعناصر تنظيم داعش و30 ألف منهم عراقيون وأصبح ملاذاً لعوائل الدواعش الذين ينفذون عمليات داخل العراق.

وشدد القائد العسكري على ضرورة تفكيك المخيم والحيلولة دون تكاثر الجيل الذي يضمه والذي وصل الى مراحل خطرة تصل إلى 15 سنة قادرة على تنفيذ أعمال إرهابية .

وكان جرى خلال الأيام العشرة الماضية مقابلة العوائل التي ترغب في العودة من المخيم إلى العراق وذلك بحضور ممثلين عن قيادة العمليات المشتركة حيث كان من المقرر أن تعود المجموعة الأولى إلى العراق امس الاربعاء لكن تم تأجيل ذلك واعادة الحافلات الى بغداد والتي كانت معدة لنقلهم .

الغاء الترحيل

وقد ألغيت في آخر لحظة إجراءات إعادة العائلات العراقية من المخيم الواقع جنوبي مدينة الحسكة السورية ونقلها إلى مخيم جدعة في ناحية القيارة التابعة لمحافظة نينوى شمال غربي العراق.

فقد دعا محافظ نينوى العراقية الشمالية نجم الجبوري رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الى التريث في نقل نازحي مخيم الهول السوري الى مخيم الجدعة في ناحية القيارة جنوب مدينة الموصل .. مؤكدا وجود رفض شعبي واسع لعودة أعائلات تنظيم داعش من محافظات عدة الى نينوى.

ومن جانبه دعا عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية مهدى تقى إلى إخضاع عودة العوائل النازحة فى مخيم الهول إلى تقييم أمني جيد لمنع عودة عناصر التنظيم الإرهابى إلى الموصل. وقال في تصريح صحافي إن "هناك نية لتشكيل لجنة بعد عيد الفطر لدراسة أوضاع النازحين فى هذا المخيم وإعادة العوائل المظلومة التى أخذها داعش كرهائن ومنع عودة العوائل التى ينتمى بعض أفرادها إلى التنظيم".

وقد اكد النائب شيروان دوبرداني الغاء الحكومة العراقية قرار نقل عائلات داعش من مخيم الهول الى مخيم البدعة الى اشعار آخر غير محدد محذرا من خطورة نقل عوائل داعش الى جنوب الموصل عاصمة المحافظة.

يشار الى ان إدارة مخيم الهول في مناطق كردستان سوريا قد أعلنت في السابع من الشهر الماضي قبول الحكومة العراقية بإجلاء 500 عائلة من رعاياها من المخيم وإعادتهم إلى العراق. واوضحت انه "بناء على التنسيق بين الإدارة الذاتية والحكومة العراقية تمت الموافقة على إخراج 500 عائلة من مخيم الهول على شكل دفعات حيث يجري حاليا تدقيق أسماء ومعلومات العوائل والأشخاص الذين كانت قد رفعت معلوماتهم للحكومة العراقية منذ عام 2018.

دعوة للمقاطعة

ومن جانبه قال موقع "مخيم الهول نيوز" الذي يهتم باخبار المخيم في منشور على فيسبوك تابعته "ايلاف" ان الحكومة العراقية "وافقت على اجلاء 500 عائلة من مخيم الهول من النازحين العراقيين حيث بدأ التسجيل على الرحلات وهي طوعية وليست إجبارية".

واشار الى انه سيتم نقل العائلات التي تروم العودة الى العراق الى مخيم أسوأ من مخيم الهول في العراق مجهز مسبقا وهو مخيم الجدعة .. مضيفا بالقول "لذلك ننصح من تبقى لديه بعض الوعي والحكمة من اخواننا العراقيين أن لا يسجلوا وان يقاطعوا هذه العودة لأن ابقاؤهم في المخيم افضل لهم من هذه العودة التي يعتقدون انها خلاصهم من المخيم" لكن الموقع لم يقدم اسابا مقنعة حول عدم عودتهم.

وكان المخيم قد انشئ في الأصل لإيواء اللاجئين العراقيين في أوائل عام 1991 خلال حرب الخليج الثانية وأُعيد فتحه لاحقًا بعد تدفق المهاجرين العراقيين إلى سوريا عقب غزو العراق عام 2003 كواحد من ثلاثة مخيمات على الحدود السورية العراقية.

وفي بداية عام 2019 احتوى المخيم على حوالي 10 الاف شخص ثمّ زاد حجمه بشكل كبير مع الهزائم المتتالية لتنظيم داعش في العراق وسوريا . وبحلول نيسان أبريل من العام نفسه ارتفع عدد سكان المخيم الى 74 الفا بينهم حوالي 20 الف امرأة و 50 الاف طفل من عائلات مقاتلي تنظيم داعش من مختلف الجنسيات الاجنبية وكان المخيم تحت حراسة 400 مقاتل من ميليشيات قوات سوريا الديمقراطية الكردية.

ومنذ كانون الاول ديسمبر 2018 تمّ احتجاز عائلات مقاتلي داعش في قسم منفصل داخل المخيم بعد حوادث عنف متكررة بينهم وبين اللاجئين الآخرين. واشار تقرير لصحيفة واشنطن بوست في ايلول سبتمبر 2019 إلى تزايد التطرف داخل المخيم حيث الظروف تعيسة والأمن متراخي والناس الذين لا يتبعون أيديولوجية داعش يعيشون في خوف.

ويقول مراقبون ان اعادة سكان المخيم إلى اوطانهم بات صعبا حيث أصبح العديد منهم متطرفين ويشكلون تهديدًا محتملاً لوطنهم وقد لا يكون لدى الحكومات الغربية خطط لإعادة مواطنيها.