إيلاف من لندن: الغت السلطات العراقية مساء الخميس حظر التجوال الشامل الذي كانت قد فرضته في انحاء البلاد ضمن اجراءات لمواجهة فايروس كورونا لكنها ابقت على اغلاق المرافق العامة وذلك اثر انتقادات حقوقية وتظاهرات للكسبة الذين اشتكوا من آثاره الاقتصادية السلبية عليهم.
واصدرت اللجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية لمكافحة جائحة كورونا اليوم قراراً رسمياً بايقاف الحظر الشامل في العاصمة ومحافظات البلاد كافة وأشارت في بيان تابعته "ايلاف" الى انه "بناء على توجيه رئيس الوزراء/ رئيس اللجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية مصطفى الكاظمي ونظرا لتدني اعداد الملقحين ضد فايروس كورونا بسبب تطبيق حظر التجوال الشامل ولاستمرار حركة المواطنين في التوجه الى المنافذ التلقيحية واستلام جرعات اللقاح فقد قررت ايقاف حظر التجوال الشامل طيلة ايام عيد الفطر وما بعده واستئناف حظر التجوال الجزئي من الساعة التاسعة مساء الى الساعة الخامسة صباحا طيلة ايام الاسبوع.

استمرار غلق المرافق العامة
لكن اللجنة قضت بالاستمرار بغلق المولات والمطاعم والكافتريات والمقاهي ودور السينما وقاعات المناسبات والاعراس والمسابح والمساجات خلال عطلة عيد الفطر فقط بعد ان كان هذا الاغلاق مقررا له ان يستمر الى 22 من الشهر الحالي فيما قررت فتحها جزئيا بين يومي الاثنين والخميس المقبلين بين الساعتين الخامسة صباحا وحتى الثامنة والنصف مساء.
وجاء القرار اثر تناقص الاصابات بفايروس كورونا وخروج تظاهرات احتجاج ضد الحظر شهدتها محافظات عراقية وبعد ساعات من دعوة وجهتها تجمعات شعبية للانطلاق بمسيرة سلمية مساء اليوم في بغداد رفضا لاجراءات الحظر.
وجاء في الدعوة التي اطلعت عليها "ايلاف" انه "باسناد من مجلس العشائر ستنطلق بتظاهرة سلمية اليوم عند الساعة السابعة مساء، ابتداء من مجمع الليث وصولا الى ساحة كهرمانة وسط بغداد، رفضا لاسلوب الحظر والتجويع". واكدت انها "ستكسر الحظر باعتبار ان الشعب مصدر القرارات وما انتم "الحكومة والسلطات" الا خدم لهذا الشعب".
وطالبت التجمعات الشعبية اصحاب المحال والبسطات والمتضررين من الحظر المشاركة الفاعلة في المسيرة .

اعتراضات
ومن جهتهم طالب عدد من محافظي المحافظات العراقية التي تحتضن مراقد مقدسة باستثنائها من الحظر لاتاحة الفرصة للزائرين الوصول اليها فيما قدم محافظون آخرون طلبات مماثلة لاسباب اقتصادية اثرت سلبا على الكسبة واصحاب الاعمال الحرة.
ومن جانبها انتقدت المفوضية العراقية العليا لحقوق الإنسان ما اسمته "قطع أرزاق" الكسبة بفرض حظر التجوال الشامل الذي قالت بأنه "قسري" وليس بصحي.
وقال عضو المفوضية فاضل الغراوي في بيان على صفحته بشبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" تابعته "ايلاف" إن "إجراءات الحظر الشامل أمنية وليست صحية وتصل إلى حالة القسر في تنفيذها في بعض الأحيان دون مراعاة للحالات الإنسانية".
واشار الى أن "آلاف العوائل تعيش على قوتها اليومي الذي حرمت منه بسبب الحظر الشامل إضافة إلى خسائر بمليارات الدنانير لحقت بالأسواق التجارية". ورأى ان "العراق لا يحتاج إلى حظر أمني بل يحتاج إلى تعزيز إجراءات الوقاية من وباء كورونا وحث المواطنين على تلقي اللقاح المضاد لفايروس كورونا".
وطالب الحقوقي الغراوي خلية الأزمة وقيادة العمليات المشتركة بإلغاء الحظر الشامل والسماح لكل مواطن يحمل بطاقة التلقيح بالتحرك وفتح جميع المراكز الصحية صباحا ومساء وحث المواطنين على تلقي اللقاح" في وقت تشتكي السلطات الصحية من عدم التزام المواطنين بالاجراءات الصحية على الرغم من انها تهدف الى حماية أرواحهم.
واليوم اعلنت وزارة الصحة والبيئة العراقية تسجيل 4512 إصابات جديدة بفيروس كورونا في عموم المحافظات العراقية خلال الاربع والعشرين ساعة الماضية ليرتفع عدد المصابين منذ ظهور الجائحة في العراق في 24 شباط فبراير 2020 الى مليون و132 الفا و92 اصابة مع تسجيل 28 وفاة ليصل مجموع الوفيات بالجائحة الى 15 الفا و883 حالة وفاة.