غزة (الاراضي الفلسطينية): قتل الجيش الإسرائيلي فجر الاثنين قياديا في سرايا القدس في سلسلة في من الغارات الجوية الكثيفة على قطاع غزة بعد أسبوع دام سقط فيه أكثر من 200 قتيل في المواجهة الدائرة بين الدولة العبرية وحركة حماس رغم الدعوات الدولية المتكررة لوقف التصعيد.
فليل الأحد الاثنين أغار الطيران الإسرائيلي عشرات المرات على قطاع غزة الفقير والمحاصر من حيث أطلقت فصائل مسلحة صواريخ باتجاه إسرائيل.
صباحا، أعلن مصدر في حركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة مقتل قائد لواء الشمال في سرايا القدس الجناح العسكري للحركة حسام أبو هربيد في غارة استهدفت سيارته.
وأكد الجيش الإسرائيلي في بيان استهداف أبو هربيد وقال إنه "كان قائدا في المنظمة لأكثر من 15 عاما وكان وراء عدة هجمات صاروخية مضادة للدبابات ضد مدنيين إسرائيليين (...) قاد باستمرار إطلاق صواريخ ضد إسرائيل وإطلاق نار على جنود جيش الدفاع".
وتسببت الغارات التي هزت مدينة غزة بانقطاع التيار الكهربائي على ما أفاد أحد صحافيي وكالة فرانس برس. ولحقت أضرار بمئات المباني على ما ذكرت السلطات المحلية.
وأوضح الجيش الإسرائيلي في بيان الاثنين أنه استهدف تسعة منازل عائدة لقادة كبار في حركة حماس وتستخدم "لتخزين الأسلحة".
وشملت دائرة القصف الليلي الإسرائيلي أيضا "مترو الأنفاق" أو شبكة أنفاق حركة حماس.
وبحسب الجيش فإن 54 طائرة مقاتلة قصفت أنفاقا بطول 15 كيلومترا، وقال الجيش في قت سابق إن جزءا منها يمر في مناطق مدنية.
وقالت منى القمع من سكان غزة "شعرت بأني أموت. على نتانياهو أن يدرك أننا مدنيون ولسنا عسكريين".
ورصد مراسلو فرانس برس صباح الإثنين أعمدة ضخمة من الدخان الرمادي تتصاعد من مصنع "فومكو" للاسفنج شرق مخيم جبالبا.
ووفق بيان للدفاع المدني فإن المصنع استهدف "بقذائف فسفورية حارقة وقذائف دخانية أدت إلى اشتعال حرائق كبيرة داخل المخازن كونها تحتوي مواد سريعة الاشتعال".
وأتت الغارات الإسرائيلية الجديدة في وقت سجلت في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس منذ العام2007، الأحد أعلى حصيلة يومية منذ بدء جولة العنف الجديدة مع سقوط 42 قتيلا فلسطينيا من بينهم ما لا يقل عن ثمانية أطفال وطبيبان على ما ذكرت وزارة الصحة المحلية.
ومنذ العاشر من أيار/مايو قتل 198 فلسطينيا بينهم ما لا يقل عن 58 طفلا، وجرح أكثر من 1300 على ما أكدت وزارة الصحة الفلسطينية.
أما في الجانب الإسرائيلي فقتل عشرة أشخاص من بينهم طفل وأصيب 294 في إطلاق صواريخ من قطاع غزة.
وبحسب وزارة الأشغال فقد "تضرر أكثر من عشرة آلاف وحدة سكنية في غزة جراء العدوان المستمر بينها 800 دمرت كليا".
من جهتها، قالت شركة كهرباء غزة إن "كميات الوقود المتوافرة تساعدنا على تشغيل الكهرباء ليومين أو ثلاثة كأقصى حد".
وأكد المتحدث باسم الشركة أن خسائرها جراء القصف بلغت 8 ملايين دولار. وأشارت وزارة التربية والتعليم إلى "تضرر نحو 335 مدرسة حتى اللحظة من القصف الهمجي".
أما وزارة الزراعة فأعلنت عن خسائر أولية "تفوق 20 مليون دولار".
وأطلقت الفصائل المسلحة ومن بينها حماس والجهاد الإسلامي أكثر من 3100 صاروخ باتجاه إسرائيل منذ بدء جولة العنف الدامية هذه. وهي أعلى وتيرة إطلاق صواريخ تستهدف أراضي الدولة العبرية على ما أعلن الجيش الإسرائيلي الأحد مشددا على أن الدرع الصاروخية "القبة الحديد" اعترضت جزءا كبيرا منها.
وفي كلمة الأحد، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو "حملتنا على المنظمات الإرهابية مستمرة بزخم كامل" مبررا الضربة التي دمرت برجا من 13 طابقا يضم مكاتب قناة الجزيرة القطرية ووكالة "اسوشييتد برس" الأميركية للأنباء.
وأكد نتانياهو "كان هدفا مشروعا بالكامل" مشددا على أنه يستند إلى معلومات لأجهزة الاستخبارات.
وأفاد الجيش أنه تم قصف منزلي رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الإسلامية في قطاع غزة يحيى السنوار وشقيقه محمد رئيس الخدمات اللوجستية والقوى العاملة في الحركة باعتبارهما من ضمن "البنية التحتية العسكرية لمنظمة حماس الإرهابية". وأكدت مصادر أمنية فلسطينية الغارة من دون معرفة مصير السنوار.
الاثنين دعت اللجنة المركزية لحركة "فتح" إلى إضراب شامل في الضفة الغربية الثلاثاء انسجاما مع لجنة المتابعة العربية العليا في إسرائيل التي دعت هي أيضا إلى إضراب شامل "ردا على العدوان الإسرائيلي المتواصل على شعبنا الفلسطيني".
وتعود الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحماس إلى صيف العام 2014 واستمرت 51 يوما وألحقت دمارا كبيرا بقطاع غزة. وقتل خلالها 2251 فلسطينيا غالبيتهم من المدنيين و74 إسرائيليا غالبيتهم العظمى من الجنود.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرييش "يجب أن يتوقف القتال. يجب أن يتوقف فورا". وأضاف أن التصعيد "يمكن أن يؤدي الى أزمة أمنية وإنسانية لا يمكن احتواؤها والى تعزيز التطرف، ليس في الأراضي الفلسطينية المحتلة وإسرائيل فحسب، بل في المنطقة برمتها".
وتسجل داخل إسرائيل أعمال عنف غير مسبوقة خصوصا في مدن تسمى "مختلطة" يقيم فيها يهود وعرب إسرائيليون.
وقال غوتيريش الأحد "قد تغرق المواجهات الإسرائيليين والفلسطينيين في دوامة عنف لها نتائج مدمرة".
وأججت قضية حي الشيخ جراح حيث يتهدد عدد من العائلات الفلسطينية خطر إخلاء منازلها لصالح جمعيات استيطانية، النزاع وأدت إلى التصعيد الحالي الذي توسعت دائرته لتشمل المسجد الأقصى والضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة والمدن التي تسمى مختلطة داخل إسرائيل. وقتل في الضفة الغربية منذ الاثنين 15 فلسطينيا بنيران القوات الإسرائيلية.
وفي القدس أكدت الشرطة الإسرائيلية الأحد إصابة عدد من عناصرها في هجوم بواسطة سيارة في القدس الشرقية المحتلة و"إطلاق النار على المخرب من قبل الضباط الذين ردوا على ما حصل" مؤكدة "إغلاق حي الشيخ جراح".
وشهدت القدس الشرقية المحتلة حملة اعتقالات في صفوف الفلسطينيين على أثر صدامات في أحياء عدة ليل الأحد.
التعليقات